سلسلة «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون».. انتثرت الكواكب

الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا
الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا

تواصل "بوابة أخبار اليوم "نشر سلسلة "كلمات ربي وآياته في القرآن والكون"، للأستاذ الدكتور أحمد فؤاد باشا عضو مجمع اللغة العربية، وحلقة اليوم عن "انتثرت" الكواكب.

 

نثر الشيء يُنْثِرُه نَثْرًا ونثارًا: رمى به متفرقًا.

وانتثر: تفرَّق.

وردت كلمة " انتثرت" في قوله تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ} (سورة الانفطار: 2)، وذلك في معرض طائفة من أهوال الساعة بأسلوب مؤذن بتحقيق الوقوع في يوم تعلم فيه كل نفس ما قدمت وأخرت.

ومن الناحية العلمية تعتبر الكواكب باردة ليس لها نصيب من الحرارة إلا بالقدر الذي تسمح لها به الظروف من أشعة الشمس أثناء طوافها الأزلي حولها في مدارات بيضاوية. ويبلغ عدد الكواكب المعروفة تسعة، هي بحسب بعدها عن الشمس: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشترى، زحل، يورانوس، نبتون، بلوتو، ويجري البحث عن كوكب عاشر، إلى جانب مجموعة الكويكبات التي تدور حول الشمس في حزمة كبيرة العدد، واقعة بين المريخ والمشترى، تشبه الجبال الطائرة الضخمة، ويُعتقد أنها كانت كوكبًا واحدًا تعرض لكارثة كونية أدت إلى تفتته وتفرقه أو انتثاره إلى هذا العدد الكبير الذي يبلغ أكثر من مائة ألف كويكب.

اقرأ أيضا: سلسلة «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون».. «اقرَأ»

أما الحديث عن نهاية الكون وأهوال الساعة من منظور العلم الإنساني، فإنه أي العلم البشري – لا يملك أن يزيد شيئًا إلا من خلال ما أخبر به القرآن الكريم، حيث تعطل النواميس والسنن التي اهتدى الإنسان إلى معرفة القليل منها، ويكون من المقبول عقلاً أن يحدث عندئذ اختلال في النظام الكوني واضطراب في حركة الأجرام السماوية يؤدي إلى تناثرها وتصادمها وانشقاقها وانفطارها، مصداقًا لقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ} (سورة الانفطار: 1)، وقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (سورة القمر: 1)، وقوله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (سورة القيامة: 9).

[انظر: الساعة (القيامة)].