عادل القليعي يكتب: أيديولوجيا تعزيز الفهم العالمي للقضية الفلسطينية.. لعلهم يفقهون

عادل القليعي
عادل القليعي

حنين وأنين، كلما تهدأ جراحنا وتبدأ فى الإلتئام ، ألا أن الجراح غائرة تفور وتثور ميقظة إيانا ، هل نسيتم مدينة السلام، مسرى الأنبياء، فتتجدد الجراح ويأخدنا الحنين إلى الأقصى الحبيب.

ونمسك بأقلامنا لنسطر بأحرفنا وتعابيرنا ملاحم للصمود، وهذه حيلتنا والقلوب مكلومة.

نسطر بأقلامنا لعل العالم يستفيق من سباته ولا سيما عالمنا العربي والإسلامي، فقد قالها الرئيس الراحل أنور السادات، القدس كل الأديان.

كيف يمكن تعزيز الفهم العالمي للقضية الفلسطينية وتوجيه الاهتمام إلى قضايا العدالة وحقوق الإنسان، هل من أيديولوجيا واضحة وخارطة طريق وآليات واضحة المعالم لهذا التعزيز.؟!
هل ما يحدث الآن في غزة يحدث في الخفاء هل العالم لا يري وإذا كان أعمى، هل لا يسمع وإذا كان أصم هل لا يقرأ.

الكل يسمع ويرى ويشاهد ويقرأ ، وكل ما يفعلونه نشجب وندين .

منذ أن أعلن ترامب القدس عاصمة أبدية لإسرائيل على مرأى ومسمع من الجميع هل حرك للغرب وامريكا ساكنا.؟!

السمة الغالبة الكيل بمكيالين، حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وعن أطفالها وتخرج علينا متصهينة على الهواء وتقدم لها الاعتذار وتدين المقاومة مشيطنة إياها ووصفة إياها بالإرهاب.

وعندما يشاهدون الأطفال قتلى والخدج موتى مختنقين لا أحد يتحدث ، اللهم إلا نقدم بعض المساعدات ونسمح بدخول بعض المساعدات الإنسانية.(ما لكم كيف تحكمون)

أي عدالة هذى، أي قيم هذه أي حقوق إنسان التي تتشدق بها منظمات حقوق الإنسان العالمية.

ما هذه العنصرية البغيضة.

إن الذي سيفرض العدالة وسيحققها هو العدالة التي تقوم على القوة ، عدالة القوة التي تتحقق على فوهات البنادق والأسلحة فإذا ما عجزت المؤتمرات والمفاوضات عن أخذ حق المظلوم، فقد بات عليه أن يدافع عن نفسه وحتما صوت باروده وصواريخه ستفرض عدالة لا ظلم بعدها ، فالقوي الذي ذاق الظلم لا ولن يظلم أبدا، حتى إذا ما وقع في أيديهم أسرى سيعاملونهم بالعدل الذي يتخلله رحمه تحفظ حقوق الإنسان حتى لو كان على غير دينهم الحنيف.. والسؤال الذي دوما ما يطرح نفسه أين هو المجتمع الدولي، المجتمع الدولي مع مصلحته مع الرعاة الذين يرعون مصالحهم فى الشرق الأوسط.

نعم ما حك جلدنا مثل أظافرنا فنتولى نحن جميع أمورنا.

ماذا تنتظر من المجتمع الدولي.؟!

ماذا تنتظر من لا يرقب فينا إلا ولا ذمة.

المجتمع الدولي احتضر ومات من زمان مات عندما آثر مصلحته حتى لو كان على جثث الأطفال ، لا غضاضة أن يرقصوا مع الراقصين إذا أمرهم شيطانهم الأعظم الذي يلوح لهم بالفيتو والمعونات وحظر بيع السلاح وفرض العقوبات عليهم.

فلا نامت أعين الجبناء.

أدرك ذلك صلاح الدين فلم يلجأ إلى غرب ولا إلى شرق وإنما أعد العدة وأرغم الجميع على احترامه وأخرج الصليبيين بالقوة بعدما اجتمعت عليه جيوش الغرب.

نعم أدرك ناصر في عام ثلاثة وخمسون أن لا أحد سيصد العدوان عنا بعد التأميم إلا أيدينا.

وكذلك ما فعله السادات في أكتوبر المجيد وما حققه مبارك فى استرداد طابا ، أتدرون لماذا خرج منها العدو ذليلا ، لأنه أدرك قوتنا وأراد أن يعود إليها مرة أخرى عن طريق حربه الغادرة على غزة وحرق الأرض حتى يفر منها أهلها ، لكن إلى أين المفر ، إلى سيناء ويبدأ فصل جديد من الإستيطان لكن تيقظ لمخططهم القائد المحنك المظفر  رئيسنا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأوقف مخططهم المشئوم وقال قولته التي ستخلده مع الخالدين سيناء خط أحمر.

نعم المجتمع الدولي مقصر أيما تقصير ، لكن سيأتي اليوم الذي سيفرض الرجال هيمنتهم وسيعترف الجميع بهم وقد لاحت فى الأفق البشائر.

وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون. ويقولون متى هو ، قل عسى أن يكون قريبا ثمة آلية مهمة لتعزيز الوعي العالمي قد يغفل عنها الكثير ، إيمان الشباب ، شباب المقاومة بقضيتهم العادلة ، بحقهم فى استرداد أراضيهم المنهوبة.

الشباب ملح البلد عصب الأمة ، قلب الأمة النابض بالحيوية والحركية والديناميكية أمل هذه الأمة أولئك الذين سيحملون الراية ، أما سألنا أنفسنا عن ماهية وتكوين شباب المقاومة ، شباب آمنوا بقضيتهم آمنوا أن لا سبيل إلى التحرير إلا بالجهاد والمقاومة المشروعة.

أما سألنا عن تربيتهم وعن البطون والارحام التي حملتهم وعن شيوخهم ومعلموهم، وعن تعليمهم.
إنهم رجال أبناء رجال أبناء إماء أنجبوهم وكبروهم حبا في الحياة لكن ما السبيل إلى حياة ذل وانكسار فآثروا الجهاد شعارهم إنه لجهاد نصر أو استشهاد ، تعلموا العقيدة الصحيحة ، رضعوا حب الوطن وأن حبه فرض عين لا فرض كفاية.

إن على الشباب دور فاعل في الإسهام لحل هذه الأزمة نعم يا جيل القرن الحادي والعشرين ، جيل الثورة المعلوماتية والفضاء الافتراضي ، أتى دوركم في فضح جرائم هذا المحتل وما يفعلونه من هتك الأعراض وتدنيس الحرمات ، افضحوا شناعاتهم ، بثوا فيديوهات عبر الفيس بوك وتويتر وانستجرام وريلز ، قولوا كلمتكم ولا تخافوا وإن اغلقوا لكم حسابا فلتنشئوا ألف حساب ، تظاهروا في كل بقاع الدنيا وامسكوا بصور الأطفال الشهداء انشروا صور الأبطال ، أخبروا الدنيا كلها عن المجاهدين وآباء وأمهات وأجداد وجدات الشهداء.

هذا دوركم الذي سيخلد أسمكم بأحرف من نور فى تاريخنا المعاصر.

هذه وجهة نظري حول أيديولوجيات تعزيز الفهم العالمي للقضية الفلسطينية.

كاتب المقال أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.