فى دراسة مهمة عن السوشيال ميديا لـ «البحوث الاجتماعية والجنائية»:البيوت المصرية فقدت أسرارها

السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

نهي رجب

  تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مسيخ دجال بعين واحدة؛ وهى الكاميرا التى تنظر إلى كل من هو متصل بالشبكة العنكبوتية دون أن تفرق بين طفل وشاب وفتاة مراهقة وسيدة عجوز؛ حيث طال خطر هذا المسيخ الإلكتروني الجميع بعد أن نشر سمومه عن طريق نوافذ جذابة تحمل عنوان مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت من موقع للتعارف أو التواصل إلى منصات لنشر الكراهية والافكار المتطرفة؛ وهذا ما دفع الدكتورة سميحة نصر أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لعمل دراسة بعنوان “جرائم الكمبيوتر والانترنت فى المجتمع المصري” تحمل فى طياتها أرقامًا مرعبة وتفاصيل خطيرة نعرضها فى سطور هذا التحقيق.

الدراسة بدأت بمقدمة حيوية تقول فيها الدكتورة سميحة نصر: “يلعب الشباب دورًا هامًا فى عملية التنمية التي تمر بها البلاد وتنقلها من مرحلة الى مرحلة أخرى، فبسواعدهم تبني المجتمعات وتتحول من وضعية الى أخرى، فتنهار ثقافات بالية لتحل محلها ثقافات أخرى إيجابية كما يمكن القول أن للشباب الثقافة الخاصة بهم والتي تميزهم، هذه الثقافة تمنحهم السمات التي يستطيعون بها إحداث تغير كما حدث فى الآونة الاخيرة التي انفتح فيها العالم على بعضه من خلال وسائل التواصل الحديثة والتي لم تجعل شيئًا بعيدًا أو محالا”. 

وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن نصف العينة يعتقدون أن وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تشجع على العنف فى المجتمع بنسبة بلغت 50% فى مقابل 28% من أفراد العينة؛ ومن هنا اكدت النتائج أن أكثر من ثلثي العينة أجابوا على أنها تشجع على العنف بشكل عام مما يدل على تأثيرها الواضح على الجمهور واعتقادهم بقوتها واستشعارهم للدور الذى تقوم به.

حصلت عدد ساعات الوقت المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي كما أشارت الدراسة من 6 الى 10 ساعات يوميا على أعلى النسب سواء على مستوى المستخدمين فى الريف أو الحضر بإجمالي 40%من أفراد عينة البحث وهذا الوقت ليس بقليل على مستوى الاستخدام اليومي سواء للشباب أو للاعمار الأخرى، تلا ذلك أن هناك فئة نسبة كبيرة أيضا تساوت على مستوى الريف والحضر بإجمالي 30%يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.

داخل المنازل

وفسرت الدراسة أن هذا الوقت المستخدم بعدد الساعات الطويلة يوميا يرجع إلى الاستخدامات المتكررة للعمل أو البحث والحصول على معلومات معينة أو طبيعة بعض الاعمال التي تستدعي هذا الوقت، مما يدلل ذلك على أن هناك نسبًا ليست بالقليلة تستخدم هذه المواقع بعدد ساعات أقل؛ فهناك 7,2% لا يستخدمون ساعة واحدة فى اليوم وهناك 18,6% يستخدمون المواقع أقل من 3 ساعات فى اليوم.

احتل المنزل الصدارة فى الاماكن التي يتم الدخول فيها على مواقع التواصل الاجتماعي وحصل على أعلى نسبة وصلت الى 55,9% وتنوعت الاماكن التي يتم من خلالها الدخول ما بين مكان العمل أو الدراسة أو “المقاهي” أما النوادي ومراكز الشباب البسيطة فحصلت على نسب بسيطة إلا أن الدخول على هذه المواقع أحيانا لايتحدد بمكان فيمكن الدخول فى أي مكان غير محدد وحصل على نسب عالية وصلت الى 39%.

واتفقت هذه الدراسة فيما رصدته تقارير مجلس الوزراء من حقائق مهمة أشارت فيها الى أن المنزل يعد من الاماكن التي يستخدمها الشباب للدخول على الإنترنت.

