معان ثورية

لا تقطعوا طاعاتكم وعباداتكم

محمد الحداد
محمد الحداد

انتهى رمضان ولكن  رب رمضان لا يزول ولا يحول  وإن انقضاء رمضان ليس معناه انتهاء العبادة..

انتهى رمضان  ولكن رب رمضان هو الحى الذى لا يموت.. وبئس العبد عبد لا يعرف ربه إلا فى رمضان.

ليس معنى انتهاء رمضان نهاية الصوم، فإذا كان صوم الفريضة قد تم فهناك صيام النوافل.

وإذا كان قيام رمضان قد انتهى، فإن قيام الليل لم ينته.. والأمر ما زال كما قال عليه الصلاة والسلام (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل).

وأما القرآن فليس هو بكتاب رمضان فقط، وإنما هو دستور الله لأمة الإسلام على مدار الأوقات والأيام والأزمان.

من علامات قبول الطاعة أن نستمر على الطاعة ولا ننقطع بعد رمضان  ولا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من ليالية، ولا بالجود والكرم آخر يوم فيه.. ولكن شمروا واستقيموا على ما كنتم فيه فى رمضان فـ «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون» (فصلت:30).

إن انقضاء رمضان ليس معناه أن يعود الإنسان إلى سابق عهده قبله ويرجع إلى سالف ذنبه، ويطلق سمعه وبصره ولسانه، ويظهر سىئ خلقه؛ فإن النكوص والارتداد على الأعقاب بعد زمن الطاعة من علامات الرد وعدم القبول.

إن مواسم الطاعة لا تنتهي، كلما انقضى موسم أتى موسم، فإذا مضى موسم الصيام بدأ بعده مباشرة موسم الحج، وفى صحيح مسلم عن أبى أيوب الأنصاري عن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فذلك صوم الدهر).

فكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين، ولا تقطعوا طاعاتكم وعباداتكم؛ فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.

تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وسائر الأعمال.. وجعلنا وإياكم من المقبولين الفائزين.