من الولايات المتحدة .. «برزك أميد» يتحدث لـ«أخبار اليوم»

سامي الشيخ يحكي تفاصيل رحلته من هوليوود إلى عرش «الحشاشين»

لقطة للفنان سامي الشيخ من  مسلسل الحشاشين
لقطة للفنان سامي الشيخ من مسلسل الحشاشين

منذ شهر تقريبا لو تجولت فى شوارع القاهرة وسألت أحد المارة: هل تعرف «برزك أُميد»؟ كان الحصول على إجابة واحدة صحيحة كالبحث عن إبرة فى كومة قش، ولكن المخرج بيتر ميمى التقط تلك الإبرة من هوليوود، وجاء بها الى القاهرة وألبسها عباءة تابع حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشين، الذى أصبح بين هلال وبدر أشهر من النار على العلم.. لا أقصد «برزك» فقط بل صاحب الشخصية الممثل المصرى «المهاجر» سامي الشيخ الذى بدأ مسيرته الفنية منذ عشرين عاما فى هوليوود .. مسيرة بدأت بالصدفة فى إجازة صيف، ولكنها منحته رحلة ملهمة تذوق فيها طعم النجومية هناك، وبالطبع هنا عندما جسد واحدا من أهم شخصيات مسلسل «الحشاشين» ..

من الولايات المتحدة جاءنا صوته عبر الهاتف فى حوار خاص لـ«أخبار اليوم» تحدثنا فيه عن تفاصيل الحشاشين، وحكايته مع «برزك» وتفاصيل أخرى فى السطور التالية:

فى البداية .. كيف تم ترشيحك للمشاركة بمسلسل «الحشاشين»؟
- تواصل معى المخرج بيتر ميمي منذ عامين تقريبا، وتحدثنا فى البداية عن فكرة المسلسل قبل كتابته، وكان وقتها لدى أعمال مرتبط بتصويرها فى أمريكا فوافقت بشكل مبدئى شريطة أن أقرأ السيناريو بعد كتابته، وبالفعل تم الانتهاء من كتابة المسلسل، فى الحقيقة عندما أرسل لى المخرج بيتر ميمى حلقات المسلسل قرأت 28 حلقة خلال يومين فقط لأننى تحمست للعمل بمجرد قراءة الحلقة الأولى.

هل تم ترشيحك من البداية لشخصية «برزك أميد» أم كان هناك دور آخر ترشحت له وتم تعديل الأدوار؟
- من البداية تم اختيارى لتقديم شخصية «برزك أميد» خصوصا أن معظم أعمالى وأدوارى فى هوليوود تندرج تحت نوعية الأكشن، وشخصية «برزك» فى مسلسل «الحشاشين» تتطلب ممثلا لديه القدرة على أداء مشاهد المعارك والحركة بجانب قدراته التمثيلية، كل هذه التفاصيل جعلتنى أعرف أسباب اختيارى لتقديم هذه الشخصية لأننى قدمت أدوارا مشابهة فى عدة أعمال بهوليوود.

ولكن خوض مثل هذه التجربة فى الدراما المصرية بالتأكيد تمثل تحديا مقلقا لك؟
- منذ اللحظة الأولى التى بدأت فيها التصوير وأنا أشعر بالاطمئنان خصوصا مع حضور النجم الكبير كريم عبدالعزيز والمخرج المتميز بيتر ميمي، والجهة الإنتاجية الكبيرة وهى «سينرجي»، كلها كانت عوامل جيدة وفى صالح الجميع من أجل الطمأنينة لتقديم عمل درامى تاريخى ضخم للغاية مثل «الحشاشين».

