قصة مراكب الملك خوفو ورحلة عرضها بالمتحف المصري الكبير

صورة موضوعية
صورة موضوعية

من بين أسرار مصر القديمة التي لا تزال تثير فضول العالم، تبرز مراكب الملك خوفو كمعجزة من معجزات التراث المصري. تعكس هذه المراكب الخشبية الضخمة، التي استُخدمت في مراسم الدفن الفرعونية، قدرة الإنسان المصري القديم على بناء وتصميم أعمال فنية تحاكي الخلود. 

لذلك تستعرض "بوابة أخبار اليوم" مراكب الملك خوفو، حيث سنلقي الضوء على تاريخها، وأهميتها، وكيفية اكتشافها، والتحديات التي تواجه عمليات ترميمها وعرضها في المتحف.

- تاريخ مراكب الملك خوفو :

تاريخ مراكب الملك خوفو يعود إلى العصور القديمة من تاريخ مصر، حيث كانت تستخدم في مراسم دفن الملوك والملكات الفراعنة، وتُعتبر هذه المراكب إحدى أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، حيث تم العثور عليها داخل أقفاص حجرية تحت قدمي هرم الملك خوفو في الهرم الأكبر في الجيزة.

بالرغم من أن المراكب كانت مدفونة لآلاف السنين، إلا أنها استُعيدت بشكل مذهل، مما فتح الباب أمام العلماء والأثريين لدراسة هذه الآثار الثمينة. فالمراكب ليست مجرد وسيلة نقل، بل تحمل رموزًا ورسائل فرعونية تسلط الضوء على عقلية وثقافة الشعب المصري القديم.

مع التقدم في التكنولوجيا والعلم، يتم اليوم ترميم وإعادة تجميع مراكب الملك خوفو بأساليب حديثة ومتطورة، بهدف الحفاظ عليها وعرضها بشكل لائق داخل المتحف المصري الكبير. ومع كل خطوة في هذا العمل الضخم، تتجسد أهمية هذه المراكب كرموز للتراث والثقافة المصرية العريقة، وتعكس قدرة الإنسان على الابتكار والإبداع حتى في أعماله الجنائزية.

و يظل مراكب الملك خوفو يحمل قصة مذهلة عن تفاني الإنسان في المحافظة على تراثه التاريخي وتعظيمه، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من رحلة الإنسانية نحو فهم تاريخها وتقدير إرثها.

- متحف مراكب الملك خوفو :
 
وعن متحف مراكب الملك خوفو هو جزء من المجموعة الضخمة للمتحف المصري الكبير. يضم هذا المتحف مراكب خشبية عتيقة تعود إلى عصور الفراعنة، وكانت تُستخدم في مراسم الدفن الفرعونية. يُعتقد أن هذه المراكب كانت جزءًا من التجهيزات الجنائزية للفراعنة لنقل أرواحهم إلى العالم الآخر. يُعتبر هذا المتحف جزءًا هامًا من المعرض المصري الضخم، الذي يوثق تاريخ وثقافة مصر القديمة بشكل شامل.

- ترميم متحف مراكب الملك خوفو :

تبدو عمليات تأهيل وترميم متحف مراكب الملك خوفو في المتحف المصري الكبير مثيرة للاهتمام. إن هذه الجهود المشتركة بين الجانب المصري والجانب الياباني تعكس التزامهما بالمحافظة على التراث الثقافي الهام لمصر وتوفير الفرص للزوار لاستكشاف وفهم تاريخ الفراعنة بشكل أفضل.

و يضم متحف مراكب الملك خوفو، والتي يجري فيها العمل على تأهيل المركب الأولى للعرض المتحفي من خلال أعمال الترميم المبدئي والتنظيف الميكانيكي والكيميائي والتعقيم، بالإضافة إلى البدء في أعمال مشروع ترميم المركب الثانية بالتعاون مع الجانب الياباني.

- الشكل النهائي لمراكب الملك خوفو :

يبدو أن عمليات التجميع المبدئي لجسم المركب والمقصورة الرئيسية تجري بنجاح، ومع الشكل النهائي للمركب يتماشى تمامًا مع المركب الأولي من حيث الأبعاد الطول والعرضة. الاختلاف في عدد المجاديف يعكس اختلافات في استخدام المركبين، فالمركب التانية بها 52 مجداف بالحجم الطبيعي و8 مجاديف للتوجيه، أما المركب الأولى فيها 12 مجداف للتوجيه فقط. مما يضيف عمقًا إلى فهمنا لدور كل منهما في الحياة الفرعونية والطقوس الجنائزية.

يبدو أن هذه الخطوة ستضيف قيمة كبيرة لتجربة الزوار في متحف مراكب الملك خوفو. من المثير أن يتمكن الزوار من مشاهدة عملية ترميم وإعادة تركيب المركب الثانية داخل المبنى، مما يسمح لهم بفهم أفضل للعملية الشاقة والمعرفة التقنية والحرفية المشتركة في المحافظة على التراث الثقافي.

ومن سياق آخر، حرص وزير السياحة والآثار أحمد عيسي على القيام بجولة داخل متحف مراكب خوفو لتفقد الأعمال، ومسارات الزيارة داخله وما يحويه من خدمات والمكان المخصص لتأهيل الزائر لمشاهدة المراكب والمزود بشاشات عرض تفاعلية ولوحات تروي قصة المراكب وتاريخ اكتشافها وكذلك عرض بعض الأدوات والمواد المستخدمة في ترميم المراكب، لتعريف الزائر بالمراكب قبل رؤيتها على أرض الواقع، ومن ثم الصعود للمركب الأولي.

وأعرب السيد أحمد عيسي عن ثقته في تقديم تجربة سياحية متميزة بالمتحف، مؤكدا على أن أعمال إنشاء المتحف تضاهي مثيلاتها في أعرق المتاحف العالمية، لافتا أنه سيكون بمثابة هدية مصر للعالم ولعاشقي الحضارة المصرية القديمة بما يحويه من كنوز أثرية نادرة.

اقرا ايضا | مراكب الملك خوفو ومقتنيات توت عنخ آمون.. المتحف الكبير يعرض آثارًا نادرة