عصر ذهبي ينتظر الشباب في الجمهورية الجديدة

جانب من محاضرات الأكاديمـية الوطــنيـة للتــدريب
جانب من محاضرات الأكاديمـية الوطــنيـة للتــدريب

«لا تبنى الأمم إلا بسواعد شبابها».. مقولة يؤمن بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويحرص على تطبيقها كاملة غير منقوصة، واضعًا تأهيل وتمكين الشباب، عنوانًا ومحورًا استراتيجيًا فى الطريق نحو بناء الجمهورية الجديدة، عبر تدشين جسور للتواصل المباشر مع الشباب، وإنشاء قاعدة قوية ومتنوعة من الكفاءات الشبابية بمختلف المجالات، إدراكًا لدورهم الفاعل والحيوى فى جهود تحقيق التنمية المستدامة ونهضة المجتمعات، لتمتد هذه الرؤية والاستراتيجية لمختلف دول العالم من خلال منتديات الشباب، وامتدت تلك الجسور بالحرص على تمثيلهم بجلسات الحوار الوطنى، والاهتمام بدمج الشباب المفرج عنهم بالحياة المجتمعية من جديد للاستفادة من قدراتهم فى بناء الوطن.

■ الرئيس السيسي يصافح عدداً من شباب الأكاديمية الوطنية للتدريب

■ الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الشباب المشاركين في منتدى شباب العالم لنسخـته الأولى

«استمعوا إلى شبابكم، فلا حاضر دونهم ولا مستقبل بغيرهم»، لم تكن تلك الكلمات مجرد شعار فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، بل واقعًا ملموسًا سعت جميع قطاعات الدولة لتطبيقه حتى يتم تمكين الشباب بمختلف المجالات، وهو ما يؤكده النائب محمد عبد العزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، واصفًا عهد الرئيس السيسى، بالعصر الذهبى للشباب، فالرئيس عمل على الكثير من ملفات تمكينهم، إيمانًا منه بأهمية الدور الذى يلعبه الشباب، حيث تنظر القيادة السياسية للشباب كونهم نصف الحاضر وكل المستقبل، مضيفًا أن الحوار الوطنى فرصة جيدة للجميع خاصة الشباب للمشاركة الفعالة فى بناء الجمهورية الجديدة، لافتًا إلى أن القيادة السياسية عملت على توسيع تمكين الشباب والاهتمام بتمثيلهم بمختلف المجالات، وإتاحة مشاركتهم فى صنع القرار، وأعلن 2016 عامًا للشباب، وتلاه عدد من البرامج والمشروعات، وتنظيم المؤتمر الوطنى للشباب 8 مرات منذ 2016، وعقد 4 دورات لمنتدى شباب العالم منذ 2017، والذى انبثق من خلال المؤتمر الوطنى الثالث للشباب في أبريل 2017، حيث اقترح فكرته مجموعة من الشباب المصري لإجراء حوار مع شباب العالم.

■ الرئيس مع عدد من الشباب في أحد المؤتمرات

◄ اقرأ أيضًا | اللجنة المنظمة لمنتدى الشباب: نحاول الخروج بأقوى توصيات

◄ قيادات شبابية
أضاف، أن الدولة تواصل تحركاتها فى توسيع فرص تمكين الشباب بالسماع لأفكارهم وإبداعاتهم بما يفتح الآفاق لأفكار ومبادرات وابتكارات جديدة، وهو ما ظهر فى الحرص على تواجدهم بكافة الفعاليات الهامة فتم تضمين قضيتهم بأجندة قمة المناخ بشرم الشيخ، والاستماع لرؤيتهم لأول مرة، فضلًا عن صدور قرار رئيس الوزراء بشأن نظام مساعدى ومعاونى رئيس الوزراء والوزراء، ليكون أحد الشروط ألا يتجاوز سن المعاون 40 عامًا، وفى 2019 ضمت حركة المحافظين 39 قيادة شبابية ما بين محافظ ونائب للمحافظ، بينهم 60% شبابًا، حيث تم اختيار 16 محافظًا، و23 نائبًا للمحافظين، وجاء عدد الشباب 25 قيادة، منها اثنان من المحافظين، و23 نائبًا للمحافظين، بجانب تمثيل الشباب أيضًا كمساعدين ومعاونين للوزراء، فيما بلغ عدد أعضاء مجلسى النواب والشيوخ من الشباب تحت سن الأربعين بمجلس النواب فى دورته الحالية، 124 نائبًا بنسبة 21%، كما تم تدشين «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، والتى تضم مجموعة من الكوادر السياسية والحزبية الشبابية، وتم الدفع بها على اختلاف توجهاتها وأيديولوجياتها فى الترشح للمؤسسة التشريعية بجناحيها «النواب» و»الشيوخ».

