■ كتب: أحمد جمال
يعد قطاع التعليم والاهتمام بتطويره أحد المبادئ الأساسية التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة، فالرئيس عبدالفتاح السيسى يولى أهمية كبيرة بالتعليم إيماناً منه بأهمية خلق أجيال جديدة قادرة على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل فى العصر الحديث، وقبل عشر سنوات كان التعليم المصرى يئن من مشكلات عديدة على أوجه مختلفة ابتداءً من «تهالك المناهج» وعدم مواكبتها للتطورات العصرية وما ترتب على ذلك من نتائج سلبية جراء تخريج أجيال تعتمد على الحفظ وليس لديها مهارات التفكير المطلوبة، فى حين كان التعليم الفنى فى حالة حرجة مع صورته الذهنية السلبية فى أذهان المجتمع، وهى مشكلات كانت محل اهتمام من القيادة السياسية التى أولت التعليم أهمية قصوى.
◄ استحداث 30 منهجا لطلاب المدارس الفنية
وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى عملت وزارة التربية والتعليم على وضع إطار عام لمنظومة تعليمية جديدة تركز على مهارات التعلم المتطورة وتحاول التعامل مع الأزمات الأزلية المرتبطة بالحفظ والتلقين، وهو ما أفرز عن إقرار نظام التعليم (۲.۰) والذى كان بمثابة هدم لنظام قديم وبناء آخر جديد بدءاً من مرحلة رياض الأطفال عبر مصفوفة مناهج جديدة تطوير 48 منهجًا جديدًا وفق المعايير الدولية بداية من مرحلة رياض الأطفال ثم مرحلة التعليم الأساسى حيث تم الانتهاء من مرحلة الصف السادس الابتدائي، ويجرى حاليًا الانتهاء من تطوير مناهج المرحلة الإعدادية التى سيتم تطبيقها بداية من العام الدراسى المقبل.
◄ منظومة الثانوية
بالتوازى مع تلك الخطوات اتجهت وزارة التربية والتعليم، إلى إدخال تعديلات على منظومة الثانوية العامة والتى يوصفها الجميع بأنها «بعبع» وشملت تلك التعديلات منظومة الامتحانات والانتقال إلى «البابل شيت»، والتى تمنح قدرة أكبر على التفكير، إلى جانب إدخال منظومة التابلت، وتعمل الوزارة حاليًا على تطوير منظومة المرحلة الثانوية، وذلك من خلال إطلاق مؤتمر قومى يتضمن حوارًا مجتمعيًا يضم كافة الأطراف ذات الصلة بالمنظومة التعليمية، وتشمل عملية التطوير، المناهج، وآليات القبول فى الجامعات، ونظم التقويم، واختيار الطالب المسار المناسب لميوله واتجاهاته، مع إمكانية حرية تغيير المسار.
◄ التعليم الفني
التعليم الفنى كذلك كانت شاهداً على طفرة مهمة ساهمت إلى حد كبير فى تحسين صورته الذهنية لدى المجتمع مع التوسع فى إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية والتى يبلغ عددها حاليًا 76 مدرسة على مستوى الجمهورية، إلى الدرجة التى أضحت فيها تلك المدارس تقبل بمجموع يفوق الثانوية العامة، وتسعى الوزارة للتوسع فى أعداد هذه المدارس، حيث إن الطالب من خريجى هذه المدارس يضمن وظيفته قبل التخرج، وله الحق فى الالتحاق بالجامعات التكنولوجية دون معادلة، كما يستطيع الالتحاق بالجامعات الأكاديمية بعد إجراء المعادلة، فضلًا عن زيادة الطلب من مختلف دول العالم على هؤلاء الخريجين.
وجاء تطوير التعليم الفنى من خلال الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص، تلك الشراكة القوية مع القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى تمثل إحدى أهم سياسات الوزارة وعلى رأس أولويات خطتها الاستراتيجية 2024 - 2029.
◄ جميع المناهج
ومن المخطط أن يتم الانتهاء من تطوير جميع مناهج التعليم الفني، وتدريب جميع المعلمين على تطبيقها فى جميع المدارس الفنية بحلول شهر سبتمبر 2024، كما تم استحداث أكثر من 30 برنامجا ومنهجا جديدا للاستجابة لاحتياجات سوق العمل المتسارعة.
خلال العشر سنوات الماضية كانت البنية التحتية حاضرة فى أذهان الدولة إذ تم بناء 551 ألف فصل دراسى على مدار الـ10 سنوات الماضية، وذلك طبقًا لنماذج ومعايير منضبطة، ومراعاة لشكل الفراغات وصولًا لشكل المدرسة الذكية فى ظل التحول الرقمي، وفى هذا الإطار تم بناء المدارس الرسمية المتميزة التى تراعى الطبقة المتوسطة وتتيح جودة عالية للطلاب، وضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» جرى تسليم إجمالى 2392 مشروعا، بعدد 14940 فصلا، ما بين مشروعات إنشاء ومشروعات صيانة وتطوير، كما يجرى حاليا تنفيذ إجمالى 38 مشروعا، بعدد 379 فصلا.
◄ توسعات المدارس
توسعت وزارة التربية والتعليم فى إنشاء مجموعة من المدارس التى تراعي اتجاهات أولياء الأمور والطلاب مثل إنشاء مدارس النيل الدولية والمصرية اليابانية والرسمية الدولية، حيث توجد حاليا 14 مدرسة للنيل الدولية فى عدد من المحافظات.
فيما يبلغ عدد المدارس المصرية اليابانية، 51 مدرسة للعام الدراسى 2023 - 2024 فى 26 محافظة، ويبلغ عدد الطلاب 13600 طالب، وبالنسبة للمدارس الرسمية الدولية IPS والتى تطبق المناهج البريطانية، وصل عددها إلى 25 مدرسة.
وتسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى للتوسع فى مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM حتى تكون هناك مدرسة فى كل محافظة.
