قبل أسابيع من الدورة الأوليمبية.. مياه «السين» تقلق الفرنسيين

صوت الألعاب الأوليمبية لدى الفرنسيين
صوت الألعاب الأوليمبية لدى الفرنسيين

لا صوت يعلو فوق صوت الألعاب الأوليمبية لدى الفرنسيين الذين يضعون اللمسات الأخيرة لاستقبال الحدث الأهم فى عام 2024 دورة باريس الأوليمبية فى يوليو المقبل..

وضعت فرنسا كل امكاناتها  من أجل ان تكون دورة باريس 2024  نسخة استثنائية فى تاريخ الدورات الأوليمبية خاصة أنها تحتفل بمرور مائة عام على آخر دورة أوليمبية نظمتها فرنسا وكانت فى 1924  وقررت اللجنة المنظمة للألعاب أن تبدأ مفاجآتها من حفل الافتتاح الذى قررت إقامته داخل نهر السين ليكون أول افتتاح فى تاريخ الدورات الأوليمبية الذى يخرج من نطاق  ستاد كرة القدم ومضمار ألعاب القوى..

وقبل عامين توقعت اللجنة المنظمة للدورة أن يصل عدد متابعى الافتتاح من موقع الحدث مليونى شخص وهو رقم أسطورى ولكن تحت ضغط  الأجهزة الأمنية والخوف من حدوث هجمات إرهابية وعدم السيطرة على هذا العدد الهائل تراجع العدد إلى 326 ألف شخص سيكون لهم الحضور منهم 222ألف تذكرة مجانية.

ويقاتل الفرنسيون على إقامة هذا الافتتاح الخيالى كما يريدون  وهو موكب مهيب يمتد بطول ستة كليومترات فى نهر السين يشارك فى الموكب 180 قاربا وسوف يستقل الرياضيون المشاركون فى الافتتاح 94 قاربا.

ولكن تظل المخاوف الأمنية هاجسا يقلق الفرنسيين وأعلن الرئيس الفرنسى ماكرون إنه سوف يبذل قصارى جهده من أجل الوصول لهدنة أوليمبية طوال فعاليات الدورة الأوليمبية.. وكشف "ماكرون" كذلك  عن خطط بديلة فى حالة تعرض حفل الافتتاح لتهديد أمنى فقد يتم نقله  إلى أحد الأماكن القريبة من برج إيفل  أو العودة للمراسم التقليدية فى ستاد دو فرانس .

ولكن فى كل الاحوال فإن نهر السين  يلعب دورا كبيرا فى هذه النسخة من الألعاب الأوليمبية حيث سيتضيف فعاليات رياضة الترايثلون ومنافسات السباحة المفتوحة وسيكون موعدهما فى الأسبوع الأول من أغسطس..

وتخضع مياه النهر لاختبارات  لبيان جودتها للسباحة بها منذ العام الماضى بسبب خلل فى صمام شبكة  الصرف الصحى ووضعت بلدية باريس انظمة مراقبة طوال الأشهر الماضية قبل الدورة الأوليمبية لمنع مصادر التلوث الأخرى من الوصول لمياه النهر الفرنسى وتكلفت هذة الخطة  1٫4مليار يورو حسب ماذكرته  صحيفة لوموند الفرنسية ..

فى المقابل دقت إحدى المنظمات غير الحكومية ناقوس الخطر بخصوص جودة مياه نهر السين لاستقبال المنافسات الأوليمبية حيث قامت فى الفترة من سبتمبر 2023 وحتى مارس 2024 بأخذ عينات من المياه فى 14 موقعا من النهر من المقرر أن تقام بها فعاليات البطولتين وجدت أن 13 موقعا منها تخطت العينات الحدود الموصى بها طبقا للقياس الأوربى والاتحاد الدولى للترايثلون والاتحاد الدولى للسباحة.

وبعد التحذيرات التى أطلقتها المنظمة غير الحكومية ونشر نتائج العينات مؤخرا أكدت بلدية باريس أنها بصدد تشغيل عدد من المشروعات فى غضون الأسابيع المقبلة لجعل مياه نهر السين صالحة لإقامة المنافسات الأوليمبية..

مخاطر أخرى تحيط بمنافسات الترايثلون التى ستقام فى أيام 30 و31 يوليو و5 أغسطس ومنافسات السباحة المفتوحة فى 8 و9 أغسطس بسبب احتمالات هطول أمطار غزيرة فى هذا التوقيت من العام مما يؤدى إلى تدهور حالة مياه النهر مما يضع احتمالية تأجيلها  يوم أو يومين طبقا لخطة طوراىء موضوعة مسبقا.