■ جانب من فعاليات البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة

◄ مبادرات متعددة
إعداد الشباب يتواكب مع الجمهورية الجديدة، والتى تحتاج لفكر وعمل، وشباب يحافظ عليها، ليكمل مسيرة البناء والتنمية، هذا ما يؤكده النائب محمود حسين، رئيس لجنة الشباب بمجلس النواب، لافتًا إلى أن الدولة قدمت العديد من المبادرات التى تدعم وتمكن الشباب اقتصاديًا، منها مبادرة «ابدأ»، والتى تهدف لتوطين الصناعات الحديثة، وتوفير فرص عمل للشباب، وتقليل الفاتورة الاستيرادية، ومبادرة «رواد 2030» لتكريس ودعم دور رواد الأعمال فى تنمية الاقتصاد، ومبادرة «مشروعك» التى تقدم قروضًا ميسرة للشباب لتنفيذ مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، بجانب مبادرة «التمويل منخفض التكلفة» التى يقدمها البنك المركزى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بـ200 مليار جنيه، إضافة لمنحه الشباب وصغار المستثمرين أراضي كاملة المرافق بمحافظات الصعيد، كما يسيطر الشباب على المشروعات الصغيرة الممولة بنسبة 54% من إجمالى 1.6 مليون مشروع.

◄ برامج ومؤتمرات
وعن البرامج والمؤتمرات التى تطلقها الدولة لتعزيز آليات تمكين وتدريب الشباب، يقول النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن أبرزها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، والذى يهدف لإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسئولية السياسية، والمجتمعية، والإدارية بالدولة، والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة، والذى انطلقت فكرته تنفيذًا لإحدى توصيات منتدى شباب العالم 2018، ويهدف لتجميع الشباب الإفريقى تحت مظلة واحدة هدفها التنمية والسلام، إضافة إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب «NTA»، والتى تم إنشاؤها بقرار الرئيس السيسي، على غرار المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة، من منطلق التزام الدولة بالتعلم المستمر، وتدريب وتأهيل الكفاءات من كل الفئات والطبقات الاجتماعية، لخلق مجموعة من المسئولين يتمتعون بالكفاءة العالية وتمكينهم من شغل الوظائف والمناصب العليا فى مؤسسات الدولة، والارتقاء بكفاءة موظفى الجهاز الإدارى بالدولة من خلال تقديم برامج تعلم رائدة.

أضاف، أن مصر نجحت فى تحقيق سياستها التى رسمتها عقب ثورة 30 يونيو بترسيخ مبدأ تمكين الشباب وتأهيلهم على القيادة والقدرة على اتخاذ القرار، وتجلى ذلك من خلال عقد العديد من مؤتمرات الشباب وحديث الرئيس السيسى مع أبنائه، والاستماع عن قرب لحجم التحديات التى تواجههم واقترب أكثر من استجلاء أفكارهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، وكان من أهم نتائج هذا التواصل أن أنشئت الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب على القيادة، وتدشين البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومؤخرًا تدشين اتحاد شباب الجمهورية الجديدة، وهو كيان يضم خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وعدد من خريجى الأكاديمية الوطنية للتدريب، ومتطوعى «حياة كريمة»، ومنتدى شباب العالم، والمؤتمرات الوطنية للشباب، ويتجسد الهدف من تشكيل اتحاد شباب الجمهورية الجديدة فى تأسيس كيان شبابى قادر على إحداث تغيير فى المجتمع، وتوحيد الجهود الشبابية وإتاحة المزيد من فرص العمل العام، ونشر ثقافة التطوع، وتمكين الشباب، ودعم الحراك المجتمعى، فضلًا عن العمل على تعزيز وتنمية وعى الشباب بالقضايا المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه الكيانات أثمرت عن بزوغ جيل جديد مؤهل قوى قادر على تحمل المسئولية والمشاركة فى صنع القرار، وتولى الكثير منهم المناصب التنفيذية والقيادية كنواب المحافظين، فضلًا عن وجود نخب شابة فى البرلمان، وكثير من الوظائف القيادية الأخرى.

