وجدانيات

محمد درويش يكتب: القومية والصحافة الرقمية

محمد درويش
محمد درويش

■ بقلم: محمد درويش

أثلج صدور الكثيرين من صحفيى الجرائد القومية أعلان المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عن استعداد الهيئة لإعادة المواقع الإليكترونية التى تم حجبها منذ بضع سنوات بعد أن تمكنت الهيئة من توفير آليات تأمينها ضد  عبث «الهاكرز»، الذين استطاعوا آنذاك السطو على موقع واحدة من الصحف الكبرى ودس أخبار لا يمكن لذى بصيرة إلا أن يدرك مدى عبثيتها، هى بعيدة عن المنطق وما تستهدفه الدولة وهى فى مرحلة بناء الوعى جنبا إلى جنب مع التنمية فى كل مجالات الحياة.

لا يخفى على أحد من الذين اضطلعوا بمهمة بناء الوعى تأثير دور الصحف القومية فى تشكيل وجدان الرأى العام وطرح قضايا الوطن ومعاركه التى تخوضها القيادة السياسية.

كتّاب الصحف القومية فى مقالاتهم لا يزايدون على الوطن ولا يبتغون من تناول قضاياه إلا وجه الله ومصلحة وطنهم.

كانت سطورهم عبر المواقع الإليكترونية لصحفهم تجوب أركان الدنيا ولا تترك الرأى العام سواء فى الداخل أو فى أى بقعة من الأرض فريسة للذين صارت مهمتهم مقابل حفنة دولارات زرع الشك فى كل قرار للصالح العام وبث دعاوى التنكيل بكل خطوة تستهدف إصلاح ما كان معوجا عشناه على مدار عقود وجاءت الجمهورية الجديدة لتواجهه بكل حسم وحزم سواء بواسطة نسفه من الأساس وإعادة بنائه أو محاولات ترميمه إذا كان يجدى معه الترميم وبما يليق بالجمهورية الجديدة التى نسعى إليها بكل ما أوتينا من قوة .

حفل الطريق إلى النماء والبناء بكثير من العثرات سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى أو المحلى، كان التعامل معها باستيعاب كبير بدءا من التفكير فيها مرورا بوضع الخطط لمواجهتها نهاية بتنفيذها.

كان من الطبيعى أن تكون لهذه المواجهة تداعياتها على عدد كبير من المواطنين خاصة البسطاء منهم وكان نصب أعين القيادة السياسية على هؤلاء وبذلت الجهد لتخفيف العبء عن كاهلهم وكانت لهم الأولوية فى برامج الحماية الاجتماعية.. ولأن الغرض مرض لم تسلم الجمهورية الجديدة من أن تكون مستهدفة من اللجان الإليكترونية وفضائيات معادية ناهيك عن عواجيز الفرح الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب.

أصبح الملعب شبه خالٍ للمتربصين الذين يبحثون عن ثقب إبرة يدلفون منه إلى التشكيك بل والافتراء مستهدفين البسطاء الذين قد يصدقون ما يطرحونه وما يفترونه من حملات الأكاذيب والضلال.. تحية للمهندس الشوربجى على  قراره عودة المواقع الإليكترونية للصحافة القومية لتتواجد على الساحة بأفكار كتّابها وموضوعاتها التى تظهر جوانب  إيجابية فى هذه المرحلة التى نعيشها من عمر الوطن.. فما أحوج مصر لأقلام مخلصة تساهم فى معركة بناء  الوعى التى صارت هى الشغل الشاغل لكل من أحب هذا الوطن ولا يريد له إلا الخير.