فيديو| فن «السُنباط والسرايب».. طرق زراعة القصب في بلاد «السكر»

طرق زراعة القصب في بلاد السكر والعسل
طرق زراعة القصب في بلاد السكر والعسل

بدأ مزارعو قنا في زراعة محصول القصب، والذي يعد المحصول الاستراتيجي للمحافظة، وتبلغ المساحة المزروعة بالقصب في قنا قرابة 120 ألف فدان، ويصنع منه السكر في 3 مصانع، هي نجع حمادي ودشنا وقوص، كما يصنع منه العسل الأسود الذي تشتهر به نجع حمادي.

فبعد حرث الأرض وتهويتها جيدا، يتم تخطيطها إلى "سرايب"، يوضع فيها القصب بعد تقطيعه إلى أجزاء، ثم توضع عليه التربة،  فيما يعرف هنا في قرى قنا بإسم " السنباط أو الرمية".

اقرأ أيضا| بالأرقام.. نتائج الموجة الـ22 لإزالة التعديات على أملاك الدولة بالقليوبية

ويعتبر قصب السكر من أبرز المحاصيل ، وأشهرها التى تتميز بها قنا حيث يستخدم فى تصنيع السكر ، العسل الأسود الذى تشتهر به المدينة حيث يطلق عليها "بلاد العسل الأسود ".

ورصدت بوابة أخبار اليوم، أهمية زراعة قصب السكر ليس لمجرد انتاجه لـ "السكر" ، "والعسل الأسود" فقط ، بل ان مخلفات صناعة السكر من القصب تستخدم فى صناعة الكحول ، والخل ، والعطور ، والأوراق ، والخشب الحبيبى بالاضافة الى خميرة البيرة ، كما أن المخلفات الناتجة عن زراعة القصب مثل القالوح تستخدم فى تغذية المواشى ، وعند الوصول الى موسم الحصاد فان "القش" الناتج من الزراعة عند حرقه يزيد من خصوبة الأرض.

يوضح صبري حمادة، مهندس زراعي، أن محصول القصب هو المحصول الاستراتيجي في قنا، وهو من المحاصيل الصيفية، التي تزرع في فصل الصيف، ويتم حصاده في الفترة من أكتوبر وحتى مايو على حسب "الخلفة".

ويشير إلى أن زراعة القصب تتم مرة واحدة في الأرض كل 4 أعوام، ومع نهاية كل موسم يتم حصاده، ويتجدد تلقائيا، وبعد السنة الرابعة، يتم حرث الأرض وزراعة المحصول من جديد. 

ويتابع: "لابد من تهيئة الأرض للزراعة، وحرثها بجرار زراعي أو محراث البقر بعد "فج" الأرض إلى "سرايب"، ثم تقطيع عود القصب بالفأس إلى 3 أجزاء، وإلقائها في السرايب، ثم وضع التربة عليه، ويقوم بزراعة المحصول عمال كبار وصغار، ثم ري الأرض بعدها،  وبعدها يتم تسميد الأرض وريها على مراحل طوال الموسم حتى قبل حصاده لإنتاج السكر والعسل ومشتقاتهما.

ويلمح أنه في أكتوبر يتم حصاد القصب إذا كان في السنة الرابعة والأخيرة، وبعدها يتم زراعة الأرض قمح أو ذرة أو برسيم، ثم يتم زراعة الأرض محصول القصب في أبريل بعد تهيئة الأرض للزراعة، أما إذا كان المحصول مزروع في أول سنة فيتم حصاده من مارس وحتى مايو.

ميعاد زراعة القصب يبدأ فى شهرى مارس و ابريل ، وميعاد حصاده يبدأ فى شهر يناير ، وحتى منتصف إبريل، وفى البداية لا بد من تجهيز الأرض للزراعة تجهيزا جيدا بداية من عملية الحرث السطحى للأرض التى تتم بعد عملية كسر الخلفة الأخيرة للقصب ، وتخليص الأرض من بقايا الجذورالسابقة للقصب ، والذى يطلق عليها " الكعروب" ، وبعدها تتم عملية الحرث العميق للأرض الذى يساعد جذور القصب فى مرحلة النمو ، ثم تتم عملية تكسير القلاقيل عن طريق محراث الماشية أو الجرار الزراعى للوصول الى مرحلة تخطيط الأرض للزراعة مرورا بمرحلة التقسيم والتحويض من اجل حصول الأرض على القدر الكافى من المياة ، والعزيق ، وأيضا الحصاد، وكل ذلك يجعل الأرض مهيئة للزراعة مما يساعد فى انتاج محصول قصب مميز.

ويحتاج القصب إلى عناية تامة من المزارعين سواء فى تجهيز الأرض للزراعة ، وعدد مرات الرى ، والحرث ، والعزق ، والتسميد من أجل الوصول الى منتج قوى ، ولكى يتمكن المزارع من الحصول على عائد مالى نظير خدمته الشاقة طوال العام فى الأرض.

زراعة القصب تتم بوضع عقل التقاوى فى بطن الخط المستقيم بحيث تكون متداخلة ، ويفضل أن تكون "بكر أو خلفة أولى على الأكثر" ثم تقطع عقل التقاوى بآلات حادة بحيث تحتوى على 3-4عيون أو براعم ، ثم يتم تغطيتها بالتراب مع مراعاة ألا يزيد سمك الغطاء عن 5 سم لظهور النبات فى أقرب وقت ممكن.

القصب بعد زراعته يحتاج إلى ثلاث عزقات للتخلص من الحشائش لكى يساعد فى تهوية التربة ، وامتصاص المياة ، والأسمدة تبدأ العزقة الأولى بعد حوالى شهر أو شهر ونصف من عملية الزراعة ، والعزقة الثانية بعد حوالى شهر من العزقة الأولى ، والعزقة الثالثة تجرى بعد شهر من العزقة الثانية لكى تصل النباتات الى مرحلة النمو المفضل لها.

وعملية رى القصب لابد وأن تتناسب مع نوعية التربة فالأراضى جيدة التربة يوصى بأن تكون عدد مرات الرى ثلاث مرات شهريا ، أما الأراضى الثقيلة الطينة فان عدد مرات الرى تكون مرتين شهريا مع مراعاة عدم إجراء الرى أثناء هبوب الرياح، ويلزم تربيط القصب بعد وصوله إلى مرحلة النمو، ويتم إيقاف الرى قبل الكسر بحوالى شهر تقريبا.

وعملية التسميد ضرورية بالنسبة للأرض حيث تمكن النباتات من النمو مع زيادة لانتاج محصول القصب وأن مرحلة التسميد تتم على دفعتين متساويتين بعد العزقة الأولى والثانية، وأن الفدان الواحد يستلزم من "10-13 شوال من الأسمدة"، وبعد وصول القصب الى مرحلة النمو يتم تربيطه لمنع أضرار الرقاد الذى يؤدى إلى نقص نسبة السكر، وضعف نشاط الأوراق، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة الحصاد أو "الكسر" ويستخدم فى هذه المرحلة آلات حادة ، ويراعى أن تتم مرحلة توريد القصب بعد كسره فى أسرع وقت ممكن للحفاظ على جودة إنتاج القصب.