عين على الحدث

حادث متعمد !!

آمال المغربى
آمال المغربى

تحرك الغرب   وأنتقد  اسرائيل   لقتلها  عددا من موظفى مؤسسة خيرية غربية بينما  لازال يعتبر  ان قتل قوات الاحتلال  الاسرائيلى 33 ألف  فلسطينى فى غزة نِصفهم من النساء والأطفال اضافة الى  إصابة 100ألف آخرين تقريبًا،تجسيدا لحق الدفاع عن النفس.. وكأن ذبح الفِلسطينيين وإبادتهم وتجويعهم وأطفالهم حتى الموت حق مشروع لإسرائيل  

  الأسبوع الماضى شاهد العالم إسرائيل وهى تنسحب من مجمع مستشفى الشفاء فى غزة ، كاشفة عن مشاهد الموت والدمار المؤلمة ولم يتحرك الغرب بل مازال يمدها بمزيد من الاسلحة  رغم انها  تتباهى بتطهيرها العرقى للفلسطينيين وظهرت الانتقادات  الخفيفة فقط عندما قتلت سبعة من عمال الإغاثة الإنسانية فى المطبخ المركزى العالمى لان ثلاثة من الشّهداء السبعة يحملون جوازات سفر بريطانيّة وأستراليّة وبولندية، اعتبرها  بعض المحللين بإنها  حادثة متعمدة لابعاد كل منظمات الإغاثة عن غزة بهدف تجويع الفلسطينيين حتى الموت .. 

وتصور البعض أن ذلك الانتقاد  الموجه لإسرائيل  لمقتل عمال الإغاثة يحمل توقعات بالضغط عليها أن تغير تكتيكاتها أو تتوقف الولايات المتحدة عن شحن أسلحة بمليارات الدولارات لحكومة الاحتلال. 

ولكن حدث العكس  واستمرت الاعتداءات الإسرائيلية المروعة على غزة ولم تتوقف حكومة بايدن وحلفاؤها عن دعم سياسة القتل والتجويع التى تنتهجها إسرائيل. رغم آلاف الجثث التى تحملها  الجرافات بشكل شبه  يومى  على مرأى  ومسمع من المجتمع الدولى بينما تواصل إسرائيل تدميرها الهمجى لكل شئ فى غزة وتتباهى قواتها  بهذه الاعتداءات ، وبقدرتها على تجاوز القانون الإنسانى الدولى والإفلات من العقاب.  وهى فعلا تفلت من العقاب. .

ولايغفل عاقل عن إدراك أن قتل عمال الإغاثة يدخل فى مخططات إسرائيل التى دبرت حدوث المجاعة فى غزة لمنع اى منظمة من تقديم الطعام للفلسطينيين .  

بعد أن  ألحقت أضرارا جسيمة بخط إمداد المساعدات للقطاع المحاصر وقتلت على مدى سبعة شهور المئات من عمال الإغاثة الفلسطينيين ، وأرسلت رسالة  واضحة  أنه لا يوجد أحد محظور على القتل - ولا حتى المنظمات الإنسانية  الدولية .

فى المقابل لم تحرك الإدارة الأمريكية  ولا العالم الغربى ساكنا أثناء حصار مجمع الشفاء الطبى الذى استمر أياما   ولا  بعد   الكشف عن الفظائع  التى  ارتكبتها إسرائيل فيه هناك رغم  ان صور الجثث المحطمة والمشوهة فى مستشفى الشفاء انتشرت فى جميع أنحاء العالم وكأنّ ذبح الفِلسطينيين وإبادتهم وتجويعهم وأطفالهم حتّى الموت أمرٌ مشروع طالما كانَ القاتل إسرائيلييا. 

 أى دولة تدعى أنها تهتم بالقانون الدولي، أو الكرامة الإنسانية، سوف تتراجع عن مثل هذا العرض. لكن بدلا من ذلك، أظهر بايدن وشركاؤه فى الإبادة  أنه لا توجد حدود لما سيقبله من إسرائيل. وهذا هو العامل الأساسى الذى يدفع الإجرام الإسرائيلى المتزايد ارتكاب فظائع جديدة تنتظر غزة  منه الكثير فيما يرتب لها من أحداث فى الأيام القادمة.