بـ ..حرية !

٣/صفر

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

دعونى استخدم لفظ «عركة» على ما حدث بين ايران وإسرائيل مساء السبت الماضى حتى الساعات الأولى من اليوم التالي، فلم يرق الى مستوى المعركة العسكرية، فهو لا يعدو إلا ان يكون «عركة» فى حارة بين خصمين وانفضت، وكل طرف بقى فى منزله وأخذ يصرخ من الشرفة ويتوعد للآخر!
لكن النتيجة النهائية هى فوز إسرائيل على ايران ٣/صفر .

-إسرائيل اثبتت للعالم ولشعبها انها قادرة على صد أى هجوم وحماية مواطنيها، من خلال منظومة دفاع جوى قوية وحلفاء اوفياء، وكانت فرصة ذهبية لحكومة نتنياهو ان تثبت اقدامها فى الداخل الإسرائيلى !

-استعادت إسرائيل نسبة التعاطف والتأييد القصوى من أمريكا واوروبا الذى فقدته خلال حرب الإبادة البربرية التى تمارسها ضد الفلسطينيين.

-تمكنت إسرائيل من صرف انظار العالم عن المجازر والوحشية والقهر والتجويع والتعذيب الذى تمارسه ضد أهل غزة العزل، ولم نعد نرى ونسمع على القنوات الفضائية إلا الاعتداء الوحشى الايرانى على الأراضى المحتلة، حتى اليوم، رغم ان الهجوم لم يستغرق إلا خمس ساعات فقط!

وفى المقابل لم تحقق إيران هدفها الاستراتيجى الذى اطلقت من أجله ٣١٥ مسيرة وصاروخ كروز وصاروخا أرضيا دون ان تصيب أحدا او تدمر حتى موتوسيكلا إسرائيليا، وظهرت أمام العالم ان ما فعلته «جعجعة بلا طحن»، بل وبدا ان هجومها تمثيلية هزلية وضعت السيناريو لها أمريكا، لتحفظ ايران ماء وجهها أمام الرأى العام الإيرانى للانتقام من إسرائيل بعد ان قصفت قنصليتها فى سوريا فى غارة جوية بطائرة واحدة، وقتلت فيها ١٧ بينهم قائد فى الحرس الثورى الإيرانى و١٠ ضباط اخرين.

الغريب فى الأمر اننا مازلنا نسمع التهديدات المتبادلة بين الطرفين، إسرائيل تتوعد بالرد.. وإيران تقول إن رد فعلها سيكون قاسيا إذا شنت إسرائيل هجوما فى الداخل الإيرانى أو استهدفت مصالحها.

بصراحة إسرائيل تستحق جائزة الاوسكار فى تمثيل دور الضحية المنكسرة المقهورة أمام عدوان إيران، وكما يقولون (سبكت) الدور، وأغلقت المجال الجوى وعلقت الدراسة يومين وحذرت مواطنيها للتوجه الى المخابئ عند سماع صفارات الانذار، وهى تعلم تمام العلم ان القوات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية، ستسقط كل ما اطلقته ايران قبل وصوله الأراضى المحتلة، وهذا ما تم إعلانه بعد انتهاء «العركة» بالفعل.