كنوز| عمر الشريف يسرق شقيقته ليدفع حساب «الشلة»!

عمر الشريف مع أحمد رمزى زميل الدراسة وصديق العمر
عمر الشريف مع أحمد رمزى زميل الدراسة وصديق العمر

فى العاشر من أبريل عام 1932 جاء النجم العالمى عمر الشريف إلى الدنيا، انطلق من السينما المحلية نحو السينما العالمية التى قدم بها أفلاماً عظيمة مثل: «دكتور جيفاجو - الفتاة المرحة - لورانس العرب».. وغيرها من الأعمال الكبيرة التى رشحته لجائزة الأوسكار، ونال عن بعضها «ثلاث جوائز جولدن جلوب، وجائزة سيزر»، ومن حق نجمنا العالمى ان نضيء له «92» شمعة فى ذكرى ميلاده، ونقدم لقراء  «كنوز» المقال الطريف الذى كتبه لمجلة «الكواكب» بعنوان «سرقت لأدفع حساب الشلة» الذى يقول فيه: 

أنا من الأشخاص الذين يكرهون حمل نقودٍ كثيرة معهم، فأنا أفضل دائماً أن أخرج وليس فى جيبى إلا القليل والقليل جداً من النقود، وتسبب ذلك فى وقوعى فى مأزق محرج ذكرنى بمأزق آخر وقعت فيه عندما كنت طالباً فى كلية فكتوريا، وكنت عضواً فى نادى المعادى الرياضى، وكانت لنا «شلة» لا يقل عدد أفرادها عن العشرين من الجنسين، نجتمع كلما أتُيحت لنا الفرصة للترفيه عن أعضائها من عناء الدراسة، وفى أحد هذه الاجتماعات كان عدد الأفراد من الجنس الناعم يفوق عدد الأفراد من الجنس الخشن، وأردت أن أبدو «جدعاً» أمامهم وأظهر بمظهر «الفنجرى» الذى لا تهمه الفلوس بقدر ما يهمه قضاء سهرة ممتعة، فملت على صديقى أحمد رمزی - وكان من أفراد شلة نادى المعادى - وقلت له: «إيه رأيك فى سهرة تهوس؟»، فقال أحمد: «مفيش مانع .. بس جيب السبع ما يخلاش»، فقلت له: «ما لكش دعوة.. جيب السبع عمران»،  والتفت الى بقية «الشلة» وكانت كما قلت لا تقل عن العشرين شخصاً، وقلت لهم: «أنا عازمكم الليلة»، فقالوا: «فين؟»، قلت: «فى فندق سميراميس، نتعشى ونرقص»، قالوا: «مفيش مانع.. ياللا بينا».

فى روف الفندق جلسنا فى ركنٍ قصى، وانفجر الجميع فى شرب البيرة والنبيذ والشمبانيا عندما أحضر الجرسون أكثر من خمس زجاجات بيرة ومثلها من النبيذ الأحمر وزجاجتين من الشامبانيا وعشاء كاملاً لكل منا ، وبعدها نظرت فى ساعتى فوجدتها قد اقتربت من الواحدة صباحاً، ولابد من أن نعود إلى بيوتنا فقد لعب الشراب برءوس أكثرنا وخصوصا برءوس الجنس الناعم، وضعت إيدى فى جيوبى وأخرجت ما بها من نقود وأخذت أعدها، ووجدتها لا تكفى لشراء علبة سجاير، فضربت لخمة وعدت أميل على أذن أحمد وقلت له: «هل معك نقود؟»، فقال: «ولا مليم.. ليه؟»،  فقلت : «لا.. ولا حاجة»! 

وانتهزت فرصة وادعيت أننى سأتكلم فى التليفون، وخرجت من الفندق أعدو نحو منزلى، وكنت أسكن فى قصر الدوبارة، ولما وصلت إلى المنزل كانت الساعة الضخمة التى تتوسط صالة المنزل تعلن النصف بعد الواحدة، ولم يكن من المعقول أن أوقظ والدى لأطلب منه نقوداً فى مثل هذا الوقت وفى هذه الحالة التى أنا بها، وهنا خطرت لى فكرة أسرعت بدون تردد فى تنفيذها، فقد تذكرت أن شقيقتى تضع نقودها فى «حصالة» تحتفظ بها فى دولابها، فتسللت دون أن تشعر بى إلى حجرتها ومنها إلى الدولاب وأخذتها إلى غرفتى وأخرجت ما بها من نقودٍ وخرجت من المنزل دون أن يشعر بى أحد واتجهت مرة أخرى إلى الفندق فوجدت «الشلة» فى انتظارى وقد جلس أحمد رمزى واضعاً ساقاً فوق ساق، وناديت على الجرسون وطلبت منه الحساب فأتى بفاتورة مدون بها ثمانية وعشرون جنيهاً وبضعة قروش، فأخرجت ما فى جيبى وكان مجموعة من الشلنات والقروش والتعريفات ودفعت الحساب بين نظرات الدهشة وعلامات الاستفسار من الجميع، انتهت السهرة وعدت الى المنزل، وفى الصباح اكتشفت شقيقتى السرقة عندما تسللت إلى حجرتى ووجدت «الحصالة» فعرفت أننى السارق، فأبلغت والدتى التى أنهت الموقف بسلام عندما أعطت أختى نقودها كاملة ولكن والدتى حرمتنى من المصروف شهرين متتاليين، ولم أعد مرة أخرى إلى «الفنجرة»، ومن يومها وأنا أكره حمل النقود فى جيبى حتى لا أعود إلى «الفنجرة» الكاذبة !

عمر الشريف « الكواكب » - 27 مارس 1956