هناك أشكال متعددة يتعامل بها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع الآخرين وتنوعت ما بين محادثات صوتية ومناقشات جماعية وايميلات وشات – الفيديوهات – ارسال ومشاهدة، وجاءت المحادثات والدردشات على رأس هذه الاشكال وحصلت على أعلى نسبة بإجمالي 84%وتقترب النسب فيما بينها بين كل من الحضر 86% والريف 82% تليها استخدام الرسائل البريدية وذلك بنسبة 40% وحصلت المناقشات الجماعية على 31% فى حين استعمال المحادثات الصوتية بنسبة 25% وكذلك أستعمال الفيديوهات بنسبة 22%، وتوضح النسب أن جميع أشكال التفاعل يستخدم بصورة كبيرة وتحصل على نسب عالية ويدل ذلك على أهمية وسائل التفاعل هذه على حياة المستخدمين لها وتأثرهم الشديد بها وتفاعلهم معها والذي ينتج عنه تفاعل مستمر مع الآخرين.

شكل التواصل مع الاصدقاء أهم المميزات التي يحققها الشباب فى استخداماته لمواقع التواصل الاجتماعي وحصلت على أعلى النسب فى الحضر 88% وفى الريف 80% بإجمالي 84,3% وتتفق هذه النتيجة مع بحث عن دور مواقع التواصل الاجتماعي فى تحفيز المواطنين على المشاركة فى الحراك الاجتماعي والذي أشار أن من أهم دوافع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هو السماح بالتواصل مع الاصدقاء وحصلت على أعلى نسبة فى البحث.

جاءت متابعة الاخبار العالمية والمحلية من أهم المزايا نظرًا لما يتيحه الموقع من سرعة المتابعة للأخبار كافة على مستوى العالم فى وقت واحد ومكان واحد وحصلت على إجمالي 41% ومن المزايا التي حصلت على نسب مرتفعة أيضا 27%  فى الحضر و35% فى الريف بأجمالي 13,5% هى أتاحة الفرصة لتكوين صداقات واكتساب ثقافات ومعارف جديدة ومن أسباب استخدام هذه المواقع تفريغ التوترات والتخلص من صور الإحباط بنسبة 25%كما تساعد على تنمية المهارات الشخصية والحياتية بإجمالي 33%.

قالت الدراسة أيضا إن مواقع التواصل الاجتماعي تنطوي على مميزات عديدة بالنسبة لفئة الشباب، من أهم هذه المميزات انها تقدم معلومات خفيفة تثير اهتمامات الشباب وتخاطبه باللغة التي يفهمها فيتفاعل معها ويستخدمها بسهولة ويسر، كما يرى بعض الشباب أن مواقع التواصل الاجتماعي تقدم حلولا عديدة لكثير من المشكلات المعيشية التي تواجه الشباب فى حياتهم بالإضافة إلى ذلك فكل شاب يستطيع أن يشكل العالم الخاص به من خلال مشاركته وتفاعله فى هذه المواقع كما تهيئ المواقع الإلكترونية للشباب الانفتاح على العالم والاحتكاك بثقافات جديدة واكتساب قيم ومعايير أخلاقية جديدة وأن يطرح آراءه ويناقشها بحرية كبيرة من خلال التفاعل الإلكتروني مع الجماعات الشبابية فى أماكن ومجتمعات مختلفة، لكن ذلك لم يمنع من وجود بعض المشكلات المحيطة بالمواقع مثل كونها تروج أحيانا للشائعات المغرضة فتشوه سمعة بعض الافراد وتستغلهم، هذا بالإضافة إلى أنها عرضة للاختراق وإفشاء الاسرار والخصوصيات من قبل البعض وبالتالي تكون الافكار والطروحات التي يقدمها الشباب عرضة لكشفها وفضحها.

بالنسبة للنوع تباينت نسبة الاناث والذكور تباينًا واضحًا؛ حيث زادت نسبة الذكور بمعدل كبير عن الإناث حيث بلغت نسبة الذكور 80,6% بينما بلغت نسبة الإناث 75% أما المحافظات فقد أشارت الدراسة إلى أن المحافظات ذات الطابع الحضري أكثر من غيرها من المحافظات؛ حيث احتلت محافظة القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية على التوالي أعلى النسب فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتقل النسبة الى أدنى مستويات الاستخدام من المنزل بمحافظات الوجه القبلي بالمنيا الى 62% وتشير أرقام الدراسة أيضا؛ بأن هناك فروقًا دالة بين الريف والحضر فيما يتصل ببنود استخدام الكمبيوتر من المنزل والتي بلغت نسبته 74% واستخدامه من العمل بنسبة 34% ومقاهي الإنترنت بنسبة 30% ويبدو أن الريف أقل استخدامًا للكمبيوتر والإنترنت فيما يتصل باستخدامات المنزل 66%.

