ترامب يواجه التاريخ.. أول رئيس أمريكي سابق يحاكم في قضية جنائية | صور

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قاعة المحكمة
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قاعة المحكمة

شهدت مدينة نيويورك اليوم الإثنين 15 أبريل انطلاق محاكمة تاريخية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية جنائية تتعلق بالفساد، لتكون بذلك أول محاكمة من نوعها لرئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تأتي في توقيت حساس للغاية، حيث يسعى الرئيس السابق للعودة إلى البيت الأبيض عبر خوض الانتخابات الأمريكية 2024، ما قد يشكل تحولًا درامياً يقلب موازين هذا السباق بشكل غير مسبوق.

تفاصيل الجلسة الافتتاحية

في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها القاضي خوان ميرشان، دارت مناقشات حادة بين محامي الطرفين حول الأدلة التي سيتم اعتمادها في المحاكمة، فيما جلس ترامب بكتفين منحنيتين ناظرًا إلى الأمام أو محدقًا في شاشة كمبيوتر بجانب فريقه القانوني، ومن المقرر أن تستغرق عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12، أسبوعًا إلى أسبوعين، حيث سيتم البحث في ميولهم السياسية لاستبعاد المتحيزين حزبيًا في مدينة تؤيد الديمقراطيين بأغلبيتها، لكنها شهدت أيضًا نجاح ترامب في جمع جزء من ثروته فيها.

الاتهامات والعقوبات المحتملة

تدور التهم الموجهة لترامب حول تزوير مستندات محاسبية لشركته العقارية "ترامب أورجانايزيشن"، بهدف إخفاء دفعة مالية قدرها 130 ألف دولار في 2016 لممثلة أفلام إباحية، مقابل شراء صمتها للتستر على علاقة معها قبل 10 سنوات في عام 2006، علاقة ينفي ترامب حدوثها، وقد تفضي هذه التهم إلى حكم بالسجن على الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عامًا في حال إدانته.

عند وصوله للمحكمة، وصف ترامب المحاكمة بأنها "اعتداء على الولايات المتحدة"، ونُظم أمام مقر المحكمة تجمع غير حاشد من مؤيديه، هتفوا بشعارات بذيئة ضد الرئيس الحالي جو بايدن والمدعي العام ألفين براج.

مدة المحاكمة وتأثيرها على السباق الرئاسي

من المتوقع أن تستمر جلسات المحاكمة لمدة 6 إلى 8 أسابيع، مع توقعات بمعارك قانونية شرسة بين الطرفين، وبالرغم من أن حكمًا بالسجن على ترامب لن يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 5 نوفمبر التي يسعى خلالها للثأر من جو بايدن، إلا أن محاكمته ستضع حملته في وضع غير مسبوق، وقد ترسم معالم المشهد الانتخابي بشكل جذري في ظل سعيه للثأر من الرئيس الحالي جو بايدن

ترامب بين حملته الانتخابية وقفص الاتهام

سيضطر ترامب، المرشح الجمهوري الأوفر حظرًا لخوض السباق الرئاسي، إلى تقسيم وقته بين حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية 2024 وقاعة المحكمة، ومن المتوقع أن يحضر أربعة أيام في الأسبوع على مدى شهرين مقبلين للمحاكمات.

تشير شبكة "سي بي إس نيوز"، إلى أنه خلال هذه المحاكمة ستجمع نيابة مانهاتن مجموعة من الشهود، الذين كانوا في يوم ما من دائرة ترامب الداخلية والمقربين منه، ليدلوا بشهاداتهم ضده، ومن بين هؤلاء الشهود مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب ومعاونه الخاص الذي أُدين بتهم فيدرالية متعلقة بتمويل الحملات، ودافيد بيكر الصديق القديم لترامب ورئيس صحيفة الإنكويرر الوطنية الشهيرة سابقًا الذي كان ينفذ صفقات "الاصطياد والقتل"، لإسكات القصص المحرجة عن ترامب في الإعلام، إضافة إلى هوب هيكس صديقته وزميلته المقربة في الحملة الانتخابية آنذاك.

استراتيجية المحكمة والدفاع

لن تقتصر هذه المحاكمة على الكواليس فحسب، بل ستأخذ هيئة المحلفين في رحلة إلى داخل المكتب البيضاوي، إذ تدعي النيابة العامة أن ترامب في أثناء توليه منصب الرئيس وافق على عملية التستر، التي تضمنت تزوير السجلات التجارية "الفواتير وقيود الدفاتر والشيكات" لتعويض كوهين عن "خدمات قانونية" وهمية، وتتضمن المحاكمة أيضًا تسجيلًا صوتيًا على الأقل بين كوهين وترامب يناقشان فيه صفقة لإسكات القصص المحرجة عن الأخير.

وتشير "سي إن إن" إلى أن محامي ترامب حافظوا على سرية استراتيجيتهم الدفاعية، لكنهم أشاروا إلى أنهم ينوون الطعن في مصداقية دانيالز وكوهين ووصفهما بالكذابين الذين يحركهما الحقد والربح المادي.

ويقود فريق الدفاع عن ترامب كل من تود بلانش وإميل بوف، وهما مدعيان فيدراليان سابقان من نيويورك، وسوزان نيشيلز المحامية البارزة في القضايا الجنائية، التي لديها خبرة واسعة في نيويورك وأمام القاضي الذي سيرأس المحاكمة خوان ميرتشان.