قلم على ورق

ديكورات الحشاشين .. مزار سياحى

محمد قناوى
محمد قناوى

لماذا لا تتحول ديكورات مسلسل «الحشاشين» إلى مزار سياحى، وديكورات ثابتة لأعمال تاريخية أخرى يتم إنتاجها خلال الفترة القادمة، ولا يتم هدم هذه الديكورات كما حدث فى ديكورات فيلم «محمد علي» وهو عبارة عن مجسم للقلعة التى تم بناؤها فى مدينة الإنتاج الإعلامى وعندما توقف المشروع، تم هدم الديكور رغم تكلفته الضخمة جدا ؟!

وقبل بداية شهر رمضان بأسابيع قليلة زرت مدينة الإنتاج الإعلامى وتجولت فى مناطق التصوير المفتوحة ما بين الحى الريفى والفرعونى والاسلامى وحى الاسكندرية ولكن لفت نظرى فى المنطقة الجنوبية للمدينة وجود ديكورات ضخمة لقصور وقلاع تاريخية علمت أنها لتصوير مشاهد المسلسل الأضخم فى تاريخ الدراما المصرية والعربية وهو «الحشاشين» وأقيمت الديكورات على مساحات شاسعة وديكورات غاية فى الروعة والجمال ودقة التصميمات والتى تعود لأكثر من ألف عام وعندما عُرض المسلسل شعر المشاهدون بروعة هذه الديكورات وجمالها، لذلك اتمنى عدم هدمها، وتركها للاستفادة منها فى تصوير أعمال تاريخية أخرى.

وايضا كمزار سياحى لضيوف ورواد مدينة الإنتاج الاعلامي، ففى عام 2014 كنت فى زيارة ضمن وفد سينمائى مصرى للعاصمة الإيرانية «طهران» بدعوة من وزارة الثقافة الإيرانية للتعرف على كيفية صناعة السينما بها، وكان ضمن برنامج الوفد المصرى زيارة مدينة السينما أو ما يطلق عليها مدينة «الدفاع المقدس»، التى بنيت بالأساس لتصوير الأفلام الحربية وتحديدا تلك التى ترصد الحرب العراقية الإيرانية.

وشاهدنا احتفاظهم بديكورات مسلسل «يوسف الصديق» الذى حظى بشهرة كبيرة فى البلدان العربية والإسلامية لواقعيته، ومجسمات للحضارة المصرية القديمة التى استخدمت فى تصوير المسلسل، وفى مدينة «غزالي» شاهدنا ديكورات مسلسلات «مريم المقدسة» و«الإمام علي» و«أصحاب الكهف» ، وفى المغرب ما زالوا يحتفظون بديكورات فيلم «الجامع» للمخرج داود أولاد السيد فأثناء تصويره فيلمه «فى انتظار بازوليني» عام 2007 استأجر قطعة أرض فى قرية قريبة من مدينة «ورززات» ثم بنى جامعا كديكور داخل أحداث الفيلم وبعد انتهائه من تصوير الفيلم ورحيل الطاقم لم يتم هدم الديكور فاعتقد الأهالى أنه مسجد حقيقى فدأبوا على الصلاة فيه .

خصوصا أنهم كانوا يرون بعض أفراد طاقم الفيلم والكومبارس يقيمون الصلاة فى ساحته، وهذا خلق مشكلا حقيقيا لمالك الأرض، لأن الأمر يتعلق بأحد الرموز الدينية التى تم الاشتغال عليها كديكور، وهو ما أوحى لمخرج الفيلم بتقديم فيلم بعنوان «الجامع» يطرح القضية التى تسبب فيها بناء هذا الديكور، ومازال ديكور «الجامع» موجودا حتى اليوم وتحول لمزار سياحي، فديكورات الأعمال المهمة والضخمة تستحق الإحتفاظ بها للاستفادة منها سواء لتصوير أعمال أخرى أو كمزار سياحى