خر بشه

أبراهيم ربيع
أبراهيم ربيع

 كارل ماركس قال من وحي إلحاده إن الدين أفيون الشعوب، وهو ربما لم يقصد المعني السيئ لو اطلعنا على الجملة التي قالها مكتملة.. ولو عاش ماركس حتى يرى سقوط نظرياته بانهيار الاشتراكية، وسقوط رأسها بتفكك الاتحاد السوفيتي، لبحث عن أفيون جديد وحقيقي لن يتأخر في العثور عليه، لو تابع ماذا تفعل كرة القدم في الشعوب، خاصة النامية والنايمة منها، حتى أصبحت في حد ذاتها ورقة سياسية بامتياز.. ويموت الرئيس الفرنسي كمداً كلما سمع أو قرأ خبراً عن لاعب أسمر من أصل إفريقي، ويحمل الجنسية الفرنسية، هو الموهوب مبابي يريد ترك فرنسا إلى أسبانيا.. وفي الدول الضعيفة تجري حسابات الكرة في نفس صفحة حسابات السياسة مع الرأي العام.. ولا ينفع مع هذه الأفيونة أي محاولات لسحبها من جسم ورأس الشعوب المدمنة.. فلا يهم أن تكذب بشكل عام، بل وفي شهر رمضان بشكل خاص، إذا انتماؤها فرض عليها الكذب، ولا يهم أن يكون في جيبك ثمن تذكرة تحتاجه لبيتك، لكنه لا يعز علي مباراة لفريقك المفضل.. هذا الشغف تحت السيطرة في المجتمعات الناهضة، لكنه منفلت ومؤذٍ في المجتمعات النافقة..