ما هي القيود المفروضة على جمع التبرعات المالية في الحملات الرئاسية الأمريكية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تُعتبر عملية تمويل الانتخابات الأمريكية في الولايات المتحدة لغز معقد يُواجهه المرشحون الرئاسيون في ساحة السباق الانتخابي، بين ضغوط تمويل الحملات التي قد تمهد لطريقهم الفوز بانتخابات أمريكا 2024، وبين أخطار الفضائح التي قد تقضي على آمالهم.

فلا شك أن طريقة إنفاق التبرعات يمكن أن تتحول إلى فخ يقودهم إلى متاهات لا نهاية لها!، بعيدًا عن أضواء البيت الأبيض التي لطالما حلموا بها.


دور القانون الأمريكي في تنظيم إنفاق التبرعات

وفي ساحة الانتخابات الأمريكية، يبدو أن المبدأ السائد هو أن من ينفق أكثر أثناء حملته الانتخابية يفوز في النهاية، حيث إن هذا المبدأ قد أكده العديد من الدراسات الميدانية، ويصاحب إعلان الترشح في كل مرة يُطلق سباق جمع التبرعات لصالح المرشح وحزبه عموما.

وعلى الرغم من قانونية الأمر، إلا أن القانون الأمريكي يصون حدودا دقيقة لمجال إنفاق التبرعات الهائلة، التي تتجاوز أحيانًا حاجز المليارات من الدولارات. 

الأمر الذي يولد تساؤلات عديدة في أروقة الأوساط الأمريكية حول القيود المفروضة على تلك الأموال، وتداولها في غمار أغراض شخصية، وتدور تساؤلات أيضًا حول إمكانية تورُّط اللجنة الوطنية للحزب في تحويل مسارها لأغراض أخرى "غير مشروعة".


كيف أصبحت التبرعات السياسية «محطة» لتبادل الاتهامات؟

 وفي هذا السياق، أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بمعلومات مثيرة، حيث كشف عن أن الحزب الديمقراطي قام بتحويل جزء كبير من التبرعات السياسية التي جمعها، لتغطية تكاليف قانونية هائلة، كانت عبئًا على كاهل الرئيس الحالي جو بايدن نتيجة تورُّطه في قضية سوء تصرف مع وثائق سرية عُثر عليها في مقر إقامته، وفقًا لشبكة "العربية" الإخبارية.

وتأتي هذه الأحداث في ظل انتقادات شديدة من قبل حملة إعادة انتخاب بايدن لخصمها الجمهوري في الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، الذين اعتبروا استخدام نفس النهج واستعمال التبرعات السياسية لتغطية تكاليف قانونية باهظة في عدد من القضايا الجنائية، خطوة غير مقبولة.

ونفى المتحدث باسم لجنة الحزب الديمقراطي، اليكس فلويد، في تصريح لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن التبرعات تُستخدم لدفع نفقات بايدن القانونية، مؤكدًا على أن خصمهم في ساحة انتخابات أمريكا 2024، ترامب قد فتح الباب أمام أنصاره لدفع تكاليف القضايا القانونية التي تبلغ 100 مليون دولار، والتي تتضمن تكاليف محاميه في 91 قضية منفصلة، بما في ذلك اتهامين رسميين أصدرتهما وزارة العدل التي تديرها الإدارة الأمريكية الحالية.

وفيما يتعلق باستخدام التبرعات السياسية لتغطية تكاليف محامي بايدن، دافع فلويد عن هذا الإجراء، وقال: "إنه لا يمكن أن يُقارن ما نقوم به بما يفعله ترامب، فلجنة الحزب الديمقراطي لا تنفق أي من أموال المتبرعين العاديين على تكاليف المحاماة"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يختلف تمامًا عن ترامب، الذي يستخدم أموالا من أنصاره لدفع تكاليف قضاياه الشخصية"، بحسب تعبيره.


«ترامب» يتفوق على «بايدن» في سباق جمع التبرعات

وحقق ترامب رقمًا قياسيًا بجمع أكثر من 50 مليون دولار في حفل جمع تبرعات في ولاية فلوريدا الأمريكية خلال ليلة واحدة فقط، ليُعتبر هذا الرقم ضعف ما جمعه خصمه في ساحة الانتخابات الأمريكية، المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن، والذي وصل إلى حوالي 26 مليون دولار. 

ووفقًا لحملة ترامب الانتخابية، سيُخصص جزء من هذه التبرعات لتغطية بعض الرسوم القانونية، وفي مارس الماضي، أعلنت حملته عن أنها جمعت أكثر من 65 مليون دولار، وتمتلك حاليًا أكثر من 93 مليون دولار في صندوق التبرعات المالي.

وقال ترامب خلال حفل جمع التبرعات الأخير، إن التغيير سيحدث بسرعة، وأنهم سيجعلون أمريكا عظيمة مرة أخرى، مشددًا على أهمية الانتخابات الأمريكية 2024، ووصفها بأنها ستكون الأهم على الإطلاق.