باختصار

مئوية الإسماعيلى

عثمان سالم
عثمان سالم

مرت أمس الذكرى المئوية لإنشاء الإسماعيلى أحد أعرق الأندية المصرية وأشهرها فى عالم كرة القدم ويكفيه فخرًا أنه أول من حقق بطولة افريقيا بنظامها القديم عام 1969 رغم هزيمة يونيو 67 وتداعياتها على منطقة القناة بأكملها وتهجير أهلها إلى المدن المصرية وكان الإسماعيلى يتدرب فى مركز شباب الجزيرة والزمالك وفق ما تسمح به ظروف الناديين ومن المؤسف أن تأتى هذه المناسبة التاريخية فى ظروف يتعثر فيها النادى منذ ثلاثة مواسم «تقريبًا» يصارع فيها الهبوط..

ولولا عودة الأمور لنصابها الصحيح بتولى أبناء النادى المسئولية خاصة فيما يتعلق بالإشراف على الكرة التى تمثل واجهة الإسماعيلية بالكامل لكان الوضع أكثر سوءا، الأزمة فى جانب كبير منها تتمثل  فى الأمور المادية التى أصبحت عصب الحياة فى كل شىء..

وإلا كيف تفسر لجوء الإدارة لبيع بعض اللاعبين المتميزين إلى أهل القمة خاصة الأهلى الذى استعان بكوكبة من نجوم الدراويش على مدار السنوات العشر الأخيرة حقق خلالها وبهم العديد من البطولات المحلية والقارية كل قرارات مجلس المهندس نصر أبو الحسن هو تسيير الأمور فى الحد الأدنى للصرف على الفريق ومحاولات على استحياء لدعم الصفوف بمجموعة من ناشئى النادى الذين يدفع بهم الجهاز الفنى على فترات للاستفادة من مجاورة اللاعبين الكبار أصحاب الخبرة لكن يظل فى حاجة ماسة لوجوه مميزة تستطيع إبقاءه على قيد الحياة فى البطولات المحلية لأن المنافسة على الدرع والكأس من الأحلام غير المشروعة فى هذا التوقيت وفى ظل هذه الظروف التى طغت فيها الماديات لتخلق عالمًا جديدًا من الفرق الاستثمارية التى طفت على السطح وإن لم يتمكن أى منها وخاصة بيراميدز من تحقيق بطولة محلية أو قارية ودانت السيطرة للقوى العظمى خاصة الأهلى المتوج الدائم على عرش اللعبة..

ما يحتاجه الإسماعيلى وبقوة أفكار خارج الصندوق بوجود مشروع استثمارى كبير يدر دخلاً على النادى ولعبته الشعبية الأولى دون الحاجة للاعتماد الدائم على رجال الأعمال من أبناء المحافظة أو المنتمين إليها من الخارج..

ورغم أن الإسماعيلية مدينة صغيرة ومحدودة الإمكانيات إلا أنها لن تعدم وجود عقول ابتكارية قادرة على الخروج من هذا النفق الضيق الذى تتنفس من خلاله بصعوبة بالغة.. وفى زمن الهواية حقق الدراويش بطولة الدورى ثلاث مرات ومرتين لكأس مصر..

وتناوب على رئاسته مجموعة من أبناء المحافظة المخلصين على رأسهم المهندس عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب التى كانت عنواناً للمدينة فى عصرها الذهبى قبل ثورة يوليو ثم قلعة عمرانية كبيرة لمصر بعد التأميم ورغم تولى المهندس إبراهيم إدارة النادى فى فترة من الفترات إلا أنه لم يكن فى حجم طموحات والده المعلم رحمه الله. تأسس الإسماعيلى باسم النهضة عام 1921 بشكل بدائى للغاية ومع الأيام بدأت عملية الاحلال والتجديد خصوصاً بعد أن حصل على قطعة أرض مساحتها 15 ألف متر ليبدأ البناء وإن كان فى حدود الإمكانيات المتاحة فى ذلك الوقت..

كل التهنئة للإسماعيلاوية بالعيد المئوى لناديهم العريق الذى يتوافق هذا العام مع عيد الفطر المبارك.