المحصول يكفى احتياجات الصناعات النسيجية.. والزيوت والأعلاف مزايا إضافية

منور فى الغيطان| المحافظات تبدأ زراعة القطن.. والمستهدف الوصول إلى 350 ألف فدان

القطن المصرى صاحب تاريخ طويل
القطن المصرى صاحب تاريخ طويل

437 % زيادة متوقعة فى الغزول.. وتوقعات بإنتاج 50 مليون قطعة ملابس
تدشين علامة «محلة» للمنتجات.. وفتح أسواق جديدة وزيادة الصادرات

القطن المصرى صاحب تاريخ طويل وسمعة يعرفها القاصى والدانى، فصناعة الغزل والنسيج فى كثير من الدول لا تزال تعتمد عليه اعتمادًا كليًا، ورغم ما مرّ به من تعثر ومشاكل، فإن الدولة تبنت خلال السنوات الماضية مشروعًا متكاملاً لإعادته إلى سابق عهده..

أكد د.مصطفى عمارة رئيس بحوث المعاملات الزراعية والمتحدث الإعلامى لمعهد القطن، أن القطن المصرى يتمتع بجودة عالمية ويحتاج إلى تضافر جهود جميع قطاعات الدولة حتى يستعيد مكانته بالأسواق العالمية، وأشار إلى أن منظومة القطن الجديدة تهدف إلى مواجهة السلبيات، إذ تم وضع العديد من الضوابط الفنية والإدارية التى من شأنها رفع جودة القطن المنتج وإعادته إلى سمعته ومكانته العالمية المتميزة.

وأضاف أن ملف القطن شهد تطورًا بدءًا من زراعة القطن ثم تجارة الأقطان حتى صناعة الغزل والنسيج والمنتجات النهائية، إذ اكتسب القطن أولوية مطلقة فى السياسات الاقتصادية المصرية الأمر الذى كان سببًا رئيسيًا فى تطوير البنية الأساسية للزراعة، وقامت عليه العديد من الصناعات وعلى رأسها صناعة حلج القطن وإنتاج الزيوت وعلف الحيوان والغزل والنسيج، ويُعتبر محصول القطن من المحاصيل التى تقوم عليه الكثير من الصناعات التكاملية وعليه فإن التوسع فى زراعة القطن يعتبر أحد الأهداف الرئيسية لزيادة الدخل القومى من القطاعين الزراعى والصناعى.

وأشار إلى أنه بالنسبة لتطوير القطن فى قطاع الزراعة فقد تم زراعة القطن فى أراض جديدة فى كل من سيناء، بورسعيد، توشكى، شرق العوينات والوادى الجديد، كما تم استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية فى الكم والجودة وتتميز بصفات الجودة الممتازة العالية، تُستعمل للأغراض الخاصة عالية المتانة وفائقة النعومة، مبكرة النضج، الإنتاجية المرتفعة، موفرة لمياه الرى، تحمل التغيرات المناخية، ملائمة للجنى الآلى وتناسب التصنيع المحلى والتصدير.

وأوضح أن موسم زراعة القطن يبدأ من منتصف مارس فى الوجه القبلى ومنتصف أبريل فى الوجه البحرى، وهناك العديد من الأصناف التى سوف يتم زراعتها هذا الموسم فى مساحة من المتوقع أن تصل إلى 350 ألف فدان، حيث تم إصدار قرار بشأن تحديد مناطق زراعة وأصناف القطن لموسم 2024، منها سوبر جيزة 86 و94 و97 من طبقة الأقطان الطويلة للوجه البحرى، سيتم التوسع فيه بمحافظات الشرقية، المنوفية، القليوبية، الغربية عدا مركز المحلة، والبحيرة مركزى شبراخيت والرحمانية، والأصناف إكسترا جيزة 92 و96 و93 و45 من طبقة الأقطان فائقة الطول، وفى الموسم الجارى سيتم التوسع فى صنف جيزة 98 من طبقة الأقطان الطويلة للوجه القبلى بشكل تجارى على نطاق أكبر فى محافظات سوهاج والوادى الجديد وقنا والأقصر، بالإضافة للصنف جيزة 95 بباقى محافظات الوجه القبلى.

