«مسار إجبارى» نحو النجاح

عصام عمر: المسئولية والقيمة أهم من النجومية

عصام عمر
عصام عمر

من قال إن الموهبة وحدها لا تكفى ؟ فى الحقيقة الموهبة وحدها منحتنا ممثلا من طراز فريد اسمه عصام عمر، شاب لفت الأنظار إليه فى عدة أدوار حتى راهنت عليه منصة «واتش ات» فى مسلسل بالطو، رهان حصد نجاحا كبيرا جعله بطلا فى موسم دراما رمضان 2024 مع زميله أحمد داش في مسلسل «مسار إجبارى».
ستسأل عصام عن سر النجاح الكبير فى مشواره الفنى القصير، وسيقول: لك توفيق من الله مع كثير من السعى والصبر، ولكن تلك الرحلة وراءها كواليس عديدة أهمها رهان الشركة المتحدة على دعم وتقديم الوجوه الشابة في دراما رمضان، وثقافة وعقلية هؤلاء الفنانين الشباب التي كشفت عنها إجابات عصام عمر ونحن نتحدث معه عن تجربته فى هذا الحوار.

وإليكم التفاصيل فى السطور التالية: 

< فى البداية.. تبدو فكرة البطولة الشبابية مُغرية لفنان شاب خاصة فى موسم رمضان، ولكن حدثنى عن العوامل الأخرى التى جذبتك لاختيار مسلسل «مسار إجباري» لهذه الخطوة؟
- جذبتنى الكثير من العوامل للمشاركة بالمسلسل، منذ عرض الفكرة فى البداية وقبل الكتابة تحمست للمشروع لأنه يعرض تفاصيل تمس البيوت المصرية، العائلات التى تشبهنا، وتفاصيل علاقات الناس ببعضهم البعض، صحيح أن قصة المسلسل تأخذ منحنى مثيرًا وفيه تشويق وإثارة، ولكن الأمر أيضا يمس واقع الشباب المصرى عن قرب من خلال شخصيتى الشقيقين اللذين يواجهان فى حياتهما تفاصيل مثل أيشاب يبحث عن مستقبله وبناء حياته.

كل هذا جيد ومشجع، ولكن خوفى الأكبر من عرض التجربة فى موسم رمضان وسط عدد كبير من الأعمال والأسماء الكبيرة فى عالم الدراما، ولكننى شعرت بقيمة وأهمية التجربة منذ اليوم الأول للتحضيرات وبالتالى وجدتها فرصة جيدة جدا.

< هل كان تخوفك من التجربة بسبب المنافسة الشرسة خلال موسم دراما رمضان؟
- لم يكن خوفى من المنافسة فى حد ذاتها  بل من المسئولية الكبيرة وإسناد بطولة عمل درامي لشابين أنا وأحمد داش، ومن هذا المنطلق شعرت بالقلق فى البداية لكننى كنت واثقا فى الكثير من العوامل الموجودة بالعمل والتى شجعتنى على القيام بالخطوة، أهمها الجهة المنتجة للعمل وهي الشركة المتحدة ووجود المخرجة نادين خان والكاتب باهر دويدار وورشة كتابة السيناريو، وكذلك صناع وفريق عمل المسلسل من الفنانين الكبار وكذلك الشباب، كلها كانت عوامل طمأنتنى بكل تأكيد، بالإضافة للاهتمام الشديد بكل التفاصيل المتعلقة بشخصيات العمل وهذا يعكس دقة واحترافية القائمين على المسلسل.

< وكيف رأيت شخصية «علي» بكل ما تتماس فيه مع واقع الشباب المصرى؟
شخصية «علي» بدأت خلال الأحداث بانفعالات نفسية غير مستقرة بسبب الضغوطات الموجودة عليه من عائلته، لكن في الوقت نفسه هو شخص هادئ وبسيط، من خلال رحلة المسلسل والأحداث يضطر للتعامل مع الآخرين ومواجهة الأزمات، أصبح قادرا على مواجهة التحديات التي يمر بها في حياته كشاب حديث التخرج ويسعى لإثبات ذاته.

 من هنا ركزت على بناء خلفية الشخصية أثناء التحضير لشخصية «علي» من خلال مدى تأثير والده عليه، خصوصا حينما فوجيء بأن لديه شقيقًا آخر  فى الوقت الذى لا يحب ولا يتقبل فيه أى شئ  تجاه والده، كان هناك تأثير نفسى كبير على شخصية «علي» انطلاقا من هذه الجوانب التى شكلت شخصيته خلال الأحداث، لكن محبة والدته هى من جعلته شخصًا متوازنًا نفسيا، والدور واقعي ويلامس الكثير من الشخصيات على أرض الواقع وتحديدا فى سمات شخصية مثل الطموح والجدية وتحمل المسئولية والرغبة فى إثبات الذات عقب التخرج من الجامعة.

< كيف أصبحت ملما بالنواحى القانونية لتمسك بتفاصيل شخصية المحامى.. هل استعنت بمراجع قانونية أم فريق كتابة العمل ساعدك؟ 
- لقد عملت على الشخصية بدقة وركزت على الإلمام بالنواحى القانونية الخاصة بشخصية «علي» المحامى وكذلك من خلال التأثيرات النفسية والسيكولوجية ومدى تأثير الدراما والأحداث عليه، وبكل تأكيد كان لدىَّ إلمام بالمسائل القانونية المتعلقة بالدور وبطبيعته والمسائل القانونية المطروحة فى قضية القتل من خلال فريق الكتابة، كان لدىَّ تركيز شديد على الإلمام بكل الأمور المتعلقة بالقانون فى إطار ما تحمله الأحداث من حيث قضية القتل مع سبق الإصرار والترصد والسعى لحل اللغز، وكذلك ركزت على الجانب النفسى كما ذكرت لك من خلال اختيار لغة تتناسب مع الشخصية التى أُقدمها والانفعالات الخاصة بها بُناءً على أنه من طبقة متوسطة وشخص جاد يتحمل المسئولية ولديه الطموح فى إثبات ذاته.

