“..إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا « .. بهذه الكلمات العطرة أرشدنا رسول الانسانية سيدي وحبيبي محمد صلوات الله وسلامه عليه إلى الطريقة السحرية للاحتفال بالأعياد كما أرادها المولى سبحانه وتعالى الذي أراد برحمته التخفيف على عباده فأهداهم أيام للبهجة والسعادة والاحتفال .
ويبقى السؤال هل استفاد الناس من المنحة الالهية وأدركوا معناها السامي الذي أراده واهب النعم؟
الاجابة للأسف هي لا.
هناك من اعتاد أن ينبش في مناجم الألم ويستخرج منها كل ما لذ وطاب من المنغصات التي تذهب بسعادته وسعادة من حوله وتحول أيام العيد المبهجة إلى حزن وغم.
منا من لا يحلو له زيارة المقابر واجترار الأحزان إلا في العيد على الرغم من أن المقابر مفتوحة على مصراعيها طوال العام تنتظر الزائرين والاوفياء لذكرى موتاهم ، والراغبين في الحصول على العبرة والعظة.
ومنا من يقطع صلة الرحم ويتعمد تجاهل تهنئة أهله بالعيد لأسباب واهية، وأحيانا بلا أسباب على الاطلاق ، على الرغم من ان مكالمة تليفونية أو رسالة رقيقة ستجعل طعم العيد أحلى كثيرا وتزيده دفئًا وحميمية.
ومنا من يمنع زوجته عن زيارة أهلها في العيد نكاية فيهم لخلافات عائلية بينه وبينهم ، وهناك من تحرض زوجها على عدم معايدة والديه واخوته رغبة منها في الانفراد به واقتلاعه من جذوره.
للأسف هذه النماذج البشرية البغيضة حولت الأعياد من أيام للسعادة والبهجة إلى أيام للشقاء والألم والتناحر.
وهناك أيضا بعض التجار الطماعين الذين يتعمدون رفع الاسعار في الأعياد لمضاعفة أرباحهم والاعتماد على اضطرار الناس للشراء في العيد أيا كانت الاسعار، فهل هناك أب يتحمل دمعة حزن في عين طفله بسبب عدم حصوله على ملابس جديدة في العيد .. وهل هناك أم تتحمل أن يأتي العيد دون أن يتناول صغارها الكعك والحلوى؟
للأسف هؤلاء التجار يتاجرون بآلام الناس ويجعلون من الأعياد أيضا أياما من المعاناة ويضاعفون من الضغوط على الأسر البسيطة التي تعاني ميزانياتها المنهكة بشدة ولا تتحمل أي أعباء اضافية وكفاها ما تعانيه من ارتفاع جنوني وغير مبرر في أسعار السلع الأساسية فضلا عن فواتير الخدمات الضرورية مثل الماء والكهرباء والغاز وغيرها.
وبعيدا عن كل هذا هناك أيضا بعض السلوكيات المرفوضة من شباب لم يحصلوا على قدر كافي من التربية حيث ينطلقوا في الشوارع مثل الذئاب الجائعة التي تبحث عن فريسة ويمارسون كل انواع الانحطاط الاخلاقي بدءا من المعاكسات السمجة والتحرش اللفظي والجسدي ، والمزاح مع بعضهم البعض بأصوات عالية منفرة وتبادل السباب بألفاظ بذيئة تمس الأعراض وتثير الاشمئزاز.
هل رأيتم ماذا فعلنا بالأعياد ، تلك الهبة الربانية التي حولناها بسبب طمع البعض وغباء البعض الآخر وسوء أخلاقهم الى نقمة حقيقية .
علينا التخلي عن هذه السوكيات المعيبة فورا حتى يصبح العيد سعيد بالفعل على الجميع.