استخدام سلبي

كما أشارت الدراسة إلى أن غالبية من يمتلكون حاسبًا شخصيًا تزداد لديهم نسبة الاستخدام السيئ للانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وأن 59% من عينة الدراسة يبحثون عن المقالات الساخرة وأن 66%لا يلقون التوجيه المناسب فى الاستخدام الامثل لهذه المواقع وتحتاج هذة النتيجة إلى وقفة وتأمل؛ حيث أكد حوالي 80% من عينة الدراسة على من يقوم بمثل هذه السلوكيات السلبية مستخدما الإنترنت هم “الشباب” فإن هذا التصور كما أشارت الدراسة له العديد من المدلولات منها:

أنه من المفترض أن يستخدم الشباب هذه التكنولوجيا ايجابيًا وليس سلبيًا أما إذا كان العكس فإن ذلك يمثل ردة مجتمعية تحاول أن ترمي بما قد نجده لدى شبابنا من سلوكيات على “شماعة” التكنولوجيا واستخداماتها السلبية وقد يكون ذلك غير صحيح على الاطلاق، فهل من الطبيعي أن نخاف من التحديث ومستخدميه أم نشجعه ونحثه عليه؟

أما عن انتشار السلوكيات السلبية لاستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد احتل الإتجار بكلمة السر بنسبة 21% يليها السب والقذف بنسبة 20% والسطو على البيانات بنسبة 10% بينما انخفضت النسب لكل من سلوكيات سرقة الاسرار التجارية والتجسس وتوصيل شبكات بدون ترخيص وإعادة بث القنوات.

وتطرقت الدراسة الى التعرف على اهم الدوافع التي تدفع بعض الافراد لارتكاب السلوكيات السلبية؛ حيث يتم تقسيم هذه الدوافع إلى اربع مجموعات: دوافع نفسية تمثلت فى الفضول وحب الاستطلاع والشعور بالذات أو تحقيق الرضا النفسي والرغبة فى الانتقام والهروب من الواقع والشعور بالدونية وغيرها من الدوافع النفسية.

أما الدوافع الاجتماعية فاشتملت على الدافع الى تكوين صداقات والدافع لشغل أوقات الفراغ، وزعزعة القيم الدينية وارتكاب الجريمة، وهناك دوافع ثقافية أيضا مثل الحصول على المعلومات والبحث واختراق المواقع، أما الدوافع الاقتصادية فتمثلت فى تحقيق المكسب المادي السريع وتوفير فرص عمل بسبب قلة الموارد الاقتصادية والبطالة.

أما عن العوامل المؤدية لمثل هذه السلوكيات السلبية وتأثيرها على الشباب والاطفال جاءت على النحو التالي: ضعف الرقابة المنزلية نسبة 80% نقص الوعي بنسبة 60% الخلافات بين الوالدين بنسبة 55% تدني الظروف المعيشية بنسبة 50% وسائل الاعلام والانفتاح بنسبة 45% ارتفاع الظروف المعيشية بنسبة 40% عمل المرأة بنسبة 20% وبالنظر الى هذه العوامل يتضح أمكانية تقسيمها لعوامل شخصية (السمات الشخصية – نقص الوعي) وعوامل خاصة بالأسرة (ضعف الرقابة الوالدية – تدني أو ارتفاع الظروف المعيشية).

وتضيف الدراسة المهمة؛ من ناحية أخرى كشفت نتائج الدراسة أن هناك دورًا كبيرًا للشرطة فى الحد من جرائم الكمبيوتر والإنترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعي. 

رقابة الوالدين

جرائم الكمبيوتر والانترنت وتأثيرها الواضح على فئة الشباب خاصة المراهقين ظاهرة مستجدة نسبيًا، تقرع فى جنباتها أجراس الخطر لتنبه مجتمعات العصر الراهن لحجم المخاطر وهول الخسائر الناجمة عنها وتظهر خطورة هذه الجريمة من كونها تتعرض وتمس الحياة الخاصة للافراد وتؤثر بشكل كبير على أفكارهم واتجاهاتهم التي تميل فى الغالب إلى الجريمة بكافة أشكالها؛ لذلك تزايدت خطط مكافحة هذه الجرائم وانصبت الجهود دراستها دراسة متعمقة وخلق آليات الحماية القانونية من اخطارها لما تدسه من أفكار واتجاهات مدمرة تؤدي إلى ارتفاع نسبة الجريمة فى المجتمع من هذا المنطلق تعرفنا على العديد من الآراء من قبل المختصين المعنيين بهذا الشأن لمعرفة الحلول السليمة والدوافع والاسباب التى تتسبب فى التأثير السلبي على الشباب، وهل وارد أن يتم حظر تطبيق “تيك توك” فى مصر، ودور البرلمان فى الصد لمثل هذة البرامج الكارثية؟!

