عاجل

فى الصميم

دولة فلسطين.. و"الڤيتو" الأمريكى!

جلال عارف
جلال عارف

استبقت الولايات المتحدة اجتماعاً مقرراً اليوم لمجلس الأمن لبحث طلب فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، بتصريحات من رئيسة وفدها فى المنظمة الدولية بأن "العضوية الكاملة لفلسطين تساعد فى الوصول إلى حل الدولتين"!!.. ولأن أمريكا حريصة بالطبع على حل الدولتين فإن "الڤيتو" جاهز لكى يمنع فلسطين من الحصول على حقها الطبيعى فى دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أرضها بما فيها القدس العربية.

الطلب الفلسطينى قديم منذ ٢٠١٢ وقد تم تجديده مؤخراً، وأحيل من مجلس الأمن إلى اللجنة المختصة التى تمثل أعضاء المجلس، حيث ظهر الخلاف بين أغلبية من عشرة أعضاء تؤيد الطلب الفلسطينى، وأقلية من خمسة أعضاء لا توافق عليه. وهو ما دعا إلى تقديم الجزائر (الممثلة العربية فى المجلس) لمشروع قرار للتصويت عليه فى جلسة اليوم المقرر أن تعقد على مستوى وزراء الخارجية.

نتيجة التصويت فى اللجنة المختصة تعنى أن فلسطين تملك الأغلبية المطلوبة لتمرير القرار "تسعة أعضاء".. لكن المشكلة فى الموقف الأمريكى و"الڤيتو" الجاهز دائماً لخدمة إسرائيل حتى وهى تمارس "الإبادة الجماعية" للشعب الفلسطينى!!

تقول الولايات المتحدة الآن إنها مع "حل الدولتين" ومع ذلك ترفض الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة وعضو كامل فى الأمم المتحدة كما ترى الأغلبية العظمى من دول العالم التى اعترفت بالفعل بدولة فلسطين والتى وصل عددها إلى ١٤٠ دولة، وفى الطريق دول أخرى مثل إسبانيا وأيرلندا وغيرهما من دول أوروبا. فى الحقيقة تريد أمريكا "حل الدولتين" بالاسم فقط (!!) وتقول بوضوح إن "الحل النهائى" لن يكون إلا بالتفاوض بين أطراف الصراع.. أى أن القرار يبقى فى يد إسرائيل ورهن موافقتها!!

أى أن على العالم أن ينسى ثلاثين عاماً من التفاوض بعد أوسلو، لم تكن نتيجتها إلا قتل إسرائيل لكل فرص السلام، وشن حرب الإبادة على شعب فلسطين الصامد فى أرضه. وعلى العالم أيضاً أن يكتفى بحديث أمريكا (مجرد الحديث!) عن حل الدولتين، بينما إسرائيل تمضى فى اغتصاب الأرض وقتل أطفال فلسطين وتدمير كل أسباب الحياة أمام الشعب الفلسطينى.

التصويت فى مجلس الأمن ـ رغم الضغوط الأمريكية لمنعه! ـ هو اختبار للإرادة الدولية، وتأكيد على أن العالم مع الحق الفلسطينى، وكشف لحقيقة أن "الڤيتو" الذى يمنع إيقاف "حرب الإبادة" الإسرائيلية هو نفسه "الڤيتو" الذى يرفض الاعتراف بحق فلسطين فى دولتها المستقلة.. هذه هى الحقيقة، والباقى تفاصيل!!