بدون تردد

القوى الكبرى وحقوق الإنسان

محمد بركات
محمد بركات

كان ولايزال المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله، طوال الأيام والأسابيع والشهور فى الستة أشهر الماضية، التى استغرقها العدوان الإسرائيلى الإجرامى واللاإنسانى على الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، مثيراً لموجة عارمة من الغضب والألم والاستنكار، لدى عموم البشر وعامة شعوب العالم.
كما اجتاحت العالم كله موجات شديدة من الإدانة والرفض، لعمليات القتل والدمار والإبادة الجماعية التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والمواطنين العزل فى غزة.
ولكن المشهد كان فى ذات الوقت كاشفاً عن مدى الكذب والخداع، الذى تمارسه القوى الدولية الكبرى فى هذا العالم، التى وقفت مساندة للعدوان الإسرائيلى وداعمة له بالمال والسلاح وأيضاً بالحماية من المحاسبة ومن العقاب ومن الإدانة فى مجلس الأمن الدولى.
هذا على الرغم من أن هذه القوى الكبرى هى التى ظلت طوال الأعوام الماضية، منذ منتصف القرن الماضى وحتى اليوم، تمارس الكذب العلنى على كل شعوب ودول العالم، وتدعى أنها المدافع الأول عن حقوق الإنسان فى كل مكان، والراعى الأول لحقوق وحريات الشعوب فى تقرير مصيرها.
ولكن للأسف ثبت بالدليل الحى مخالفة هذه الادعاءات للحقيقة طوال الستة شهور الماضية،...، حيث كانت آلة الحرب والقتل والدمار والإبادة تمارس عملها الإجرامى، فى هدم المنازل والمنشآت على رءوس أهلها، وتقوم بتدمير كل صور الحياة فى قطاع غزة، دون أن تتحرك هذه القوى الكبرى، التى صدعت رءوسنا والعالم كله بدفاعها عن حقوق الإنسان والحريات الإنسانية.
وللأسف  حتى عندما استشعرت موقفها المخزى، دعت إلى محاولة التوصل إلى هدنة مؤقتة، ولكنها ترفض الموافقة على استصدار قرار من مجلس الأمن بالوقف التام لإطلاق النار وتوقف الحرب بصورة نهائية وتامة.