النائبة مايسة عطوة عضو البرلمان قالت: “مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق “تيك توك” من أخطر الظواهر المجتمعية المدمرة للاخلاقيات والمبادئ والقيم خاصة على الاطفال ومن هم فى سن الشباب”المراهقين” ولانني أدرك جيدا خطورة هذه المواقع وتأثيرها السلبي على المجتمع بشكل عام، طالبت بالفعل بحظر هذا التطبيق، ومازلت أشدد على التوعية الشديدة والرقابة من قبل الوالدين فى المنزل لان فى النهاية الممنوع مرغوب لذلك التوعية أهم من المنع، سمعت بالصدفة الفنانة منى زكي فى لقاء مع الاعلامي عمرو أديب وأعجبت بشدة برأيها وتوجيهها لأبنائها الاطفال وبأنها تسمح لهم بمدة ساعة واحدة فقط فى الاسبوع لمشاهدة هذه البرامج والالعاب وأنها حريصة على متابعتهم وإشغال وقت فراغهم بشتى الطرق لانها تؤمن بخطورة ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك هى فى رأي نموذج يحتذى به بالفعل فى هذه النقطة تحديدا، وارد بالطبع أن يحدث مطالبات بحظر تطبيق تيك توك فى مصر مثل حظره فى امريكا لكني مازلت أشدد على التوعية والرقابة وتطبيق القوانين المعنية للتصدي لهذه الجرائم. 

 دكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول:  “مواقع التواصل الاجتماعي تسببت فى تخريب بيوت كثيرة عن طريق غرس قيم غريبة وفاسدة أثرت أيضا فى جوانب الحياة الشخصية والنفسية والاجتماعية والاخلاقية والسياسية والاقتصادية والثقافية للاسرة بشكل عام، ويظهر ذلك من خلال تواجد اكثر من جهاز تليفزيون فى البيت الواحد وفى أماكن محتلفة، توفير العديد من الالعاب الالكترونية لدى الاطفال والتي تستهلك مساحة كبيرة من وقتهم واستخدام مواقع تواصل الخاصة بالحب أو العلاقات غير الشرعية، وضع سماعات خاصة على الاذن للشباب حتى لايسمعهم أحد، هذه الوسائل الحديثة قد تكون لها آثار إيجابية ولكن تأثيرها السلبي يفوق بكثير الايجابيات لانه لم يحسن مستخدمها الاستخدام الأمثل، فمثلا هناك الإرهاب الإلكتروني والجرائم المنظمة؛ حيث تعتمد على القتل والسرقة والاختلاس والتخويف من خلال التقنيات الحديثة لنشر الجريمة، بناء علاقات مشبوهة مع أشخاص خارج النطاق العائلي وهذا السلوك قد يصل لجرائم أخلاقية أحيانا، زيادة عن الخلافات الزوجية بسبب حرمان الاسرة الحنان والدفء نتيجة ملاحقة العلاقات العاطفية السرية عبر الهاتف المحمول وأجهزة التواصل الاجتماعي مما يؤدي إلى خيانة زوجية، التقليد الاعمى لأبطال وهميين؛ حيث يتأثر الاطفال والشباب ممن يسمون انفسهم “بلوجر” وقد يصل الامر إلى حد القيام بجرائم بحق الآخرين أو قتلهم لأنفسهم، أيضا هروب الفتيات من بيوتهن إلى العالم الافتراضي لانه يحاور ويعطي الكلام المعسول أبسط وأسهل الحلول بينما عالم الواقع مغاير له عند كثير من الاسر.

لذلك لابد من عقد دورات وندوات تدريبية تساعد فى تعزيز التواصل الاجتماعي داخل الاسرة وتقضي على العزلة الناتجة عن التعامل مع وسائل التواصل الحديثة، مراقبة الاهل لأجهزة التواصل، الوعظ المستمر والتحذير من مخاطر المبالغة فى استخدام مواقع التواصل بكل أشكالها. 

اختفى دور الأب

المهندس محمد عوض خبير تكنولوجيا المعلومات قال: حظر تطبيق “تيك توك” فى مصر غير وارد لان الفكرة ببساطة أن هذا التطبيق يعتبر اختراقًا لميول الشباب ونسبة انتشار الشائعات من خلال الفيديوهات الخاصة به وهذا يعتبر اختراقًا شخصيًا أما فى الولايات المتحدة الأمريكية فيعتبر اختراقا أمنيًا يهدد أمنها القومي أما فى مصر فهذا التطبيق لايمثل خطورة على الامن القومي لذلك فكرة حظره فى مصر استبعدها تمامًا أو حتى وضع شروط محددة لاستخدامه غير وارد لان المصريين لديهم الوعي الإلكتروني الكافي لتخطي أي تقييد فى المواقع المغلقة، الحل السليم من وجهة نظري هو حجب المحتوى المخالف فهو أهم وأسرع الحلول.

