بأمر المحكمة .. نهاية سفاح الدقهلية الإعدام شنقًا

القاتل وطفلته الضحية
القاتل وطفلته الضحية

حبيبة‭ ‬جمال

خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت دائما.. لكن القتل جريمة يعاقب عليها مرتكبها.. فمنذ ساعات قليلة كانت هذه الأسرة الصغيرة تعيش فى بيت مفعم بالحيوية والسعادة ولكن في لحظات تحول البيت الى اشبه بأنقاض وتلك الأسرة إلى مجرد ذكرى وقضية تحمل رقم ومجموعة أوراق تحمل اعترافات المتهم؛ الذي أنهى حياة الأم وطفليها ولم يبقى في النهاية سوى الزوج مرتكب هذه المذبحة، قاتل زوجته وطفليه في لحظة جنون وتهور لسبب اثار الكثير من التساؤلات ولا يمكن أن يؤدي هذا إلى ارتكاب هذه الجريمة، مما يفتح باب التساؤل حول وجود دوافع أخرى خفية وراء ارتكاب الجريمة يتكتم عليها المتهم الذي في النهاية استحق الجزاء المناسب لجريمته النكراء.. في السطور التالية نسرد تفاصيل تلك القصة المأساوية، ولماذا أنهى نجار السنبلاوين حياة زوجته وطفله؟!

القصة بدأت قبل أكثر من ١١ سنة، في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وتحديدا داخل بيت بسيط، تملؤه الطيبة والسماحة، بعزبة السرسي، حيث نشأت سارة بطلة قصتنا، هي الابنة الوحيدة لأسرتها وكل ما تملك، كبرت سارة أمام عين والدتها وهي تتمنى أن تراها عروسة ترتدي الفستان الأبيض وتزف لعريسها، وها قد كبرت الطفلة الهادئة وتقدم لها نجل عمها الذي يدعى بهاء، ويعمل نجارا، فمنذ أن فتحت عينها على الدنيا وهي لم تجد سواه أمامها، هو أكبر منها بعشر سنوات، تعلق قلبها بها وأحبته، أحست بأنه سيكون سندا لها وزوجا صالحا، تعيش معه في سعادة وحب، تزوجت سارة وانتقلت مع بهاء الى عش الزوجية بنفس قريتهما، أيام من السعادة عاشها الزوجان، وسرعان ما رزقهما الله بطفلة أطلقوا عليها اسم منى، وبعدها بعامين رزقهما الله بإسلام.

حياة هادئة طبيعية مرت على تلك الأسرة مثل أي أسرة أخرى، الزوج يخرج للعمل كل يوم في الصباح ويعود في المساء، والزوجة تقوم بواجبات البيت، والأطفال يذهبون لدراستهم، لكن فجأة تغير كل شيء انقلبت حياة الأسرة الصغيرة من الهدوء للصخب، ومن الحب للكره، ومن العاطفة للقسوة، دبت المشاكل والخلافات بين الزوجين، وكل فترة تترك سارة البيت وتذهب لمنزل أسرتها، وفي كل مرة كان يعيدها والدها لزوجها حتى لا يحدث انفصالا ويعيش الطفلان بين أب وأم منفصلين، لم يكن ذلك الأب المسكين يدري أنه يسلم ابنته لمجنون يقتل لسبب أغرب من الخيال، فمنذ أن عادت سارة لعش الزوجية والمشاكل لا تهدأ، حتى حدثت الكارثة وتهور بهاء وسلم أذنيه لشيطانه وارتكب جريمة قتل بشعة.. فماذا حدث؟! 

يوم الواقعة

استيقظ بهاء مبكرا كعادته كل يوم، تناول وجبة الإفطار مع أسرته، ثم ذهب لعمله، سيناريو اعتادت عليه الأسرة يوميا، لكن في هذا اليوم تغير السيناريو ونزلت كلمة النهاية على قصة تلك الأسرة.. فبعد يوم عمل شاق عاد بهاء من عمله وطلب من سارة إعطائه حقوقه الشرعية، لكنها رفضت فمثلما هو متعب في عمله هي الأخرى متعبة في اعمال البيت ومراعاة أولادها.

