كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: الوعد الكاذب

أحمد الجمال
أحمد الجمال

■ بقلم: أحمد الجمال

بايدين نجح فى إثناء نتنياهو عن مهاجمة إيران، هكذا ذكرت الصحف الإسرائيلية، صبيحة الأحد الماضى، فى أعقاب شن طهران هجومًا على الدولة العبرية، فيما أبلغت إيران الولايات المتحدة بأنها «لن تصعِّد»، وهكذا مرت عملية «الوعد الصادق»، التى أطلقتها إيران تجاه إسرائيل، ردًا على استهداف القنصلية الإيرانية فى دمشق.

لكن العجيب فى هذا السيناريو أن مَنْ يدقق ويقرأ جيدًا يدرك على الفور ما دار فى الكواليس من تنسيق بين إيران وأمريكا وإسرائيل قبيل تنفيذ العملية «الانتقامية»، والدليل أنها ورغم كم المسيّرات والصواريخ التى استهدفت دولة الاحتلال، فإنها لم تقتل شخصًا واحدًا!

دعونا نقرأ ما حدث بلغة الأرقام.. إيران أطلقت 185 طائرة مسيّرة و110 صواريخ «أرض – أرض»، و36 صاروخ كروز فى هجومها على إسرائيل، ولم تحقق أى نتيجة إيجابية على الأرض، بينما نفّذت إسرائيل عمليتين نوعيتين، الأولى حين اغتالت قائد فيلق القدس، قاسم سليمانى، فى العراق، 3 يناير 2020، ثم مؤخرًا اغتالت القائد بالحرس الثورى الإيرانى، محمد رضا زاهدى، فى هجوم استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق، مطلع أبريل الجارى، وفى العمليتين استخدمت إسرائيل طائرتين مسيّرتين فقط، ونجحت فى تحقيق الهدف.

ما حدث إذاً لم يكن سوى عملية إيرانية هدفها «حفظ ماء الوجه»، لا أكثر ولا أقل، ولمَنْ يعى فهى محض «وعد كاذب»، ويبدو المستفيد الأكبر منها نتنياهو لإطالة أمد الحرب فى غزة، وإعطائه مشروعية مواصلة ذبح الفلسطينيين الأبرياء في القطاع المتأزم.

إن الهدف الأكبر هو استفزاز دول فى المنطقة للانزلاق إلى أتون الحرب، ومن بينها مصر، التى تتعامل بحكمة فى هذا الملف منذ اشتعال الوضع فى 7 أكتوبر 2023.. حفظ الله مصر وصان أرضها وشعبها وحمى جيشها من كل سوء.