فى الشارع المصري

كن عبدًا محسنًا

مجدى حجازى
مجدى حجازى

أعجبنى «بوست» نشره أحد الأصدقاء على صفحته «فيس بوك»، جاء فيه:

(كنت أتساءل عن سر إحسان سيدنا يوسف وهو من صغره لم ير من الحياة إلا وجهها القاسى؟!.. كيف ظل محسنًا فى كل هذه الظروف الصعبة؟!.. وفى نهاية القصة أظننى وجدت السر فى قوله تعالى: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي﴾ «يوسف:100»، هو لم يرَ فى كل هذه الابتلاءات إلا إحسان الله معه ولطفه به.. لم يتساءل: لم دخلت السجن وأنا مظلوم؟!، بل قال: «وَقَدْ أَحْسَنَ بِى إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ﴾ «يوسف:100»..

ولم يتساءل: لماذا يفعل بى إخوتى هذا؟!، بل قال: «وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ «يوسف:100».. حتى فى فتنته مع امرأة العزيز كان ما ثبته هو تذكر الإحسان إليه «قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾ «يوسف:23».

لقد كان سيدنا يوسف، فى كل ابتلاء يقع عليه لا يرى إلا أفعال الله المحسنة إليه.. قلب كهذا، يرى لطف الله به فى كل تفاصيل حياته، يرى ويستشعر كرم الله وفضله وإحسانه إليه فى قلب كل محنة يمر بها، من الطبيعى أن يكون قلبًا شاكرًا ممتلئًا بالنور ويفيض به لمَن حوله.. فإذا كان الله أحسن إليه فكيف لا يكون هو عبدًا محسنًا.. وكلنا غارقون فى إحسان الله إلينا لو كنا نتدبر.. فلك الحمد والشكر يا الله.).. «انتهى البوست»

واستوقفنى «بوست» لصديق آخر، نشره على صفحته «فيس بوك»، جاء فيه:

(كنت أعتقد أنَّ العبد هو الذى يحب الله أولاً حتى يحبه الله؛ حتى قرأت قول الله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ «المائدة:54».. فعلمت أنَّ الذى يحب أولاً هو الله.. وكنت أعتقد أنَّ العبد هو الذى يتوب أولاً حتى يتوب الله عليه؛ حتى قرأت قوله تعالى:  «ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا﴾ «التوبة:118».. فعلمت أنَّ الله هو الذى يلهمك التوبة حتى تتوب.. وكنت أعتقد أنَّ العبد هو الذى يُرضى الله أولاً ثم يرضى الله عنه؛ حتى قرأت قوله تعالى: ﴿رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ «التوبة:100».. فعلمت أنَّ الله هو الذى يرضى عن العبد أولاً.. فاللهم اجعلنا ممن أحببتهم وعفوت عنهم ورضيت عنهم وغفرت لهم).. «انتهى البوست»

لنتدبر آيات الله تعالى ونرضى بما قسم الله لنا حتى نكون إلى الله أقرب.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.