منة وحيد منسق عام حملة تمرد ضد قانون الاسرة قالت: “مواقع التواصل الاجتماعيّ هي القنبلة الإلكترونيّة التي غيّرت العالم على مختلف الأصْعدة، هى تقنّية حديثة تُسهل على النّاس التواصل وتبادل الآراء والأفكار فى مختلف الأنشطة التي تتطلب مشاركة بين الأعضاء؛ فباتت الأم مثلا تستطيع أن تتكلّم مع أبنائها أينما كانوا وذلك من خلال نقرة خفيفة على زر لطيف فتراهم كأنهم أمام ناظريها، ايضا استطاع الكثير من الطلاب والأساتذة ممارسة نشاطاتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ لا سيما في ظلّ الأوبئة القاتلة التي يُحظر فيها التجمعات مثل “كورونا” الّتي فرضت على كثيٍر من الناس البقاء في منازلهم، ولكن وللأسف الشديد أصبح نجوم ونجمات التيك توك والسوشيال ميديا هم القدوة والمثل لنواة هذا المجتمع من شباب وفتيات، لقد تغيرت الكثير من الأمور خلال السنوات الماضية حينما تركت الأسرة وظيفتها الأساسية وهى التربية وأصبح الهدف الأساسى هو المادة سواء بالسفر للخارج أو العمل باكثر من وظيفة، ناهيكم عن ارتفاع نسب الطلاق والتى وصلت لنسب مخيفة تهدد استقرار الدولة نفسها والذى شجع الزوجة على الطلاق لأتفه الأسباب وأصبحت الأسرة فجأة بدون القدوة والمثل والضهر والسند وأصبح الأب مجرد ATM لايوجد له أى دور فى حياة أبنائه إلا 96يوما خلال 15عاما هم سنوات حضانة الطفل لدى والدته وفى هذه الحالة المنتشرة جدا للأسف يجد الطفل نفسه هو وأصدقاء وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضيين أقرب من أى شخص آخر فى حياة الطفل. 

فماذا نتوقع عندما يكون هؤلاء المشوهون نفسيا فى حالات كثيرة وهم نجوم السوشيال ميديا أصبحوا القدوة والمثل؟!

من المفترض تبعًا للمتخصصين فى علم النمو بأن أول خمسة عشر عاما هى السنوات الهامة فى التربية؛ حيث يتم تشكيل معتقدات الطفل واكتساب الخبرات حتى يستطيع مواجهه العالم الخارجى والاعتماد على نفسه وكيفية التعامل مع الآخرين لاكتساب الخبرات الخارجية لذلك أصبح هناك فراغ كبير جدا لطرف هام من طرفى التربية وهو الأب واتجه الأطفال إلى أصدقاء وسائل التواصل لاكتساب الخبرة ممن هم غير مهيئين أصلا لهذا الدور بالمرة.  

أصبحت القدوة فتيات التيك توك بكل سلبياتهن ودلالة ذلك ما شهدناه مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي لفتيات التيك توك وهن فى حالة عراك مؤسف مما يدعو للحزن والألم على ماوصل إليه شبابنا وبناتنا؛ فعندما يصل هؤلاء الشباب إلى سن الزواج أو مرحلة اتخاذ قرارات مهمة فى حياتهم نجد الاهتزاز وعدم القدرة على مواجهة الواقع فنجد قرار الانتحار على البث المباشر وغيره للأسف. 

لقد أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي جيلا منفصلا عن واقعهم وحياتهم، اصلحوا فى العالم الافتراضي وبدأت سلبياته تظهر وتطفو على السطح. 

ولكى تكون وسائل التواصل الاجتماعي إيجابية ويستفاد منها بالدرجة المطلوبة؛ فلابد أن يكون هناك رقابة عائلية على الطفل وعلى كل مايشاهده كما يجب أن يرجع دور الأسرة من جديد مع تعديل التشويه الموجود بقانون الأسرة لكى تعود الأسرة لمكانتها الطبيعية مع تساوى دور الأب والأم فى حياة الطفل أيا كانت العلاقة بين الأب والأم. 

اقرأ  أيضا : الشرطة الأوروبية تسيطر على "أخطر شبكة للجرائم الإلكترونية"


 

;