حافظ القرآن الصغير مات غرقًا قبل تكريمه بساعات

الضحية
الضحية

قنا - أبو المعارف الحفناوي

منذ صغره، وهو عاشق للقرآن الكريم، يحافظ على الصلوات، وبار بوالديه، متفوق في دراسته، مطيع لمعلميه، يحبه الجميع،  طيب قلب ، بشوش الوجه، «روحه الحلوة»، كانت سبب سعادته وسعادة جميع من حوله.

وهبه الله صوتا عذبًا في تلاوة القرآن الكريم،  وحصل على المركز الأول في تلاوة القرآن الكريم بفرشوط، العام الماضي، كان في أشد السعادة،  وأسرته كانت أشد سعادة منه، بالرغم من صغر سنه، إلا أنه أتقن الحفظ والتلاوة.

الحسن محمد حافظ، 13 عاما، حفظ القرآن الكريم، وكانت رغبته ملحة في أن يستكمل الحفظ والتجويد وأن يحصل على إجازات في ذلك،  كان يقرأ القرآن على مسامع الناس، فكانوا ينصتون له ، ويشجعونه ويساندونه ، فلعل وعسى أن يكون قارئًا شهيرًا في المستقبل.

اشترك الحسن، في شهر رمضان، في مسابقة للقرآن الكريم بفرشوط،  واستطاع أن يكون من ضمن العشرة المتفوقين،  الذين سيجرى تكريمهم في مسجد الفرقان بفرشوط، وسط حشد من الأهالي والشيوخ.

فرح الحافظ الصغير بذلك،  وبدأ يجهز نفسه لحضور الحفل، الذي سيشهده الكثيرون،  كان في قمة السعادة هو وأسرته ومحبيه،  وكان قبلها نشر فيديو يتلو فيه آيات القرآن الكريم، :» وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ»، في مقطع صغير نال استحسان الجميع.

ومع حديث الأهل والمقيمين على مسابقة القرآن الكريم،  وتكريم المتفوقين من بينهم الحافظ الصغير،  خرج برفقة أصدقائه وأقاربه،  للترعة هربا من حرارة الجو ، وبدأ يعوم ولكن القدر وقتها لم يمهله أن يعيش لساعات لتحقيق حلمه في التكريم.

غرق الحافظ الصغير في الترعة، وسط بكاء وصراخ وولولة من الجميع،  هرولوا في البداية لإنقاذه من الموت، ولكن قضاء الله نفذ ، واستخرجوا جثمانه في مشاهد من الحزن اقشعرت لها الأبدان.

لم يصدق أحد ما حدث،  فالفاجعة كانت كبيرة، فلم يكمل الحافظ الصغير فرحته في التكريم أو فرحته بحضور عيد الفطر كعادته كل عام.

الفرحة سرعان ما تبدلت لحزن وحسرة شديدة على الفراق، وتحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،  إلى حزن خيم على الجميع،  حزنًا على وفاته، خاصة أن المتوفي كان مواظبًا على  حفظ القرآن الكريم، وكان من ضمن المتفوقين علميًا ودينيا.

وشيع المئات من أهالي فرشوط،  جثمان الطالب المتوفي،  وسط دعوات بأن يغفر الله له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وأوضح أحمد عبدالستار عيد، القائم على مسابقة القرآن الكريم بمركز فرشوط ، أن الفقيد شارك في مسابقة لحفظ القرآن الكريم وكان من ضمن العشرة المتفوقين الذين كان سيجري تكريمهم بمسجد الفرقان بمركز فرشوط.

وأشار إلى أن ما كان يميز الفقيد، ليس فقط مواظبته على حفظ القرآن الكريم،  إلا أنه كان يمتلك صوتا عذبا في قراءة القرآن الكريم، وكان يتمتع بحسن الخلق والسيرة الطيبة.

اقرأ  أيضا : إهمال و استهتار.. غرق طالب في حمام السباحة بإحدى الأندية الرياضية بأكتوبر

;