◄ تشريعات وقوانين
على مستوى البرلمان وما يصدره من تشريعات، انعكس اهتمام القيادة السياسية بتمكين الشباب، وفقًا للنائب علاء عبدالنبى، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، فى إقرار عدد من القوانين تدعم خطى التمكين وتمكن الشباب من المشاركة، منها قانون تنظيم وتشجيع عمل وحدات الطعام المتنقلة وتيسير إجراءات إصدار التراخيص، وإصدار أول قانون لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتيسير البدء فى مشروع صغير، وقانون تنظيم نشاط التمويل متناهى الصغر، لتيسيير الإجراءات الخاصة بالحصول على تمويل، وقانون بتنظيم بعض الأوضاع الخاصة بنواب المحافظين، لتوفير مظلة قانونية لحماية حقوق من يشغل منصب نائب محافظ، وقانون بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الهيئات الشبابية لصالح الشباب والنشء، كما وضعت الدولة «الاستراتيجية الوطنية المصرية للشباب والنشء»، والتى اشتملت على منهجية التكامل والشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ووزارة الثقافة، والأكاديمية الوطنية للتدريب، فتم القيام بـ5748 برنامجًا ونشاطًا من سن 5 إلى 40 عامًا على برامج الولاء والانتماء والقدوة بالتعاون مع الأزهر والكنيسة لتصحيح الأفكار المغلوطة التى يتلقاها النشء والشباب من مصادر مغلوطة ومتطرفة، وقد وصل حجم المشاركة الرياضية إلى 137.7 مليون فرصة استفادة من النشء والشباب والرياضيين.

أضاف، أن الرئيس السيسى حريص بشدة على تمكين وتأهيل الشباب المصرى، لافتًا إلى أن قرارات العفو الرئاسى كانت تأكيدًا جديدًا على المسار السليم للدولة نحو إرساء قواعد بناء الجمهورية الجديدة، والتى تستوعب الجميع، وتتيح الفرصة للمشاركة المجتمعية الواسعة فى كل ما يهم الوطن من قضايا وتحديات، مشددًا على أن العفو الرئاسى فرصة جديدة تتيحها الدولة لهؤلاء الشباب ليبدأ الجميع فصلًا جديدًا فى حياتهم لصالح الوطن.

◄ شراكة حقيقية
الجمهورية الجديدة تقوم على بناء الإنسان المصرى بناءً متكاملًا صحيًا، وتعليميًا، وثقافيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، غير أن الأهم فى بنائها من وجهة نظر النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، هو أنه يشارك فى بنائها شبابها بشراكة حقيقية وليست صورية، شراكة استراتيجية وتشريعية وإدارية، وليست تنفيذية فقط فنحن لم نسمع من قبل عن مشروع قومى تكون نواته مقترحًا شبابيًا من شباب البرنامج الرئاسى مثل المشروع القومى العملاق «حياة كريمة»، ولم نسمع من قبل عن حملات شبابية حقيقية للتوعية السياسية وتنمية الحياة السياسية بمصر، ليس ذلك فقط بل بإنشاء كيان شبابى يضم توليفة متنوعة من الأيديولوجيات والأفكار تتحاور، وتتناقش، وتتفق، وتتوافق، وتختلف لمصلحة الوطن مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لافتًا إلى أنه بعد عزوف الشباب عن الحياة السياسية والنظرة السلبية للمجتمع كله عن السياسيين أصبحت الآن ربوع مصر كلها ترى الأمل فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بعد ما أثبته هؤلاء الشباب من أننا نسعى لأن نكون لبنة أو ساعدًا من سواعد بناء الجمهورية الجديدة.

أضاف، أن القيادة السياسية أتاحت لهؤلاء الشباب فرصة حقيقية، استطاعوا من خلالها أن يثبتوا أنهم قادرون على تحويل الفرصة لمشروع متكامل لهم وللأجيال المقبلة، لتكون الجمهورية الجديدة دائمًا متجددة بمفهوم يعتمد على المشاركة لا المغالبة، وقائمة على التكامل بين الجميع دون تفرقة، فمصر تحتاج لشيوخها وشبابها ونسائها ورجالها، وكل عقل أو يد تمتد لتكون شريكًا فى بناء تلك الجمهورية الجديدة.