علي الطيب: أحلم بفلسطين حرة l حوار

علي الطيب
علي الطيب

رضوى‭ ‬خليل

شهد النصف الثاني من موسم دراما رمضان 2024 عرض عمل استثنائي، وهو مسلسل “مليحة”، الذي يلقي الضوء على القضية الفلسطينية لأول مرة في دراما مسلسلات رمضان، وتقدمه “الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية”، رفقة شركة “DS+”، ويقدم في 15 حلقة، ويشارك في بطولته الفنان دياب والقديرة ميرفت أمين وأشرف زكي وأمير المصري وإخراج عمرو عرفة.

“أخبار النجوم” ألتقت بأحد أبطال العمل، وهو الفنان علي الطيب و كان لنا معه هذا الحوار عن كواليس العمل.  

في البداية.. صف لنا شعورك وأنت تشارك بأول عمل رمضاني يناقش الأحداث الفلسطينية؟ 

جينما علمت أنني مرشح للمشاركة في العمل، سعدت جدا، وشعرت بالفخر أنني سأقدم ولو شيء بسيط لدعم أخواتنا في فلسطين، كما أنني فخور بالدراما المصرية ومنتجيها بعد قرارهم بأهمية وجود عمل فني ينقل الصورة المأسوية التي يعيش فيها أهل فلسطين، خاصة أنني عشت فترة إكتئاب قبل رمضان نتيجة ما نشاهده يوميا من أحداث في غزة، لذلك مشاركتي في هذا العمل شرف كبير لي، وأتمنى متابعته من الأجيال الأصغر سنا لي يتعرفوا على قضيتنا العربية.  

  إلى أي مدى ترى أهمية متابعة الأجيال الجديدة لمسلسل “مليحة”؟ 

عدونا صنع بأيديه السوشيال ميديا التي أصبحت السلاح الذي يهدده، ونحن جيل تربينا على قصة الشهيد “محمد الدرة”، وتابعنا القصة من خلال شاشة التليفزيون، لكن مع التطور التكنولوجي وظهور السوشيال ميديا جعلنا وجعل الأجيال الجديدة ترى الحقيقة كاملة، وبصورة حية وواضحة، ودون تلاعب، وهذا مهم جدا لنا وللأجيال الجديدة التي لا تعرف تفاصيل هذه القضية، وبالتالي تناول هذه القضية في عمل فني شيء أمر في غاية الأهمية، لتوثيق الأحداث وضمان عدم التزييف بالتاريخ، كما أن العمل أكبر دليل للأجيال الجديدة أن الأحداث لم تبدأ منذ 7 أكتوبر، بل القضية مشتعلة من مئات السنين.  

  لو تكلمنا معك بمنطق المشاهد.. ما الذي قد يجذبك لمشاهدة “مليحة”؟ 

العمل كفكرة وتناول وطريقة السرد التي تظهر منذ أول 3 دقائق ببداية الحلقات، وحدها يكفي لجذب المشاهد، حيث يحكي الجد لحفيده متى وكيف بدأت القضية الفلسطينية، وإلى أين تذهب، وأنا على المستوي الشخصي بناتي بأعمارهم المختلفة دائما يسألون عن تفاصيل القضية الفلسطينية، والعمل لخص إجابات أسئلة كثيرة لدى الجيل الجديد .

  ما تفاصيل أحداث “مليحة”؟

تدور الأحداث حول قضية فتاة فلسطينية تدعى “مليحة”، والمأساة الإنسانية التي تعيشها هي وأقرانها الفلسطينيات اللاتي فرضت عليهن الظروف أوضاعا إنسانية مريرة منذ عام 1948، وتتناول الفترة بين عام 2002 وحتى 2012، وما بعدها، وكيف خرجت الأسرة من ليبيا، ودخولها لمصر في أحداث 2012.

  كيف جاء ترشيحك للمسلسل؟ 

تواصلت معي شركة الإنتاج وأبلغتني بترشيح المخرج عمرو عرفة لي لتقديم شخصية بمسلسل عن القضية الفلسطينية، ووافقت على الفور، وحينما وقعت العقد لم يكن لدي دراية بتفاصيل الشخصية، كل ما كنت أعرفه أنها شخصية طبيب يشارك “مليحة” رحلة الهروب من لييبا إلى مصر، ورغم ذلك لم أتردد - ولو ثانية - في المشاركة، وتقديم عمل يتناول أهم قضية في العالم، وفي حياتنا، وحلمنا المنتظر في رؤية فلسطين حرة .

  ماذا يمكن أن تقول عن شخصية “دكتور هشام” التي تجسدها؟ 

“هشام هلال” طبيب نساء، وكان طموحه مثل أي شاب السفر إلى الخارج لتحقيق النجاح والربح، والظروف لم تساعده للهجرة إلى مكان كان يحلم به، واختارت له ليبيا، وأعتبرها محطة لتحقيق ما يرغب به، وفي أول عام من سفره للخارج رحلت والدته، وبعد الحرب على ليبيا أضطر للهرب منها مع “مليحة” وأسرتها والعودة إلى مصر، وكان قد تعرف على “مليحة” قبل عامين من عودته لمصر، حيث كانت تعمل ممرضة في المستشفى التي كان يعمل بها، وأعجب بذكائها وحبها الشديد لفلسطين، وعلى الرغم من أنها أضطرت لترك بلدها وهي فى السابعة من عمرها، إلا أنها تعشقها وتتنمى العودة إليها، حتى ولو كانت الظروف غير أمنة، و”دكتور هشام” نموذج للشاب المصري “الجدع” الأصيل، حيث يخفي حبه لـ”مليحة” لأن الظروف التي تمر بها غير مناسبة للإعلان عن ذلك.

