«جراح خارج السرب».. مجدى يعقوب يفتح قلبه أخيرا

مجدى يعقوب
مجدى يعقوب

قد يبدو الأمر سهلا عندما تتحدث عن سياسى بارز أو اقتصادى لامع، فالمعلومات قد تكون متاحة، وحياته قد تكون مشاعا بحكم منصبه، لكن الوضع يعتبر صعبا عندما تريد الكتابة عن شخص بحجم وبقيمة البروفيوسير مجدى يعقوب، ذلك الشخص الذى استطاع فتح القلوب، ولم يستطع أحد فتح قلبه ليعرف ما بداخله من أسرار.

الصحفيان سيمون بيرسن وفيونا جورمان اثنان من أبرع صحفيى «التايمز» البريطانية، نجحا فى فتح قلب «ملك القلوب» ليظهرا للعالم كله جزءا لا يعرفه أحد عن الطفل مجدى يعقوب، الذى ولد فى 16 نوفمبر عام 1935، فى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، لكنه لم يستقر بها وغادرها متنقلا بين أرجاء مصر رفقة والده الذى كان أيضا طبيبا، فاكتسب الخبرة والتحق بالمدارس المختلفة وتلقى تعليمه، لكنه لم يكن مثل أقرانه ولم يكن يعرف يوما أن اسمه سيكون ملء السمع والبصر، وعلمه سيصبح مؤثرا فى إنقاذ الملايين من البشر.

الصحفيان عنونا الحديث عن مجدى يعقوب بـ«مذكرات مجدى يعقوب.. جرَّاح خارج السرب»، وذلك بعدما وضعا شهادته لكل العالم مشفوعة بآراء القريبين منه وبعض المفكرين وتسجيل 25 ساعة كاملة، والحقيقة أنه إذا كان «يعقوب» خارج السرب فإنه داخل التاريخ واسمه فى قائمة المؤثرين به، فهو الذى جاب العالم طولا وعرضا ليزرع الأمل داخل الشعوب، بعد أن وضع حلمه نصب عينيه، وأقسم أن يكون طبيبا للقلب فى مقتبل حياته وعمته كلمة السر.

كانت «يوجين» شقيقة والد «يعقوب» التى توفيت بسبب مرض القلب، طالبة جامعية، تعانى من مرض القلب الروماتيزمى الناجم عن الحمى الروماتيزمية التى كانت منتشرة فى مصر فى ذلك الوقت، والتى لم يكن هناك علاج فعال للقضاء على المرض فى عام 1940، وأصيب والد «يعقوب» بالاكتئاب لعدم قدرته على علاج شقيقته الصغرى، وقتها كان الطفل «مجدي» فى الخامسة من عمره، لكنه وضع هدفا أمامه فى أن يصبح طبيبا للقلب، لمعالجة من يعانى من هذا المرض على شاكلة عمته، إلا أن والده لم يكن يدرك أن ابنه سيصبح أشهر الجراحين على مستوى العالم.

سيرة مجدى يعقوب مليئة بالكواليس، ونجح صحفيا التايمز أخيرا فى فتح قلبه لمعرفة ما يحويه، فمذكرات الجراح الذى يغرد خارج السرب ستصبح متاحة أمام الجميع قريبا، بعد أن أصدرتها الدار المصرية اللبنانية..

مقدمة الكتاب التى تتحدث عن مجدى يعقوب تقول عنه إنه مغامر، وطبيب ملهِم، وصديق رؤساء وملوك ووزراء وفقراء وبائسين، معددة بعضا من أوسمته التى فاز بها، لكن يقينا أفضل الأوسمة التى حصل عليها «جراح القلوب» مكانته فى قلوب البسطاء والمرضى.