كيف كانت التحضيرات والتدريبات قبل التصوير خصوصا مع كثرة مشاهد الأكشن والمبارزة والحروب؟
- من البداية وضع المخرج بيتر ميمى جدولا تدريبا خاصا لجميع الممثلين المشاركين فى المعارك والحروب داخل الأحداث، بالتحديد تدريبات على ركوب الخيل والمبارزة، لهذا قبل السفر للتصوير فى «كازاخستان» كنت أتدرب يوميا على ركوب الخيل والمبارزة خلال تواجدى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وحينما انتقلت للقاهرة واصلت التدريبات أيضا بشكل مستمر، ومن ثم السفر لكازاخستان من جديد لمواصلة التمرينات، حيث استمرت التحضيرات الخاصة بمشاهد الأكشن حوالى ثلاثة أشهر.

بعيدا عن شخصية «برزك» هل تابعت الجدل المثار حول استخدام اللهجة العامية بدلا من الفصحى .. وما رأيك فى تلك الحالة؟
- لدى رد بسيط على هذه النقطة وهو أننا لدينا فى المسلسل كم من التفاصيل والأحداث والشخصيات المتلاحقة التى من الأفضل أن تقدم بالعامية حتى تصل لأكبر شريحة من الجمهور المتلقى.
الموضوع كان سيبدو فى غاية الصعوبة لو تم تقديمه بالفصحى، لا أعتقد أنه سيكون سهلا وبسيطا بالنسبة للجمهور لو تم تقديمه بالفصحى، كما أننا لم نتحدث العامية المصرية الحالية، أو بمعنى أدق «لغة الشارع» بل أننا اخترنا لهجة وسطية ما بين الفصحى والعامية، وهذا الأمر كان فى منتهى الصعوبة على مستوى الكتابة والتنفيذ، خصوصا مع التركيز فى كل كلمة وجملة حوارية نلقيها خلال تصوير المشاهد.
وبعيدا عن هذه النقطة نحن نقدم عملا عن طائفة «الحشاشين» التى كانت تقع فى نطاق الدولة الفارسية وبالتالى لغتهم كانت الفارسية وليست العربية الفصحى، بينما نحن نقدم عملا مصريا عنهم فمن الطبيعى أن نقدمه باللهجة المصرية التى تصل إلى كل مستويات المتلقين، ونحن نقدم عملا مصريا عن الحشاشين ومن الضرورى اختيار لغة سهلة على المشاهد.

من هذا المنطلق كيف ترى أهمية تقديم مسلسل «الحشاشين» وأنت واحد من أبطاله؟
- مسلسل «الحشاشين» عمل تاريخى تثقيفى من الدرجة الأولى بغض النظر عن المؤثرات البصرية ومشاهد المعارك والأكشن والحروب التى يحبها ويميل إليها جيل الشباب، مسلسل الحشاشين مهم للغاية فى هذا التوقيت لإبراز الحقائق حول هذه الطائفة التى كانت تغسل عقول الشباب بالأوهام والضلالات، وليس من الضرورى تقديم المعلومة أو التوعية بشكل مباشر للجمهور، بل التوعية من خطورة هذه الأفكار من خلال أحداث درامية يتصدرها اختيار نجم كبير مثل كريم عبدالعزيز لتقديم شخصية «حسن الصباح» الرجل الذى يتسم بالهدوء والفصاحة فى أدائه وهو ما يوضح أن الشر لا يظهر علانية وبوضوح، فالشر له وجهان، وجه مخيف لأنه يجلبك ليجعلك تحبه ومن ثم تقتنع بآرائه، وهناك شر معلن نعرفه جيدا ونحتاط منه، لكن الشر الباطنى هو الذى لابد أن نحذر منه.

وماذا عن كواليس التصوير مع صناع المسلسل؟
- بدأنا تصوير المسلسل فى كازاخستان حيث المعدات والتفاصيل الكثيرة على عكس بلاتوهات الأعمال الأخرى، لذلك لم يكن هناك احتفال ببدء التصوير بقدر ما كانت المسئولية كبيرة على الجميع فى تنفيذ هذا العمل والمهمة الصعبة، لكن من خلال الكواليس سعدت للغاية بالتعاون مع المخرج بيتر ميمى والفنان كريم عبدالعزيز الذى أراه من أفضل الممثلين الذين تعاونت معهم طيلة مشوارى الفنى سواء مهنيا أو إنسانيا.

