روان سامي تكتب: رسائل مُلهمة داخل برنامج «كلم ربنا»

روان سامي
روان سامي

يُذاع خلال شهر رمضان الكريم على محطة الإذاعة ٩٠٩٠  برنامج "كلم ربنا" المُلهم والرائع الذي يُقدمه الأستاذ أحمد الخطيب رئيس قطاع الثقافة والتراث بالشركة المتحدة، وقد حقق نجاح كبير خلال مواسمه الأربعة الماضية، وأيضاً خلال العام الحالي في موسمه الخامس، ويستضيف البرنامج كل يوم شخصيات عامة، ومسئولين، ودعاة دين، ومذيعين، وفنانين، وكُتاب وغيرهم.

يتحدث الضيف على مدار الحلقة عن أكثر المواقف الفارقة التي حدثت بحياته وغيرتها ١٨٠ درجة، وكيف كان تدخل الله ورحمته ولطفه سبيل لكي يخرج الشخص من ضيقه وحزنه إلى الفرج وانتهاء المحنة، والرضا بما قسمه الله له. 

وكان الحوار مع الضيوف إنسانياً من الدرجة الأولى، ويتميز بالصدق والشفافية في شرح ما بداخلهم. 

يُذاع البرنامج يومياً الساعة الخامسة والنصف مساءً قبل الإفطار طوال شهر رمضان، ويكتب المذيع أحمد الخطيب منشور يومي على صفحته بأبرز ما جاء في الحلقة. 


أُتابع البرنامج بشغف واهتمام؛ لأنه يمنحني طاقة وشعور بالرضا والسكينة، واستمد منه القوة والإلهام من خلال التعرف على قصص الضيوف والمحن الشديدة التي تعرضون إليها ودعائهم واستنجادهم بالله، ومن ثم استجابة الله لهم، وخروجهم من محنتهم.

من الحلقات التي أعجبتني حلقة الكاتب إبراهيم عبد المجيد، المذيعة هبة الأباصيري، الدكتور ماهر صموئيل الواعظ الإنجيلي، الدكتور مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين، الكابتن عدلي القيعي رئيس شركة الكرة بالنادي الأهلي، الفنان فاروق فلوكس، المذيعة حنان مفيد فوزي، وغيرهم من الحلقات الأخرى وقد تضمنوا جميعاً قصص واقعية رواها أصحابها بصدق.  

أنصح بالاستماع إلى هذا البرنامج الهادف، ومُتابعته والرجوع إليه عبر المنصات الرقمية سواء اليوتيوب أو الفيس بوك، والبحث عن الحلقات. 

فلكل منا أسرار وحكايات ومحن نتعرض إليها على مدار حياتنا، ولذلك من المهم اللجوء إلى الله والاستعانة به ولا نيأس ابداً، وهذا أفضل ما جاء في البرنامج وهو عرض القصص الحقيقية للضيوف، وسرد الحكاية على لسانهم مما يُشعرنا بحلاوة جبر الخاطر من الله، وإلى أي مدى يسمعنا، ويعرف ما يؤلمنا ونشكو منه فيتدخل برحمته الواسعة، وكرمه ولطفه، فتتحول الضيقة والشدة إلى درس عظيم يرويه أصحابه للآخرين من حوله؛ حتى يكون حافز وتشجيع لهم على الصبر على الابتلاء والشدة.

فالنفق المظلم نهايته نور، ولذلك لابد أن يزداد اليقين بداخلنا بأن الله لا يفعل لنا سوى الخير، ومهما كان ما نمر به من صعوبات، فبالتأكيد ستنتهي في يوم من الأيام، وسيزول كل صعب ويحل مكانه الفرح والعوض من الله.


ومن هنا أتوجه بكل الشكر للقائمين على هذا البرنامج الهادف والراقي الذي يحمل بين طياته رسائل مُلهمة لابد من الإنصات والاستماع إليها جيداً، فهذه النوعية من البرامج هي التي تستحق المتابعة والإشادة، بدلاً من متابعة البرامج الغير هادفة والتي تعتمد على الفضائح والاسرار الخفية للضيوف والاساءة إليهم دون أي تقدير لمشاعرهم، ودون احترام للقواعد المهنية التي يجب الالتزام بها عند محاورة الضيوف.


فهذا البرنامج عند الاستماع إليه سنفهم المغزى والحكمة من كل ابتلاء صعب نمر به، وسنعرف أن البشر أسوياء في كل شئ، سواء في الفرح، الحزن، المحن، والشدائد، ولكن الله برحمته لا يترك أحد، فكل يوم صعب نهايته فرج ولطف، ولكننا يجب أن ننتبه لما نمر به، ونشكر الله في السراء والضراء، ونعرف أن كرم الله لا حدود له، وجبره للخاطر يفوق أي حزن أو صعوبات مررنا بها. 


وقد اختصر البرنامج كل شئ في كلمتين وهم "كلم ربنا" فهو اسم ذات ارتباط وثيق بفكرة البرنامج، وفكرة الحياة التي نعيشها، فإذا أردت الخروج من أي محنة فعليك اللجوء إلى الله وحده، ورفع الإيدي إليه والدعاء، والتحدث معه، فهو القادر على كل شئ، وهو السميع لعباده.