سطور جريئة

رفعت فياض يكتب: انحراف أستاذ جامعة!

رفعت فياض
رفعت فياض

لاشك أن انحراف أستاذ الجامعة أكثر من خطورة تاجر المخدرات وأكثرمن انحراف شيخ الجامع، لأن أستاذ الجامعة هو كريمة المجتمع وصفوته، وهو صاحب رسالة، ويعلم ويتخرج على يديه أجيال، ولوكان هذا الأستاذ مراعيا الله في رسالته فإنه سيساهم في بناء شخصية ووجدان كل من تتلمذ على يديه ويجعلونه قدوة لهم بعد تخرجهم في الجامعة، لأنهم  تعلموا  منه الحق، والخير، والفضيلة، والمثل العليا ـ والفرق بين الحلال والحرام، والفرق بين العمل الصالح والعمل الطالح، لكن عندما تكتشف هذه الأجيال أن من كان يعلمهم قد انحرف وسار فى طريق الضلال، والتحايل، والتزوير، وأكل المال الحرام فستكون الكارثة بعينها وستنهار كل القيم والمبادئ والمثل التى تربت عليها هذه الأجيال وسيقعون بسرعة فى مظاهر متعددة من الانحرافات بعد أن وجدوا أن من كان يعلمهم كل ماهو خير انكشفت حقيقته واتضح أنه قد سار فى طريق الضلال واستحل كل ماهو حرام.

اقول هذا بعدما تكشف لى خلال الأسابيع الماضية حالة تزوير فجة قام بها محترف تزوير محررات رسمية  يدعى أحمد سعيد على محمد، والذى زوَّر لنفسه على مدى 24 سنة  كلا من شهادة بكالوريوس من كلية حاسبات عين شمس، وشهادة ماجستير ودكتوراه من كلية علوم الزقازيق، وتم تعيينه بهذه الشهادات المزورة فى معهد الدراسات النوعية بمصر الجديدة وبعده معاهد العبور حتى وصل فى الأخير إلى درجة وكيل معهد بعد أن زوَّر تقارير اللجان العلمية بترقيته إلى درجتى أستاذ مساعد وأستاذ وصدرت له قرارات وزارية بتعيينه بها، وبعد 24 سنة، وبعد أن تم اكتشاف أمره بالصدفة هرب واختفى تماما، وعليه قرر وزير التعليم العالى إحالته إلى النيابة العامة.  

◄ وأقول هذا أيضًا بعد أن اكتشفت منذ عدة أيام حالة أخرى مشابهة وللأسف لأستاذ متفرغ بكلية الهندسة بشبرا جامعة بنها  ويدعى د.نبيل عشرى إبراهيم عبد الفتاح النحاس الذى استحل لنفسه المال الحرام عندما قرر فى العام الجامعى الحالى الانتداب كليا إلى المعهد العالى للهندسة والتكنولوجيا بالعريش مقابل راتب شهرى 35 ألف جنيه، إلا أنه تقدم بعد مرور عدة أسابيع قليلة بطلب عودته لقسمه بالكلية وإلغاء انتدابه للمعهد وبالتالى حصوله على راتبه كاملا بالكلية وكذلك كل حوافزه مع أنه للأسف لم يقم بإلغاء انتدابه الكلى للمعهد،  ومازال مستمرا حتى هذه اللحظة على رأس العمل به سواء فى الفصلين الأول والثانى وأصبح وكيلا للمعهد وعضو مجلس إدارته وعضوًا بالكونترول ومازال مستمرا فى صرف راتبه من المعهد ومن الكلية  أيضا بعد أن كان قد طلب من الكلية كذلك أن يتم انتدابه لمعهد آخر لمدة يوم واحد ــ وهو معهد الصفوة ــ ، وبذلك أصبح فى ثلاثة أماكن فى وقت واحد ووظيفتين رسميتين بالتزوير، ولا أعرف كيف يستحل لنفسه ذلك فى هذه السن المتقدمة ؟ وكيف يمارس عمله كأستاذ جامعة فى ثلاثة أماكن فى وقت واحد؟ وماهو مبرره فيما فعله؟

لقد جمعت كل المستندات الدامغة التى تدين هذا العضو الذى استحل المال الحرام  ووضعتها مؤقتا أمام د.ناصر الجيزاوى رئيس جامعة بنها الذى أحاله على الفور للتحقيق لاتخاذ أقصى العقوبات بشأن هذا الانحراف المشين لهذا الأستاذ المتفرغ للأسف لأن خطورة مافعله أشد من خطورة تاجر المخدرات وأنا فى الانتظار.