بقلم مصرى

ظواهر درامية

صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

تنفرد الدراما الرمضانية كعادتها كل عام -  بالكم الهائل ليس فقط فى عدد الأعمال ولكن أيضا فى عدد الوجوه الجديدة التى تظهر من خلال أحداثها.. أما عن عدد الأعمال فقد تجاوز هذا العام 35 عملا ما بين مسلسلات الـ 15 حلقة و30 حلقة.. وهذا الكم يمثل بلا شك كثافة كبيرة وعبئا على المشاهدين الذين لا يسعفهم الوقت أو القدرات على متابعتها دفعة واحدة وبالتالى فهو يكتفى بالفرجة على عملين أو أكثر أما البقية التى ربما تكون أكثر تميزا فإنها تذهب مع الريح دون أن يراها وتتاح مشاهدتها لغيره.. وفى هذا ظلم بين لهذه الأعمال رغم تكلفة إنتاجها الباهظة فى 30 حلقة.. ولذا كان لابد من العودة إلى مسلسلات الـ 15 حلقة لاعتبارات اقتصادية وفنية معا فهى بلا شك لا تتطلب ميزانيات كبيرة ولكن نصف الميزانية فقط..

أما عن الاعتبارات الفنية فحدث ولا حرج وفى مقدمتها سرعة إيقاع الأحداث بلا مط أو تطويل أو حواشى ملهاش لازمة!! وبالمناسبة فإن مسلسلات الـ 15 حلقة كانت هى السائدة قبل ظهور مسلسلات طويلة التيلة (30 حلقة) وأيضا مسلسلات الأجزاء التى ساهمت دون قصد فى ظاهرة المط والتطويل وكان ذلك لاعتبارات تتعلق بعمليات التسويق للمحطات الخارجية والتى كانت تتعامل مع المنتج الدرامى باعتباره سلعة يحدد الوزن ثمن بيعها!! أما عن ظاهرة الوجوه الجديدة فهو اتجاه محمود من جانب الجهات الإنتاجية لتجديد وضخ دماء جديدة فى شرايين الدراما وفتح الأبواب أمام تواصل الأجيال.. وقديما قالوا ومازالوا يقولون لا وساطة فى الفنون، الموهبة هى التى تفرض نفسها ويكتب لها البقاء وأما الزبد فإنه يذهب جفاء!!.