< مسلسل «مسار إجبارى» طرح العلاقات الانسانية بأسلوب إيجابى حتى إنه لم يتطرق لزواج الأب الثانى على أنه خيانة.. هل ترى أن العمل حاول التخلص من «إكليشيهات» الدراما المعتادة؟
- أتفق معك فى فكرة النظرة الإيجابية بل أعتبر العلاقات الإنسانية القوية بين أفراد العائلة فى مسلسل «مسار إجباري» من ضمن رسائل العمل خصوصا فى ظل طرح الكثير من الموضوعات الدرامية التى ناقشت الانشقاق الأسرى بين الأشقاء، الترابط القوى بين العائلة تجلي من خلال علاقة الشقيقين والسعي لحل لغز مقتل والدهما، بالإضافة لطبيعة وبيئة كل شخصية، ومنذ البداية جذبتني العلاقات الإنسانية الإيجابية المطروحة فى العمل والقائمة على خيوط درامية متشابكة ومترابطة.

< لاحظنا التناغم الفنى بينك وبين أحمد داش خلال المشاهد التى جمعتكما.. هل استغرق ذلك وقتا طويلا فى التحضيرات؟
- هذا التناغم الفنى بينى وبين أحمد داش كان موجودا منذ البداية منذ أن علمنا بأننا سنقوم ببطولة العمل، بالطبع التحضيرات ساعدت على ذلك، كنا نجلس أنا وهو من أجل دراسة مناطق تلاقى واتفاق الشخصيتين كى تخرج العلاقة بمصداقية، سعيد بهذه التجربة التى بأحمد داش،وكنا مثل الشقيقين خلال التصوير، ولهذا خرجت المشاهد بأفضل شكل بُناءً على توجيهات المخرجة نادين خان.

< هل ترى أن إسناد الشركة المتحدة بطولة عمل لوجهين شابين وكذلك دعم الوجوه الشابة فى أعمال أخرى يعتبر مغامرة كبيرة وأيضا رؤية لمستقبل الدراما؟
- أشكر الشركة المتحدة على هذه المغامرة المميزة والتى تم تنفيذها بدقة كبيرة من أجل إسناد البطولة للشباب ومحاكاة قصص وموضوعات تمس الشباب فى الواقع عن قرب وتحديدا فى مسلسل «مسار إجبارى»، أمر رائع بكل تأكيد وتجربة صادقة ومميزة، وسعيد أيضا بكل الوجوه الشابة التى ظهرت فى بقية الأعمال الدرامية وهذا يمنح للمواهب الشابة الأمل فى مستقبل أفضل.

< ما العمل الأهم فى مشوارك حتى الآن «بالطو» أم «مسار إجبارى»؟
- بالتأكيد بطولة مسلسل «بالطو» من أهم الخطوات الفنية بمشوارى الفنى، وأعتبره البداية الحقيقية لى وبطاقة التعارف بينى وبين الجمهور على نطاق واسع وبعد عدة أعمال وتجارب فنية مميزة أعتبرها كلها ساهمت وشكلت مسيرتى الفنية، أما مسار إجبارى فيمثل نقلة ثانية فى مسيرتى وخطوة كبيرة.

< كيف تنظر لخطواتك الفنية المقبلة ما بين الطموحات والمسئولية التى أصبحت على عاتقك؟
- النجاح توفيق من الله، وأرى أن المسئولية تزيد على الممثل بعد كل خطوة ناجحة يقوم بها، أركز  وأدقق وأنتقى الأعمال والأدوار التى أظهر بها وأتمنى أن أظل أتبع هذا النهج فى الأعمال المقبلة من خلال انتقاء ما يضيف لى من خطوات فنية، وأهم ما أركز عليه هو التأثير فى جيل الشباب والناس بأعمال لها قيمة وتحمل الرسائل المجتمعية التى تتلامس مع الواقع الذى نعيشه، أعمل بجهد كبير طوال الوقت وهذا أمر ليس سهلا وأتمنى من الله التوفيق.

< هل البطولة ستكون ضمن أولويات اختياراتك فى الأعمال القادمة؟
- لا أضع فى حساباتى فكرة البطولة، ولم أسع إليها إطلاقا لأننى أعمل فى التمثيل بشغف وأحب أن أظهر بأدوار وقصص مختلفة تضيف لى بغض النظر عن فكرة البطولة، ما أسعى إليه أن أترك بصمات تمثيلية واضحة وصادقة، خصوصا أننى شخص لا يحب التخطيط للمستقبل ولا أشغل نفسى بعناء الحسابات المستقبلية بل أعيش اليوم بيومه وأركز على اختياراتى وخطواتى فقط.

< وفى النهاية.. لماذا لم تشارك فى أية أعمال سينمائية حتى الآن؟
- لم تتح لى الفرصة للحضور بأعمال سينمائية خلال السنوات الماضية التى شاركت فيها بأعمال درامية مختلفة على مدار مواسم درامية متنوعة، لكن لدىَّ أكثر من عمل سينمائى يجرى تصويره حاليا أشارك فيه من خلال قصص مختلفة ما بين الأكشن بفيلم «فرقة الموت»، وفيلم آخر لم يتم الاستقرار على اسمه بشكل نهائى، هذا إلى جانب فيلم «السيد رامبو» الذى أنتظر عرضه ويحكى قصة مؤثرة ورحلة إنسانية مختلفة جدًا.