  هل هناك رسالة تحملها الشخصية؟ 

“دكتور هشام” يحمل رسالة للشباب الطموح الذي يحلم بتحقيق شيء معين، لكن القدر يأخذه في تجاه آخر يراه هو ليس مناسب، وييأس، لكن بعد ذلك يكتشف أن هذا الاتجاه خيرا له، أو كان لابد أن يسير فيه لكي يصل به إلى ما يحلم، وأقصد بهذا الكلام الرضا بالأمور البسيطة، لأنها تجلب أمور أكبر نتمناها.  

  ما المشاهد الأقرب لقلبك في مسلسل “مليحة”؟ 

أنتظر بشغف عرض الحلقات 13-14-15، لأن بهم مشاهد كثيرة لـ”دكتور هشام”، صعبة نفسيا، وسيشعر بها المشاهد، وأعتقد أنه سيتعاطف مع الشخصية .

  وجود ممثلين فلسطينيين بالعمل.. هل أفادكم أثناء التصوير؟  

بالتأكيد، لأنهم الأحق بنقل الحالة التي يعيشها كل فلسطيني، وعلى رأسهم الفنانة الفلسطينية سيرين خاس، التي تقدم شخصية “مليحة”، وللعلم فقد فقدت في الواقع الكثير من المقربين منها في الحرب الأخيرة، وطوال التصوير نسألها: “كيف نعبر عنكم في هذا المشهد؟”، و”ماذا تفعلون في هذه الحالة؟”، وهكذا، وبالتالي وجودها مهم جدا خاصة أنها ممثلة ممتازة وتتعامل بلطف، و”بنت بلد” كما نقول في مصر  .

  صف لنا مدى تأثرها بالأحداث التي تحدث في بلادها فلسطين؟ 

لا يوجد وصف لمعاناة الشعب الفلسطيني الآن، ولا تأثر الفنانة سيرين خاس بهذه الأحداث، والذي يظهر في ملامحها التأثر بأحداث بلادها، فتجدها شاردة وقت التحضير، ومتحمسة للعمل طوال الوقت، وكل فريق العمل يشعر بالسعادة بتواجدها. 

  ماذا تقول عن العمل مع المخرج عمرو عرفة؟ 

أنا محظوظ هذا العام بمشاركتي في عمل مهم ومع أحد أهم المخرجيين الموجودين على الساحة الفنية، فأنا كبرت وتربيت على أفلام شريف وعمرو عرفة، وكنت أتمنى العمل معهما، وأستاذ عمرو مدرسة مختلفة استفدت منها كثيرا .

  هل أنتهيت من تصويره؟ 

التصوير مستمر حتى الآن، ولم ننتهي بعد، وأعتقد أنه مستمر حتى نهاية شهر رمضان.   

  ما سبب تأخير الإنتهاء من تصوير العمل؟

بدأنا تصوير المسلسل في يناير الماضي، ولا يوجد تأخير، لأن العمل أخذ وقته في الكتابة لأنه عمل مهم ودقيق في تفاصيله ومعلوماته، وقرار تقديم عمل يتناول القضية الفلسطينية اتخذ في شهر أكتوبر، وبالتالي كان يجب أن يحصل على وقته جيدا في التحضير والكتابة .

  ما رأيك في تقديم “مليحة” على مدار 15 حلقة فقط؟ 

مسلسلات الـ15 حلقة تجربة أثبتت جودتها بالسنوات الأخيرة، وأنا من متابعيها ومحبيها، وحققت من خلالها نجاحات كثيرة، أخرها “تحت الوصايا”، الذي عرض في موسم رمضان الماضي، واستطاعت هذه النوعية من الأعمال تقديم وجوه ونماذج كثيرة تستحق البطولة، وهي مستهدفة من شريحة كبيرة من الجمهور، وفي النهاية قرار تصوير العمل في 15 أو 30 حلقة يعود لصناعه.

  بعد مشاركتك في المسلسل ومتابعة الأحداث الفلسطينية.. ماذا تقول عن هذا الشعب؟ 

تعلمنا من الشعب الفلسطيني دروس كثيرة سواء الحكمة أو الصمود وقوة الإيمان، هم أبطال، ووهبوا حياتهم في سبيل الله، ونضالهم صورة كبيرة مشرفة، و”الواحد قلبه وجعه”، ولا يستطيع النوم من القلق، وصوت وصراخ الأطفال في أذني، فالأمر صعب بالفعل، لذلك أكرر أن حلمنا يبقى دائما وأبدا فلسطين حرة. 

  أخيرا.. هل تابعت أعمال درامية أخرى؟

مشغول حاليا بتصوير “مليحة”، لكن في أوقات الراحة أتابع مسلسلات “أشغال شقة” و”مسار إجباري”، وأنا معجب جدا بالعملين، أيضا أتابع مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، وشاهدت 7 حلقت منه، وهو عمل جذاب للغاية ولا يوجد به لحظة ملل، ويجب الإشادة بأداء سلمى أبو ضيف .

اقرأ  أيضا : رشا الجزار: يسعدنا غضب إعلام الاحتلال من «مليحة» L حوار

;