أصل الحكاية| مسجد السلطان الحنفي.. هنا مقصد البركات والكرامات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قصة السلطان الحنفي تعكس تجربة فريدة تجمع بين الأصول التاريخية للخلفاء الأولين في الإسلام وبين قدرته على استحضار البركات والقوى الروحية. 

يروي القصة السلطان الحنفي الذي يحمل نسباً عريقاً يعود إلى الخليفة الأول أبو بكر الصديق، وكيف استخدم هذا النسب ليعزز سلطته وسلطة دولته. بالإضافة إلى ذلك، يبرز السحر والبركات التي يتمتع بها السلطان، وكيف يستخدمها لصالح شعبه ولتحقيق أهدافه السياسية والروحية.

في قلب دروب ودهاليز القاهرة التاريخية، ينبض مسجد السلطان الحنفي بتاريخه العريق وجماله الفني. يعتبر هذا مسجد السلطان الحنفي مقصدًا دينيًا وثقافيًا للكثيرين، حيث ينتشر الروايات والقصص عن قدراته العلاجية والروحية. ورغم أن أصول مياه البئر داخل مسجد السلطان الحنفي لا تزال غامضة، إلا أن الناس لا يزالون يستمدون الأمل والشفاء منها، مما يعزز مكانته وسط المجتمع المحلي.

 تقع منطقة السيدة زينب في قلب هذه الأحياء التاريخية، حيث تتواجد آثار قديمة ومعالم تاريخية مميزة، من بينها مسجد السلطان الحنفي الذي يمتاز بمساحته الضخمة التي تصل لـ 900 متر مربع. يعتبر هذا المسجد معلماً دينياً وثقافياً مهماً في المنطقة، حيث يجتمع فيه الناس لأداء الصلوات والاستمتاع بجمالياته المعمارية الرائعة.

تلك القصص والروايات التي تنسج حول مسجد السلطان الحنفي تضفي عليه طابعًا خاصًا من السحر والغموض. يُعتقد أن مياه البئر داخل المسجد تحمل قوى علاجية، وعلى الرغم من أن أصولها غير معروفة، إلا أن الناس ما زالوا يستمدون الأمل والشفاء منها. تلك الروايات تجعل من مسجد السلطان الحنفي ليس مجرد مكان ديني، بل موطنًا للإيمان والتأمل والشفاء للكثيرين.

يبدو أن البئر المبارك يزيد عمره عن 700 عام يأتيه الزوار من خارج وداخل مصر قاصدين المياه حتى تشفيهم من الأمراض وتساعدهم في التخلص من العنوسة وأملًا للباحثات عن الإنجاب، هذا يحمل قيمة تاريخية ودينية كبيرة، وتركيز الجهات المعنية على الحفاظ عليه وصيانته يعكس الاهتمام بالتراث والمواقع الدينية في مصر.

مياه وكرامات

هذا الاعتقاد المتنوع حول المياه البئر الأثرية يعكس التشابه بين العقائد والثقافات المختلفة، وقد يكون موضوعًا للبحث العلمي لفهم جذوره وتأثيراته على المجتمع المحلي.

ومسجد السلطان الحنفي به بئر أثري يأتيه زوار من خارج مصر قاصدين المياه يعتقدون أنها تشفيهم من الأمراض وتخلصهم من العنوسة، ويعتقد البعض أن مياه البئر متصلة بمياه بئر زمزم وأن الله وهبها لهم للشفاء، فيما يرى آخرون أنها مياه متصلة بالصرف الصحي وضارة وأنها نوع من الخزعبلات".

هذه القصص والتقاليد تعكس الإيمان العميق والتواصل الروحي بين الناس والأماكن ذات الأهمية الدينية. قد تكون هذه الزيارات مصدر إلهام للكثيرين ومحور للتواصل الثقافي والديني.

السلطان الحنفي

هو شمس الدين الحنفي ولد عام 775 هـجرية في مصر وعاش بها واشتهر بكراماته، فهو من نسل أول الخلفاء الراشدين سيدنا أبو بكر الصديق ولذا يعتبره البعض بأنه من آل البيت؛ إذ يجتمع نسل سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد السادس لأبي بكر، ويوجد مقامه بأول شارع مجلس الأمة على يسار السالك للطريق من شارع بورسعيد بالقاهرة بالقرب من المسجد السلطان الحنفي العتيق، كما كان حسب المؤرخين "سلطان" في العلم إذ كان له مدرسته في تفسير القرآن الكريم والفقه، وهو صاحب كتاب "الروض النسيق في علم الطريق".

وعاش شمس الدين الحنفي 72 عامًا من 775 إلى 847 هجرية، كما أن له مقاما بجوار مسجده ومعه مقام زوج ابنته عمر الركن، كما يوجد بالمسجد السلطان الحنفي بئر مياه معروف بأن المياه به تشفي كل مريض وتساعد في زواج العوانس وإنجاب العواقر حسبما يعتقد البعض.

روحانيات 

بمجرد أن تطأ قدميك أرض شارع السلطان الحنفي بالسيدة زينب تحيطك الروحانيات وتحس بالسلام النفسي الذي يملأ المكان؛ فالمآذن الشامخة الشاهقة التي تعانق بعضها والأروقة الشعبية وبساطة أهل المكان التي تطاردك من داخل الأزقة والمشربيات الخشبية الضيقة والطبيعة القديمة للمنطقة التي تنطق بالتاريخ والأصالة تعود بك إلى زمن لم تعشه أو تمنيت أن تعيشه وسط البساطة والفن والتاريخ.

مسجد السلطان الحنفي الذي يعد تحفة معمارية بكل المقاييس لا تملك وأنت تقف أمامه مشدوهًا بجمال البناء وفنون العمارة الفائقة إلا أن تقول: الله، من فرط الاتقان وحسن الصنيع الذي خرجت عليه حوائطه المزينة بالآيات القرآنية وأسماء الصحابة الأوائل رضوان الله عليهم خاصة "أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب" .

وما أن تلامس يداك الباب الرئيسي للمسجد وترفع نظرك إلى أعلى حتى تنبهر بجمال المئذنة الشامخة التي تشق سماء قاهرة المعز، إذ إنها مميزة إلى حد كبير بكونها من القلائل في بلد "الألف مئذنة" التي تتكون من ثلاثة أهلة عند ناصيتها وترتكز على قاعدة ضخمة إضافة إلى قباب جميلة ذات لون أحمر يضفي مهابة ووقارا شديدين على المكان ويزيد من بهائه.

يبدو أن المسجد السلطان الحنفي الذي تصفه يتميز بتصميمه الفريد والجميل، والمئذنة التي تشق السماء تضيف له سحراً خاصاً.


اقرا ايضا | وجه الحياة يتغير في «البحر الأحمر»| ممشى الغردقة معلم سياحي مميز