هل هجمات إيران ضد إسرائيل تقع ضمن إطار القانون الدولي؟.. خبير يوضح| خاص

 الهجوم الإيراني على اسرائيل
الهجوم الإيراني على اسرائيل

 أكد الدكتور محمد محمود مهران، الخبير في القانون الدولي، أن الهجوم الإيراني الأخير ضد أهداف إسرائيلية، والذي جاء ردًا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قنصلية طهران في دمشق، يأتي وفق إطار القانون الدولي، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى ضرورة ألا يتجاوز حجم الاعتداء الأصلي في ظل هذه الأعمال العدائية المتبادلة من منظور القانون الدولي.

اقرأ أيضا: سماع دوي انفجارات في أجواء القدس

وقال مهران في تصريحات خاصة لـ "بوابة أخبار اليوم": "إن القانون الدولي المعاصر يحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية كمبدأ عام، وفقاً للمادة 2/4 من ميثاق الأمم المتحدة، إلا في حالات محددة كالدفاع عن النفس في مواجهة هجوم مسلح أو بتفويض من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لحفظ السلم والأمن الدوليين".

وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق يشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي، ولاسيما اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963 التي تكفل حرمة المقار الدبلوماسية والقنصلية وتحظر المساس بها، معتبرًا أن ذلك يرقى لجريمة عدوان وفقًا لقرار الجمعية العامة رقم 3314 لسنة 1974 الذي يعرف العدوان بأنه "استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي".

وحول مدى مشروعية الرد الإيراني، أكد مهران أن إيران تستند في عملياتها العسكرية إلى حق الدفاع عن النفس الذي تكفله المادة 51 من الميثاق، والتي تجيز للدولة استخدام القوة صدًا لعدوان مسلح، لكنه لفت إلى ضرورة أن يكون هذا الرد متناسبًا مع حجم الاعتداء الأصلي ولا يتجاوزه، وأن يتوقف بمجرد تدخل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن.

وأشار الخبير الدولي إلى أن استمرار المواجهة بهذا الشكل لا يخدم مصالح أي طرف ويزيد من مخاطر تصاعد التوتر في المنطقة، مؤكدًا ضرورة ضبط النفس والعودة إلى لغة الحوار والدبلوماسية وتسوية الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لمبادئ القانون الدولي، بدلاً من اللجوء إلى القوة المسلحة بما يخالف مقاصد الأمم المتحدة.

وتحدث مهران عن أهمية دور مجلس الأمن الدولي في التحرك الفوري والجاد لاحتواء التصعيد الراهن، مشيرًا إلى أنه يتحمل المسؤولية الرئيسية في حفظ السلم والأمن الدوليين بموجب الفصل السابع من الميثاق، والذي يخوله اتخاذ إجراءات ملزمة كفرض وقف لإطلاق النار أو نشر قوات حفظ سلام دولية أو فرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل جهود التهدئة.

وبدأت إيران، مساء يوم السبت 13 أبريل، في شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، قال الحرس الثوري الإيراني عنه أنه سيكون "هجومًا مركبًا".

يأتي ذلك ردًا من طهران على استهداف إسرائيل لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث قصفت طائرات حربية إسرائيلية مطلع أبريل الجاري مقر القنصلية، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل.

وأكد التلفزيون الإيراني، يوم السبت 13 أبريل، بدء هجوم واسع بالمسيرات على إسرائيل يشنه الحرس الثوري على أهداف إسرائيلية في أرض فلسطين المحتلة.

ونقل الإعلام الإيراني الرسمي عن الحرس الثوري الإيراني قوله في بيان إنه استهدف أماكن محددة في إسرائيل بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ.

ومن جانبه، تحدث دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن الاستعداد الكامل للجيش الإسرائيلي للرد على الهجوم الإيراني.  

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي، "سنعمل على منع أي مسيرات إيرانية من بلوغ إسرائيل"، مضيفًا أن "هناك استعدادًا من سلاح الجو لمواجهة أي تهديد إيراني".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية قولها إن الهجوم الإيراني يشمل صواريخ "كروز" وليس فقط طائرات مسيّرة.