جلس بهاء في صالة الشقة، بعد مشادة كلامية مع سارة، تتقاذف في رأسه أفكار سوداء كسواد الليل، وبداخله ثورة من الغضب بلا مبرر، وحالة من اليأس، فجأة انتفض من فوق مقعده، توجه لغرفة نومها بسرعة البرق، ودون أية مقدمات انقض عليها وشل حركتها وأقبض بيديه حول عنقها ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة، في تلك اللحظة شاهدته ابنته منى، فلم يفكر طويلا وخنقها هي الأخرى لتلقى نفس مصير الأم المسكينة التي ماتت دون أي ذنب، وها هو الطفل إسلام استيقظ من نومه وشاهد والدته وشقيقته جثتين أمام عينيه، فخنقه بهاء هو الآخر، وترك الثلاثة جثثا هامدة في غرفة النوم بجوار بعضهم فوق السرير، وأغلق عليهم باب الشقة، وذهب بكل جحود وقسوة يسأل أسرتها عليها، بأنها تركت البيت ولا ترد على هاتفه ولا يعرف أين هي بعدما رحلت هي وأولادها، فذهب والدها معه للشقة، وما أن فتح باب الشقة وجد ابنته وطفليه جثثا هامدة لا تتحرك، نقلوهم سريعا للمستشفى، هنا خاف بهاء من اكتشاف أمره، فهرب وذهب لعمه، وأخبره بتفاصيل جريمته، فنصحه أن يسلم نفسه، وبالفعل سلم بهاء نفسه لمركز الشرطة، وهناك أمام النيابة اعترف بتفاصيل جريمته وقال: «دايما كانت بينا خلافات كثيرة وكنت اشتكي لأهلها مرارا لكن ظلت مصممة على عنادها أمامي وتمنعني من الحصول على حقي الشرعي أكثر من مرة وفاض بي منها فقررت الانتقام منها حتي استطيع الزواج من أخرى، وأثناء ارتكاب الواقعة شاهدتني بنتي منى، فخنقتها وأيضا تخلصت من ابني إسلام الذي شعر بما يحدث لأمه وأخته فقمت بخنقه هو الآخر وبعدها ذهبت لمنزل أسرة المجني عليها أخبرهم بأن زوجتي ونجليها لم يردوا علي وذهب معي والد زوجتي وحملهم للمستشفى للكشف عليهم وهربت من أمام المستشفى وذهبت لعمي وأبلغته بما حدث وأمرني بتسليم نفسي». 

فأمرت النيابة بحبس المتهم بعدما مثل جريمته وسط حراسة أمنية مشددة، وصرحت بدفن الجثامين الثلاثة، مشهد جنائزي مهيب، وحالة من الحزن والصدمة سيطرت على الجميع، لا أحد يصدق أن هذا الزوج قتل زوجته وطفليه دون سبب يذكر، وأصبحوا يطالبون بالقصاص العادل. 

العقاب

وبعد ثلاثة شهور من تداول القضية داخل ساحة المحكمة، أسدلت محكمة جنايات المنصورة الستار عنها، فقضت الدائرة الثامنة برئاسة المستشار ياسر بدوي سنجاب، وعضوية المستشارين محمد حسن السيد عاشور، ومحمد صلاح محمد البرعي، ومصطفى محمود محمد، بإحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه. 

وما أن سمعت أسرتها الحكم، انهار الأب والأم وظلو الاثنان يبكيان، فمشاعر مختلطة انتابت أسرة تلك الزوجة الضحية، فرحة بإعدام المتهم وعودة حق ابنتهم وولديها، وحزن لأنها لم تعد بينهم، هكذا كانت هي تفاصيل تلك القصة الحزينة التي بدأت بحب وانتهت بجريمة قتل بلا ذنب، فالمتهم سلك طريقه بنفسه اختار نهايته بيده، كان من الممكن أن ينفصل عنها بكل هدوء، لكن اختار أن يكون مجرمًا ويقتلها لمجرد أنها رفضت إعطائه حقه الشرعي، سيظل يحلم بكوابيس تنغص عليه حياته حتى يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه.

اقرأ  أيضا : تخلص من زوجته وطفلها وأخفى جريمته لمدة عام بالإسماعيلية | فيديو


 

;