من وراء النافذة

الشباك الواحد لأصحاب الهمم كبار السن

هالة العيسوى
هالة العيسوى

هذه دعوة للتخفيف على أصحاب الهمم خاصة أصحاب الإعاقة الحركية وأيضًا على كبار السن، الذين يحتاجون منَا يقينًا إلى بذل كل ما فى وسعنا من أجل تسهيل حياتهم والتيسير عليهم فى قضاء مصالحهم، وليس التفنن فى تعذيبهم، وتعطيل إجراءاتهم فيستغرق ما يمكن إنجازه فى يوم واحد أيامًا ومشاوير عديدة من شرق المحافظة إلى غربها ذهابًا وإيابًا بما ينهك قواهم وقوى مرافقيهم، بخلاف إنهاك جيوبهم.

لم أكن لأصدق إلا بعد ما لمست بنفسى وشاهدت بعينى رأسى رحلة أحد المعاقين حركيًا عند تجديد رخصة القيادة الخاصة به على سيارة مجهزة، بإجراءات معقدة تبدأ فى وحدة المرور التابع لها للحصول على «ورقة» يتوجه بها للقومسيون الطبى الوحيد  الخاص بمحافظة القاهرة والكائن فى مصر القديمة الذى تغطى خدماته سكان القاهرة الكبرى من حلوان والتبين إلى مصر الجديدة ومدن وأحياء القاهرة الجديدة، ومن شبرا الخيمة إلى بولاق وجاردن سيتى.

فى القومسيون، المفترض أن يتم الكشف الطبى على المعاق حركيًا لتحديد درجة إعاقته ومدى لياقته لقيادة السيارة المجهزة، ليعود إلى وحدة المرور التابع لها ليتم اختباره على القيادة حتى لو لم تكن هذه هى رخصته الأولى كمعاق. ويا لسوء حظه لو كان الاختبار فى وحدة مرور أخرى غير وحدته الأصلية، ثم عليه أن يعود إليها لإتمام إجراءات استخراج الرخصة بعد اجتيازه الاختبار!

الكشف على المعاقين فى القومسيون يتم فى الطابق الثانى بلا مصاعد ولا إمكانية نزول أحد أطباء اللجنة الطبية للمعاق فى مكانه لإجراء الفحص. ولك أن تتخيل عذاب المرافقين فى توفير مقعد متحرك لنقل المعاق أو حمله على الظهر لعرضه على اللجنة!  

فى جهة أخرى، هى مستشفى يستقبل الموظفين والمتقاعدين من الجهات المتعاقدة معها، شاهدت حجم المعاناة التى تواجه هؤلاء المرضى من تعدد الإجراءات والموافقات والتوقيعات المطلوبة إما للكشف الطبى أو إجراء الأشعات والتحاليل، ودفع الرسوم، وكل إجراء منها فى طابق مختلف، فيمر المريض وأكثرهم مصابون بأمراض مستعصية، أو مرافقوه برحلة طويلة صعودًا وهبوطًا لإنهاء الإجراءات، تضيف إلى آلامه آلامًا أخرى. فلماذا لا يتم تركيز كافة الإجراءات فى طابق واحد للتسهيل على المرضى؟

لقد راقت لى فكرة الشباك الواحد التى استحدثت مؤخرًا للتسهيل على رجال الأعمال وتشجيع المستثمرين، وفى ظنى أنه يمكن تطبيقها فى المرافق الحكومية الأخرى لخدمة المعاقين وكبار السن، عن طريق إنشاء وحدات مجمعة فى كل المصالح الحكومية تضم كافة الإجراءات والمعاملات المطلوبة للمعاق فى مكان واحد مع توفر مندوبين للمرافق الأخرى المطلوب خدماتها للمعاق، مع الحرص دائمًا على أن تكون تلك الوحدات فى الطوابق الأرضية حتى لو توفرت المصاعد فى تلك المنشآت لأنها قليلًا ما تكون صالحة للاستخدام أو لاستيعاب كل المترددين على المرفق. بحيث لا يضطر المعاق أو المسن إلى انتظار المصعد طويلًا أو إلى صعود الدرج. وإذا كان من الصعب تجهيز مثل هذه الوحدات فى كل منشأة فعلى الأقل يمكن إنشاء أربع وحدات مركزية لكل مصلحة حكومية تغطى الجهات الأربع للمحافظة، تمامًا كالمعمول به فى الإدارات التعليمية.