بورتريه

خوسيه أندريس الطعام حق إنسانى عالمى

خوسيه أندريس
خوسيه أندريس

«إسرائيل ترتكب إبادة فى غزة بتجويع الفلسطينيين» هذا ما أكده خوسيه أندريس مؤسس المطبخ ‏المركزى العالمى ، الذى استهدف ‏الطيران الإسرائيلى عددا من العاملين فى مطبخه فى منطقة دير البلح وسط قطاع غزة وهم ‏عائدون بعد توزيع المساعدات الإنسانية..

حملة الشجب العالمى على الحادث المتعمد فى رأى كثير من المحللين لأنه كان من بين القتلى بريطانيون وأستراليون .. وصفهم ‏أندريس بقوله إنهم كانوا من أفضل ‏البشر، وقدم معهم الطعام فى كل الأحداث الصعبة التى وقعت فى دول عديدة ‏ وكان عملهم يقوم ‏على اعتقاد بسيط، وهو أن الطعام حق إنسانى عالمي، ولا ‏يقوم على كونك جيدا أو سيئا، فقيرا أم غنيا، من اليمين أو ‏اليسار، ولا نسأل عن دينك ..

كل ما نسأله: كم عدد الوجبات ‏التى تريدها». يعود لخوسيه الطباخ الشهير الفضل فى وصول أول سفينة مساعدات إلى غزة الأسبوع قبل الماضى بالتعاون بين مؤسسته الخيرية «وورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزى العالمي) ، مع المجموعة الإسبانية «أوبن آرمز» لجلب نحو 200 طن من الطعام إلى غزة التى تعانى الجوع.

أرسلت مجموعته سفينة من قبرص إلى شمال غزة وكانت أول سفينة تصل غزة منذ عام 2005 قبل أسبوع من الحادثة وكان يتم توزيع المساعدات عبر شبكة مؤسسته الخيرية الموجودة فى غزة، والتى تضم أكثر من 60 مطبخا والعديد من المستودعات.. خوسيه بنى اسمه من خلال كتب الطبخ والمطاعم الشهيرة، لكنه أصبح معروفا أيضا بالسفر إلى مناطق الكوارث والصراعات حاملا مواد الإغاثة الغذائية مع المنظمة التى شارك فى تأسيسها..

 ولد خوسيه أندريس فى إسبانيا واستقل بنفسه ماليا بفضل عمله فى مجال الضيافة، والتحق بمدرسة الطهي، ثم قضى فترة فى البحرية ثم هاجر للولايات المتحدة وأسس أكثر من 30 مطعما، معظمها فى الولايات المتحدة، قبل أن يؤسس المطبخ المركزى العالمى فى عام 2010 يتخذ خوسيه موقفا واضحا وصريحا بشأن قضايا الجوع لدى الأطفال، ودعم الأعمال التجارية الزراعية والحد الأدنى للأجور وإصلاح نظام الهجرة. واختارته مجلة تايم الأمريكية عام 2018 ضمن 100 شخص الأكثر تأثيرا فى العالم.

أنشأ أندريس وشركاؤه المطبخ المركزى العالمى بعد ذهابه للمساعدة فى إطعام الناس فى هاييتى التى دمرها زلزال مميت. ومن هناك أخذت المؤسسة تنمو، مستجيبة للحاجة إلى الغذاء بعد الأعاصير فى هيوستن وبورتوريكو، وحرائق الغابات غرب الولايات المتحدة و أستراليا. وكان عمال المؤسسة يطبخون للاجئين الذين يعيشون فى خيام على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.