باعتبارك صاحب تجارب فنية فى الخارج.. كيف ترى المقارنة بين «الحشاشين» والأعمال الأجنبية؟
- تواجدت فى مصر منذ شهور وشاهدت الكثير من الأعمال الفنية على مدار سنوات سابقة ولم أر أى عمل فنى مصرى سابق اقترب من مسلسل «الحشاشين» من كل الجوانب الخاصة بالكتابة والتصوير والتقنيات المستخدمة، وأعتقد أنه سينقل مصر نقلة كبيرة فى صناعة الدراما، لكن نستطيع أن نقول إن المسلسل مكلف للغاية إنتاجيا وأعتقد أن المنتجين بحاجة للقيام بهذا الأمر خصوصا أن المسلسل سيتم بيعه فيما بعد للعرض بأماكن ومنصات أخرى، وأرى أنه لولا الشركة المتحدة وكريم عبدالعزيز والمخرج بيتر ميمى لم يكن هذا العمل ليخرج للنور بهذه التفاصيل والإمكانيات الكبيرة، كما أننى حاليا ووقت إجراء المقابلة معك أتواجد فى الولايات المتحدة الأمريكية ووجدت الكثير من الأصدقاء يشاهدون العمل ويتابعونه بشغف كبير من خلال ترجمته باللغة الإنجليزية، ورأيت بعينى كم هم مستمتعون بكل الأحداث والتفاصيل الخاصة بالعمل سواء الأكشن والمعارك والخطوط الدرامية الموجودة بهذا العمل.

بماذا تصف الحالة التى أثارها المسلسل منذ الإعلان عن إنتاجه ومع بداية عرضه وحتى الآن؟
- المسلسل من قبل عرضه ينتظره الجمهور خصوصا مع تنفيذه بإمكانيات وتقنيات وميزانية ضخمة للغاية، واعتقد أن استحواذ العمل على اهتمام الجمهور من قبل عرضه ونجاحه وانتشاره بقوة مع بداية عرض الحلقات الأولى يعود لأنه الأول من نوعه فى الدراما المصرية الذى يتم تنفيذه بهذه التقنيات العالية للغاية، وأرى أن هذا العمل سيعيش مع الجمهور لسنوات طويلة، والناس ستظل تشاهد هذا العمل الضخم والمهم لسنوات مقبلة.

هل تعتقد أن مسلسل «الحشاشين» سيؤثر فى مسيرتك الفنية وتحديدا فى الوطن العربي؟
- أتمنى كذلك، لكننى أترك هذه الأمور لله سبحانه وتعالى، خصوصا أننى أعمل بمجال التمثيل منذ 20 عاما، ولقد تعلمت أن أقدم أفضل ما لدى وأبذل مجهودى الكامل فى كل عمل أشارك فيه دون التركيز أو التخطيط لأشياء مستقبلية تخص النجاح والخطوات التمثيلية.

أخيرا .. كيف لممثل مصرى أن يخوض مغامرة السفر لأمريكا والتمثيل هناك دون أن يكون له سابق تجارب تمثيلية فى بلاده.. كيف ترى هذه الرحلة؟
- ليس هناك ما يمسى بأرض الأحلام فهذا الكلام كنا نسمعه ونصدقه ونحن أطفال صغار، لكن الحقيقة غير ذلك وليس هناك فى العالم ما يسمى بأرض الأحلام، فمن الممكن أن تأتى لأمريكا وتفشل أو تكون خطواتك هامشية ولا قيمة لها، فالاجتهاد هو الأساس فى النجاح لكن أمريكا بها فرص بغض النظر عن موطنك أو نشأتك لكن الاجتهاد هو الأساس قبل أى شىء، والأمر حدث معى بالصدفة منذ سنوات طويلة حينما ذهبا من أجل قضاء العطلة الصيفية ووقتها حصلت على فرصة وأعتقد أن الأمر كرم وتوفيق من الله.