زينب إسماعيل تكتب: أبي.. أبويا.. حبيبي

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

في شهر أبريل منذ أكثر من خمسة وعشرون عاما توفي أبي "عم إسماعيل "كما كان يحب أن أناديه وكان لا يناديني إلا مسبوقا "بآنسة زينب " – وكان رجلا بسيطا لم يكن مديرا أو رئيسا في محبوبته قبل أن تكون محبوبتي جريدة أخبار اليوم - وكنت وكنت أرد مستنكرة : فقط "زينب" أنت أبويا وكان يضحك ضحكة تزينها طيبة لم أرها علي وجه بشر بعده ولم يعلم أن احترامه لي كان رسالة غير مباشرة لاحترام نفسي وعدم الإقتراب حتي من سفاسف الأمور التي قد تعرضني لموقف يهين إحترامي لنفسي، أبي كان فخورا بأني أصبحت صحفية بنفس الجريد التي هو بها عاملا بسيطا ولكنه كان عظيما ويكفيني أن كل من يراني في حياته وبعد مماته يدعو له بالرحمة وهذا هو الميراث الحقيقي.

يا من له أب علي قيد الحياة  إعلم أنه ليس هناك منزلة أعظم من منزلة الوالدين الأب والأم كما جاء في قوله تعالي:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا' بل إن النص القرآني استطرد في شرح تفاصيل الإحسان بصورة عجيبة ذلك في قوله تعالي "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما "، وللأسف اليوم ومع شيوع ثقافة إيداع الآباء في دور المسنين ! ولو أكملنا الآية  نجد قوله تعالي: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" وفيه أمر مباشر بالتذلل فقط للوالدين.

هنا أذكر كلمات رائعة للشاعر السوري حسين العبدالله إذ يقول : لوأمطرتْ ذهبًا منْ بعدِ ما ذهبا، لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا ،، مازلتُ في حِجرِهِ طفلًا يُلاعبني ،، تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا ،، لم يَحْنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ ،، لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا ،، وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها ،،  فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا ،، أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي،، أصحو وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا .. وقال أيضا :   يا منْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ ،،لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا ،، فالبِرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ ،، يُوفيكَهُ ولدٌ والبِرُّ ما ذهبا ،، لا تنتظر موتهُ ، صِلْ في الحياةِ أبًا،، لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا  !! ..

رحم الله أبي و آباء جميع المؤمنين .