وسوف تتم المتابعة الدورية خلال الموسم بدءًا من تجهيز الأرض للزراعة حتى الجنى من خلال قيام القوافل والبرامج الإرشادية وتنفيذ الحقول الإرشادية والمدارس الحقلية لتطبيق كل التوصيات الفنية الزراعية الحديثة، وتعريف المزارعين بالأصناف الجديدة وتوصياتها الفنية وذلك عن طريق تنفيذ الحقول الإرشادية والندوات الحقلية، حيث تم عمل ندوات إرشادية بدءًا من شهر فبراير فى محافظات الوجه القبلى وتحديدا فى محافظة الفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج، وفى شهر مارس فى محافظات وجه بحرى بأكملها.

تنمية مستدامة

وأضاف أنه طبقًا لأهداف المنظمات الأممية للتنمية المستدامة لتطبيق وتنفيذ جميع مبادئ العمل اللائق فى إطار المعايير والاتفاقيات الدولية تم تطبيق معايير مبادرة «قطن أفضل» من خلال التعاون كشريك استراتيجى مع منظمة اليونيدو منذ عام 2019 التى تهتم بزيادة محصول وجودة القطن عن طريق تطبيق معايير إنتاج قطن خال من الشوائب والملوثات وترشيد استهلاك المياه والمحافظة عليها وتقليل استخدام الكيماويات فى صورة أسمدة أو مبيدات.

كما تم تنفيذ مبادرة «ريل كوتن» بداية من موسم 2022 وهى مبادرة تحافظ على البيئة وصحة الإنسان وتهتم باستدامة زراعة القطن، وتفعيل المسئولية الاجتماعية من خلال تدريب المزارعين وتشجيعهم على تبنى الممارسات الزراعية المستدامة التى تعمل على احترام مبادئ حقوق الإنسان فى ظروف عمل لائقة وتطبيق مبادئ الصحة والسلامة، مع عمل التتبع لمراحل إنتاج القطن من الزراعة حتى إنتاج الملابس لتطبيق مبادئ ومعايير استدامة القطن والقضاء على الفقر وفتح أسواق جديدة للقطن المصرى فى الاتحاد الأوروبى والسوق الآسيوى.

وأشار إلى أن القطن المصرى يُعد من أجود الأنواع فى العالم لتفوقه على الأقطان العالمية فى الجودة وصفات الغزل وطول التيلة والنعومة، وبناء على هذه الأهمية البالغة لمحصول القطن على الصعيدين المحلى والعالمى، فقد وجهت الدولة اهتمامها بمحصول القطن وتحسين جودته بما يضمن تحقيق القدرة التنافسية للأقطان المصرية واستعادة مكانتها فى الأسواق العالمية، وذلك من خلال تحديد سعر ضمان حقيقى قبل بداية الموسم، وكان هذا العام 2024 هو 10 آلاف جنيه للوجه القبلى، و12 ألف جنيه للوجه البحرى، كما تم تطوير منظومة تجارة وتداول القطن فى إطار تشجيع المزارعين على زيادة المساحات المزروعة، تأسيس شركة عالمية لتسويق منتجات الغزل والنسيج محليًا ودوليًا، وتم تدشين العلامة التجارية «محلة» التى يتم استخدامها للمنتجات الجديدة بجانب العلامة التجارية «نيت»، وأكد أنه تم فتح أسواق جديدة وزيادة الصادرات بالرغم من التداعيات الاقتصادية العالمية والإقليمية السلبية.

وبالنسبة لتطوير القطن فى قطاع الغزل والنسيج فتم دمج وتطوير 24 محلجًا إلى 7 محالج لإنتاج مستهدف 4.4 مليون قنطار بالمقارنة بـ 1.5 مليون قنطار قبل التطوير بزيادة مقدارها 193%، بإدخال تكنولوجيا حديثة لتتم عملية الحلج آليًا مع مضاعفة الطاقة الإنتاجية وتحسين طريقة التعبئة والتغليف.. كما تم تأسيس شركة بالتعاون مع القطاع الخاص لإنتاج زيت بذرة القطن من خلال إنشاء معاصر فى المحالج الجديدة، ومن المستهدف إنتاج 188 ألف طن/العام غزول بالمقارنة بـ 35 ألف طن قبل التطوير بزيادة مقدارها 437%، كما أنه من المستهدف إنتاج 198 مليون متر نسيج/العام بالمقارنة بـ 50 مليون متر بزيادة مقدارها 296%، ومستهدف أيضًا إنتاج 50 مليون قطعة ملابس/ العام بالمقارنة بـ 8 ملايين قطعة بزيادة مقدارها 525%.

