العيد في الإسكندرية شكل تاني.. السيدات ينقشن كعك العيد في الشارع| صور

السيدات أثناء إعداد الكحك
السيدات أثناء إعداد الكحك

"رصوا الكحك ع الصواني والحلوة دي عجباني يا كحكي".. أغنيات تطرب أذنك وتأسر قلبك، إذا ما مررت في منطقة كرموز بمحافظة الإسكندرية ترددها عشرات السيدات، في إيقاع كورالي مميز، وبشكل جماعي منظم، وكأن كورال الأوبرا يردد أجمل الأغنيات بتنسيق مايسترو عظيم.

اقرأ أيضاً| تحرير 152 محضرًا لمخابز بلدية مخالفة بأحياء الإسكندرية

في كرموز الإسكندرية المايسترو استبدل عصاه بمنقاش واستبدل العازفون آلاتهم بالكعك، إذ أن مئات السيدات تراصصن على صفوف طويلة من "الطبالي والكراسي والموائد"، يصنعن كعك العيد في مشهد كرنفالي يعود لمئات السنين.

المشهد الذي لا يمكن أن تراه اليوم إلا في أفلام الأبيض والأسود عاد من جديد في كرموز، إذ أن سيدات الحي وأخريات من باقي مناطق الثغر، قد أتين وجلسن على مائدة ممتدة عشرات الأمتار لنقش الكعك وإعداده وتسويته وسط فرحة عارمة، وأغنيات الفلكلور.

وقالت هند عبد الله، إحدى السيدات المشاركات، إن اليوم يشهد عدد كبير من المتطوعين من أهالي المنطقة السيدات والفتيات، بالإضافة إلى متطوعين من كل أنحاء الإسكندرية للمشاركة في هذا اليوم، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تتم للعام التاسع على التوالي بالمنطقة، التي هدفها إدخال الفرحة على الأسر والأهالي.

وقالت ندا محمد إحدى منسقي التجمع، إن جميع المشاركات سعداء بالوجود في هذا التجمع الكرنفالي  بوجود فئات اجتماعية مختلفة تتجمع لعمل كعك العيد والإفطار والعمل مستمر من بداية الأسبوع لعمل كميات كبيرة من كعك العيد.

وأضافت ندا، نأمل أن نتمكن من تجهيز ما يقرب من نصف طن كعك سنقوم بتوزيعها على عدد من الأسر الأولى بالرعاية بمنطقة كوم الشقافة.

وتابعت، أننا نحرص على مشاركة الأطفال بشكل كبير في اليوم ليعرفوا ويعيشوا أجواء مختلفة أكثرهم لم يعشها ولم يسمع عنها من قبل هذا التجمع.

وأكدت أن المشاركات يتنافسن على الحصول على العجين ونقش الكعك، وهو شيء كنا نفتقده في بيوتنا بعد اللجوء للشراء الجاهز.

وتقول شروق محمود إحدى الفتيات المشاركات، إن تجمعنا يعد  إحياء للتراث ويوجد الكثير من الأطفال والجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن عادة صنع الكعك في المنزل لذلك يشارك في اليوم العديد من الأطفال والفئات العمرية المختلفة ليتشارك الجميع مع بعضهم البعض في أجواء سعيدة وممتعة.

وقالت  ابتهال أحمد ، أشعر بفرحة عارمة بالمشاركة في عمل كعك العيد مع أشقائي وصديقاتي تجمع كرنفالي رائع، المشاهد التي كنا نراها في أفلام الأبيض والأسود أعدنا إنتاجها من جديد، وصنعنا فرحة لا مثيل لها، وأدخلنا العيد على أنفسنا وعلى أحبابنا بشكل حقيقي.

وتابعت أنا شارك لأول مرة في أكبر تجمع لعمل كعك العيد، وهو تجمع يقوم على المحبة، والترابط والتراحم، حيث يتواجد المسيحي بجانب المسلم، والفئات الاجتماعية المختلفة بجانب بعضها دونما تمييز، والعيد هو المسيطر على فرحتنا.