قضية ورأى

الكهرباء وإحكام الأبواب والنوافذ

م. مجدى بسطاروس
م. مجدى بسطاروس

م. مجدى بسطاروس

أثناء الحرب العالمية الثانية (عام ١٩٤٣) أطلقت الولايات المتحدة الإمريكية حملة (campaign) لتوفير الموارد دعماً للمجهود الحربى ومن بين تلك الموارد كان الاقتصاد فى استخدام الطاقة بالمنازل والمطالبة بالعزل الجيد لها… وقد حان الوقت للقيام بمثل تلك الحملة بمصر الآن.
يتم قطع الكهرباء بمصر لفترة زمنية لا أعلمها وبفرض أنها ساعتان كل ٢٤ ساعة فذلك يمثل أكثر من ٨٪ من الزمن كل يوم… ولن يخفض ذلك استهلاك الكهرباء بنفس النسبة لأن الأجهزة الكهربائية كالتكييف والثلاجة والسخان سيستمرون فى العمل لفترة أطول فور عودة التيار للوصول إلى حالة الاستقرار (درجة الحرارة المطلوبة والتى ابتعدوا عنها كثيراً نتيجة لفترة الانقطاع).


تذكر الإحصائيات بأمريكا أن استهلاك التكييف بالمنازل يمثل حوالى ٤٣٪ من استهلاك الطاقة وتمثل الإضاءة حوالى ٩٪ والسخان ١٢٪ والثلاجة ٨٪ … وأنه يمكن توفير حوالى ١٥٪ من تكاليف الطاقة المستخدمة بالمنازل باستخدام العزل الجيد للجدران والشبابيك والأسطح… ولا شك لدى أن العزل الحرارى للمنازل المصرية يمكنه أن يوفر أكثر من ذلك.


 ٥ مليمتر فراغ أسفل الباب الرئيسى للمنزل (بفرض أن عرضه ٩٠ سم) تمثل مساحة ٤٥ سم٢… وهذا يعادل تقريباً ثقبًا قطره ٨ سم علماً بأن قطر كرة التنس هو حوالى ٧ سم… وهذا بخلاف الفراغات حول حلق الباب… ولنا أن نتخيل كمية التسريب الحرارى مع الأجواء الخارجية والتى تزيد مع ازدياد فارق درجات الحرارة داخلياً وخارجياً.
تعتبر الشبابيك الألوميتال مصدرًا رئيسيًا أيضاً للتسرب الحرارى نظراً لعدم حرفية تركيبها (عدم استخدام الـ foam بين الحلق الخشبى والحائط وكذلك عدم استخدام ال caulking بين برواز الألوميتال والحائط (كما هو موضح بالصورة المرفقة)… ومن الأفضل استخدام القواطع الألوميتال الحديثة والزجاج المزدوج المفرغ من الداخل… ولعلاج ما هو غير ذلك يتم استخدام بعض أنواع الكاوتش ذاتى اللصق فى إحكام العزل وعمل caulking واستخدام الستائر السميكة ويفضل إضافة ستارة البلاك أوت وخاصة للشبابيك المعرضة لأشعة الشمس المباشرة.
العزل الجيد للمنازل يقيها كذلك من دخول الأتربة والحشرات والأصوات والرطوبة المسببة للعفن ومسببات الحساسية (pollens… حبوب اللقاح)… ويطيل عمر أجهزة التكييف ويقلل من مطالب صيانتها.
استخدام اللمبات الموفرة للطاقة يوفر حوالى ٩٠٪ من الطاقة المطلوبة للإضاءة لنفس شدة الضوء… كما أن العمر الافتراضى للمبات الليد حوالى ٢٥ ضعف اللمبات الأخرى.
يجب على مديرى ورؤساء الجهات الحكومية والمدارس وخلافه مراعاة تطبيق ما سبق من عزل حرارى للغرف المكيفة واستخدام اللمبات الموفرة ومراعاة إغلاق إضاءة وتكييف الأماكن والغرف عند خلوها من الأفراد.


يجب على الحكومة المصرية توعية الشعب بما سبق والعمل على الخامات اللازمة (وهى رخيصة فى حال استيرادها وكذلك سهلة التصنيع محلياً) للمنشآت العامة والأسر المصرية… مع وضع أكود للأعمال الواجبة للعزل الجيد ومراعاة تطبيقها بكل حزم من قبل المحليات على المنشآت الجديدة.
يجب محاولة عزل الأبواب الداخلية أيضاً وخاصة أبواب الغرف المكيفة لعدم تحميل الطرقات والحمامات وباقى الغرف على التكييفات التى تعمل والمصممة لتكييف حجم (مساحة) معين… وهذا غير مطلوب عند استخدام التكييفات المركزية والتى لا أعتقد أنها تستخدم حتى بالمنازل الريفية الكبيرة أو الڤيلات الحديثة داخل الكمبوندات.


نعم نستطيع إحكام منازلنا وأماكن عملنا بأقل التكاليف وفى زمن قليل وخاصة أننا سنوفر مبالغ كبيرة لأن معظم من يستخدم مكيفات الهواء تتم محاسبته على أعلى شريحة استخدام.
> مهندس مصرى مقيم بالولايات المتحدة