فنجان قهوة

يسري الفخراني يكتب: بعض من قلبي

يسري الفخراني
يسري الفخراني

■ بقلم: يسري الفخراني

لا تحزن، لكل نهاية بداية، ومهما خطوت على عتبة حزنك هناك ألف باب للفرح وألف باب للفرج، وألمك مهما كان من جرح عميق هناك آلاف الجروح أكثر ألما لكن أصحابها يبتسمون لأنهم يدركون أن من خلق لا يكره ولا ينسى، وفي كرمه يمنح أكثر بكثير مما يمنع. قول يا كريم يا خالق الحزن والفرح كل ما ترزقنا به هو الخير لأنك الخير الذى تحب عبادك.

لا تقف وراء طابور طويل ممتد بطئ لمجرد أن كل الناس هناك.. لتحصل على سلعة يمكنك الاستغناء عنها والحياة بدونها بسعادة.

في مهابة الموت ضرورة، لأن المهابة تأتى من موعد منتظر للقاء الله قد حانت، ولا مفر من الاستعداد اللائق للقاء وجه كريم، وما أجمل ولا أجل ولا أعظم وأحن من وجهه. 

وفي هذا سبب آخر لأن تتحول المهابة إلى واحة عشق مستقرة الماء تروى العطش.

وفي هذا سبب أو أسباب لنفهم أن الحياة بكل صعوبتها وأثقالها لها وجها آخر من بساطة العيش فيها، فنفهم أن حروبها نوع من الإختبارات ومشاكلها نوعا آخر من الاختيارات، وما بين اختباراتنا واختياراتنا يجب أن نتحيز لكل الخطوط القصيرة الواضحة لحياة جيدة تكسب فيها السعادة أسباب الحزن.

الحياة صعبة منذ خُلِقَت، اختبارات ربنا مستمرة لا نهاية لها، ربما كل لحظة اختبار ينتظر اختيار، وتكمن قوة الإنسان وإيمانه فى اختياره، وفى يقينه أنه مهما فكر فى اختيار يبقى لله الاختيار الحقيقى الصحيح، إننى فى لحظة اختيار مؤمن تماما أن قوة الله فى رحمته ونعمته فى جبر الخواطر.

يا رب اعتمدت عليك يقينا أنك المدد للستر والمنجى من الشر والعافية فى البدن.

جعل الله اختباراتنا هينة واختياراتنا بسيطة والحمد لله على كل حال.

لا تخطف صلاتك، فقبل أن تكون فرضا هى موعد مع الله، وللموعد مع الخالق الواحد آدابه، قلب صاف ومشاعر صادقة وإحساس يتأرجح بين خوف ورجاء، وقت لا ثالث فيه، تناجى، تطلب، ترجو، تسمع، تنصهر، مهما كنت مرهقا أنت الآن فى حضرة من يمنح ومن يعيد ومن يرزق، زمن الصلاة هو زمن داخل الزمن، هو الوحيد الذى تملكه دون أن ينازعك فيه أحد. حى على الصلاة.