«بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ» على أحبابنا فى فلسطين

أطفال غزة وسط الأنقاض فى العيد
أطفال غزة وسط الأنقاض فى العيد

لسان حال أخوتنا وأحبابنا وأهلنا العزاز على قلوبنا فى فلسطين الحبيبة ، وبالأخص فى «غزة» العزة تنطق الآن بأبيات الشاعر أبو الطيب المتنبى التى يقول فيها : «عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ».. يهل عيد الفطر عليهم وقد صارت ديارهم مُدمرة ، وفقد الابن أباه وأمه ، وفقدت الأم ابنها ، وفقدت الأخ والأخت والزوج والخال والعم والجد والحفيد ، عائلات كاملة اغتالتها رصاصات الغدر والخسة فى أبشع حرب إبادة يرتكبها جيش الاحتلال ، مجازر وحشية لم تحدث فى تاريخ الإنسانية ، مشاهد موثقة يندى لها الجبين ، مشاهد تنطبق عليها القصيدة التى كتبها نزار قبانى عن العيد ، و قال فيها : 


« يا عيد عذراً فأهل الحى قد راحوا .. واستوطن اﻷرض أغراب وأشباح .. يا عيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً .. وأوصد الباب ما للباب مفتاح .. أين المراجيح فى ساحات حارتنا .. وضجة العيد والتكبير صداح .. الله أكبر تعلو كل مئذنة .. وغمرة الحب للعينين تجتاح .. أين الطقوس التى كنا نمارسها .. يا روعة العيد والحناء فواح .. وكلنا نصنع الحلوى بلا ملل .. وفرن منزلنا فى الليل مصباح .. وبيت والدنا بالحب يجمعنا .. ووجه والدتى فى العيد وضاح .. أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم .. فحيثما حطت اﻷقدام أفراح .. أين الذين إذا ما الدهر آلمنا .. نبكى على صدرهم نغفو ونرتاح .. هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا .. تَكبيرُنا شَمَمٌ والفرْحُ يَنداحُ .. وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم .. نحو المقابر زوارا وما ناحوا .. لكن أفئدة بالحزن مظلمة .. والدمعُ فى لَهَفٍ بالسِّرِّ بَوَّاحُ .. كنا نخطط للأطفال حلمهمو.. لكنّهم بَذَلوا والبَذْلُ أرواحُ .. تآمر الغرب واجتمعوا .. فالكل فى مركبى رأس وملاح .. وأين أسيافنا والجيش عنترة .. وأين حاتمنا هل كلهم راحوا .. يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا .. ما دام عمت بلاد الشام أتراح ! » .
نزار قبانى