أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: رسائل من قلب سيناء

عصام السباعي
عصام السباعي

مهما طالت السنون وتعاقبت العقود، ستظل سيناء أرض البطولات والانتصارات، كانت هكذا أمس، ونراها كذلك اليوم، وستتواصل ملاحمها وانتصاراتها غدا وعبر المستقبل القريب والبعيد، وتأتى احتفالاتنا بتحرير سيناء هذا العام، وقد انتصرت مصر فى العديد من المعارك، وتواصل سعيها ونضالها للفوز بمعارك أخرى، وهكذا كان قدر مصر عبر حقب التاريخ المتتالية بحكم مكانها ومكانتها .

لقد كان عيد تحرير سيناء نتيجة لسلسلة من الانتصارات فى العديد من الميادين العسكرية والسياسية والدبلوماسية، وهناك دلالات كبرى لذلك العيد يأتى فى مقدمتها تلك العلاقة الوثيقة والتلاحم الفريد بين الشعب المصرى وجيشه، وهى علاقة أزعم أنها «حالة مصرية» نادرة الوجود فى أى بلد فى العالم، فقد كان مفتاح ذلك العيد الذى نحتفل به، هو دماء روت أرض سيناء، وأرواح طاهرة لجنود بواسل ضحوا بحياتهم من أجل تحرير تلك الأرض الغالية التى احتلها العدو فى حرب الغدر عام 1967، وبدأ الجيش والشعب على الفور معركة التحرير بحروب الاستنزاف، وتحقق العبور والانتصار العظيم فى أكتوبر 1973، وتوالت الانتصارات السياسية لتتحرر سيناء فى 25 أبريل 1982، ويكتمل التحرير بالنصر فى المعركة الدبلوماسية بتحرير طابا، وتمر الأيام، وتشهد سيناء الغالية معركة جديدة للشعب والجيش والشرطة ضد طيور الظلام والإرهاب والتكفير الذين حاولوا بسط سيطرتهم على أرضها، وافتداها الجميع بأرواحهم ويروونها بدمائهم حتى تحقق النصر، ومازلنا حتى تلك اللحظة فى حالة تأهب لردع أى معتدٍ، وتأديب أى متطاول يحاول المساس بأرضها أو تجاوز حدودها.

معركة سيناء ليست واحدة انتهت بتحرير الأرض، ولكن العديد من المعارك المستمرة حتى الآن، وليست أيضاً عبوراً واحداً تم، ولكن أكثر من عبور تم ويتم عبر الأيام والسنين، ويربط ما بين ضفتى القناة وبأشكال متعددة تحقق الاتصال بالأرض وبالأهل، ومشروعات للتنمية تحقق آمال الناس فى حياة أفضل لكل من يعيش على أرضها، وفرص أجمل لتعميرها بالمصريين، وأستدعى هنا كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السياسى فى نفس المناسبة العام الماضى «إن تحرير سيناء هو تحرير للكرامة وانتصار للإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ» ، وكل كلمة فى تلك العبارة من مفاتيح النجاح فى كل المواقع خاصة فى عمل الحكومة والمحافظين خلال الفترة القادمة من الجمهورية الجديدة .

يوم تحرير سيناء مناسبة للاحتفال بإنجاز حققه الشعب والجيش، وفرصة لاستعادة دروس عديدة من تلك الانتصارات، وتوقيت مهم لتوجيه رسالة لكل العالم بأن مصر تؤمن بالسلام وتطلبه لها ولكل الناس فى كل الدنيا، مسالمة لمن يسالمها، ماضية فى طريقها من أجل تحقيق التنمية فى كل ربوعها، وخاصة فى أرضنا الغالية فى سيناء، تسير فى طريقها بقيادة رئيسها وزعيمها، وفى أمان جيشها وشرطتها، تزرع وتبنى وتعمر وتصنع، أما أهم ما فى الرسالة فهو تذكير بمصير من يحاول المساس بأمنها وأرضها ويتجاوز الخطوط الحمراء لها، وليس مصير الاحتلال والمحتلين ولا الإرهاب والإرهابيين عنهم ببعيد.

ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر.

◄ بوكس

بكرة في مصر أجمل وأفضل وأحسن .. ولو كره المضللون .