بينما أوضح حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين، أن محصول القطن يشهد عودة إلى ما كان عليه فى السابق، إذ إن الدولة أكدت ضرورة عودة القطن لمكانته الطبيعية بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بزراعة وتجارة وصناعة القطن، حيث بدأت عملية تطوير شامل لمصانع الغزل والنسيج، وتم إقامة أكبر مصنع للغزل والنسيج فى الشرق الأوسط على مساحة 62.5 ألف متر بمدينة المحلة الكبرى، بالإضافة إلى تعميم منظومة المزايدة على كل محافظات الجمهورية التى تزرع القطن لتحسين جودته والحفاظ على سمعته وتحقيق أكبر عائد اقتصادى ممكن للمزارعين.

وأضاف أن شجيرة القطن لها مزايا متعددة وفوائد كثيرة، فهذه الشجيرة مفيدة للتربة، لأنه محصول استصلاحى بجذوره الوتدية التى تهوى التربة وتساهم فى إصلاح الأراضى التى ترتفع فيها المياه الجوفية وتزيد فيها نسبة الملوحة، كما يعد القطن من المحاصيل الصيفية المهمة التى لا تستهلك المياه بكميات كبيرة، كما أن محصول القطن يوفر فرص عمل كثيرة، ففدان القطن الواحد يحتاج لنحو 50 عاملًا لعملية الجنى ويحتاج لنحو 30 عاملًا للرى و«العزيق» طوال مدة زراعته، بالإضافة إلى من يعملون فى تجارته وحلجه وغزله وعصر بذوره وتصنيع العلف من الكسبة.

مزايا عديدة

وقال: ينتج القطن الألياف التى تُستخدم فى صناعة أفخر الثياب والأقمشة، وينتج أيضًا زيت القطن بعد عصر البذور ذات القيمة الغذائية الكبيرة التى تدخل فى الكثير من أنواع الأطعمة، وبالتالى يساعد فى تقليل فاتورة استيراد الزيوت، حيث تستورد مصر من الزيوت نحو 98% من كمية ما تستهلكه وتستخدم متبقيات العصر فى صناعة أعلاف حيوانية، كما تُستخدم أوراق القطن الخضراء كعلف طازج للماشية والماعز والأغنام، ما يساهم فى تنمية الثروة الحيوانية، ويساعد فى القضاء على أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف..

وأضاف عبدالرحمن أن الموسم السابق كان «أسعد موسم» على الإطلاق لمزارعى القطن فى مصر، ويمكن القول إنه بداية قوية لعودة محصول القطن لصدارة المحاصيل الصيفية.

إذ قفزت أسعار القطن فى مصر لأعلى مستوى لها وسجل قنطار جيزة 94 سعر 5260 ليكون أعلى سعر يُباع به القنطار، كما نجحت زراعة القطن الملون فى مصر لأول مرة ما يضيف ميزة جديدة للأقطان المصرية ويفتح أسواقًا جديدة بما ينعش زراعة وتجارة وصناعة الأقطان فى مصر، بالإضافة إلى نجاح تجربة زراعة «الابلاند» وهو أحد أنواع القطن قصير التيلة بإنتاجية وصلت إلى 15 قنطارًا للفدان.

المساحة المستهدفة: 350 ألف فدان

ألف فدان: 100 ألف فدان

الإنتاج المتوقع: 4.4 مليون قنطار
سعر ضمان وجه بحرى:  12 ألف جنيه

قيمة التصدير: 211.8 مليون دولار
 واردات القطن:  293.3 مليون دولار

%73  زيادة فى صادرات القطن الخام
2.3 مليار دولار صادرات الملابس الجاهزة

سعر ضمان وجه قبلى: 10 آلاف جنيه

استنباط 5 أصناف جديدة