الخروج عن الصمت

بيوت الله

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

 كتب: محمد عبد الواحد 

فى جولة إيمانية خلال الشهر الكريم اصطحبني خلالها الزملاء  للطواف على بيوت الله في الأرض نتلمس خلالها الطاعة والتزود من نفحات هذا الشهر . ومن خلال هذا الطواف كان لبيت من بيوت الله أثر فى النفوس جعل الجسد ينتفض ويستشعر عظمة الله مؤلف قلوب عباده حيث  اصطفاف الجميع فى صفوف يسع بعضهم بعضا لافرق بين عربى وعجمى ولا بين أبيض وأسود الكل بين يديه سواسية، تتجلى قيمة كل منهم ومنزلته عند ربه من خلال خشوعه وإيمانه وثبات قلبه ودوامه على الطاعة . روحانيات عشناها وعقدنا خلالها المقارنة بين بيت الله الحرام وهذا البيت المتواضع من بيوته، وهنا تتفتق الأذهان وقلنا سبحان الله فى  بيته الحرام تزداد الأنفس خشوعا وتواضعا وتجردا من مظاهر الدنيا ويجمعها رداء واحد وتشد رحال العباد جميعًا إليه يتحملون المشقة من أجل إقامة شعائر الله . أما هنا فيشد رحال الخاصة من عباده بحثا عن طلب العلم والتزود بالمعرفة وإدراك صحيح الدين ليشعوا نور الله فى الأرض ويمحوا ظلمة القلوب ويضيئوا غرفها بالإيمان من خلال تلك المدرسة الوسطية التى تؤمن بالاعتدال وتبتعد كل البعد عن الغلو والتشدد والتعصب فلا تتهم بالتطرف لأن من عرف دينه أدرك صحيحه . ووقفنا فى صحن البيت نتجاذب أطراف الحديث ووجدنا أنفسنا نقول :آن لنا أن نفخر  ونحن نقف بين جنبات منبر من منابر العلم يسطع نوره على العالم بأثره . إنه الأزهر ولا شئ غيره تلك المدرسة التى ينشدها طلابها من أنحاء الدنيا . هنا شرد  الذهن للحظات يسترجع الماضى والذكريات وتذكرت زملائى الوافدين ونظرات الافتخار والاعتزاز بنا وعندما تلمح أعينهم دهشتنا نتيجة تقديرهم لنا تجده يأخذ نفسا عميقا ليشرح لك مسيرة الجهد التى بذلها كى يفوز بمنحة بلاده ليكون مبعوثًا لها لدى الأزهر ..ويعلو صوته كيف لا تدركون تلك القيمة التى تحيونها وتعيشون بين جنباتها بكل يسر وسهولة ونحن نبذل المشقة من أجل الفوز بها . صحيح من يملك الشئ الثمين لايشعر بقيمته بين يديه، فالناس لاتعرف قيمة الأشياء إلا عندما تضيع من بين يديها وربما يدرك تلك القيمة التى لايثمنها عندما يجد ترحاب من حوله به فيفوز بمقام وغلو هذا الشئ فى نظرهم.. وللحديث بقية