تظل الدراما الشعبية تحظى باهتمام الأسرة المصرية والعربية، ويتصدر دائما المسلسل الشعبى «الجيد» المكانة الأولى فى المشهد الدرامى الرمضانى سنويا وسط مختلف النوعيات والتوليفات الدرامية، وذلك لسبب بسيط جدا هو أن الجمهور يرى نفسه فى هذه النوعية وانها تعبر عن احلامه وقضاياه وطموحاته، أو حتى ما يتمنى تحقيق ما عجز عنه فى الواقع، ولم يفشل هذا النموذج فى كسب حب وتعاطف واحترام الجمهور المصرى والعربي.
وقبل عدة سنوات عرف الفنان «مصطفى شعبان» هذه المعادلة وقرر أن تكون أعماله التى يقدمها مغازلة هذا الجمهور، وهذا ليس عيبا، فالفنان وما يقدمه عبارة عن سلعة لابد أن ترضى ذوق الجمهور لذلك جاءت أعماله فى السنوات الأخيرة تؤكد على هذا المعنى وتؤيده بداية من مسلسلات «توبة» ومرورا بـ«أبو جبل، ملوك الجدعنة- رغم تحفظى على هذا العمل- ودايما عامر، بابا المجال، ووصولا إلى «المعلم» هذا العام» حتى الأعمال التى قدمها فى بدايات تقديمه للبطولات المطلقة، لا تخلو مع معادلة الاهتمام بما يريده الجمهور، وتعبر عن مرحلة كانت تعيشها الدراما المصرية، مثل مسلسلات «العار، الزوجة الرابعة، مزاج الخير، دكتور نسا، مولانا العاشق، أبو البنات، اللهم إنى صايم»، ومن خلال تلك الأعمال استطاع أن يصبح نجما له مكانة خاصة لدى جمهوره الذى أحبه ووضعه على القمة، وخلال مسيرته قام بتغيير لونه فى الشخصيات التى قدمها من عمل إلى آخر فأحبه الجمهور وزاد من ثقته فيه وعزز جماهيريته، وكان لكل شخصية مذاقها وطابعها الخاص.
ويكمن سر نجاح مصطفى شعبان كل هذه السنوات فى ذكائه، فهو يعد من النجوم الذين يمتلكون ذكاءً فى الحفاظ على شعبيتهم من خلال تقديمه أعمالاً ينجح فى الوصول من خلالها إلى جمهوره الذى أصبح يلتف حوله أينما حل، وهو ايضا من الفنانين الذين يمتلكون قدرات تمثيلية قوية حتى أصبح واحداً من النجوم الذين ينتظرهم الجمهور ويلاحقهم من عمل لآخر، كما أن ذكاءه يظهر بقوة ايضا فى رغبته فى التجديد والحصول على أفكار طازجة آخرها مسلسله «المعلم» الذى يعد المسلسل الشعبى الأول، فى الموسم الدرامى الرمضانى الحالي، وهو عمل تميز بالحرفية الشديدة فى الكتابة ورسم الشخصيات المختلفة، ونفخ الأداء التمثيلى فيها الروح وحولها لشخصيات من لحم ودم وذلك فى اطار من الإثارة والتشويق فى كل حلقات المسلسل فالتف حوله الجمهور متابعا الأحداث بلهفة وانتظار، باداء عظيم للابطال المشاركين فى بطولة العمل مع «شعبان» أبرزهم الاساتذة سهر الصايغ وعبد العزيز مخيون ومفيد عاشور وأحمد بدير وأحمد فؤاد سليم وسلوى خطاب وانتصار وهاجر أحمد، وهشام عطوة واحمد عبد الله محمود، يقودهم مايسترو شاب مبدع وهو المخرج مرقس عادل.
