«القاهرة نيويورك».. كاتب أمريكي يعرض تجربته بمترو الأنفاق بالبلدين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قارن الكاتب والصحفي كوستا بيفين باباس في مقال نشره بمجلة نيوزويك الأمريكية بين مترو الأنفاق في القاهرة والمترو الذي اعتاد على استخدامه بشكل يومي في مدينة نيويورك حيث يعيش، قائلا إن اقامته المتنقلة بين القاهرة ونيويورك جعلته يرى أوجه الفرق بين وسيلتي المواصلات.

 وموجها حديثه إلى عمده مدينه نيويورك إريك آدامز، يوضح بيفين أنه ليس سراً أن نظام مترو الأنفاق في مدينة نيويورك يعاني من مشاكل تتعلق بالسلامة، أدت ارتفاع نسبه جرائم مترو الأنفاق، وبالتالي إلى انخفاض ثقة الجمهور في سلامتهم اثناء استخدامه.

وأشار إلى الإجراء الذي اتخذته المدينة الأمريكية بنشر الحرس الوطني بهدف التخفيف من حدة أزمة الأمان التي تعاني منها المدينة.
وهنا، عدد الكاتب مجموعة من الاختلافات التي وجدها بين المدينتين، والتي -من وجهة نظره- يمكن أن تستفيد منها نيويورك لكي تتجاوز أزمتها.

أول الاختلافات هو حرص الأجهزة الأمنية في مصر على فحص حقائب الراكبين بالإضافة لوجود بوابات للكشف عن المعادن، وهو أمر ليس صعب التطبيق في نيويورك التي يخدم مترو الأنفاق فيها حوالي 3.2 مليون مستخدم، على عكس القاهرة التي يخدم مترو الانفاق فيها 3.5 مليون شخص.

وتذكر الكاتب موقفًا حدث معه بشكل شخصي عندما جلس بجوار راكب كان يضع سكينا حادة في جيبه، ترك نصلها أثرًا في ساقه، وذلك لأنه لا يوجد أية أجهزة تفتيش أو بحث عن معادن لتفتيش الراكبين في مترو نيويورك.

وثالثا، توجد في مصر عربات مخصصة للسيدات وعلى الرغم من توجيه البعض انتقاد لهذا الاجراء زعمًا أنه يعمل على الفصل بين الجنسين، فإن الكاتب يرى أنه على العكس، وجود عربات مخصصة للسيدات فقط تنشئ مساحة لراحة المرأة سواء كانت قائمة على مبادئ ثقافية أو دينية، كما أنها تعمل على حماية المرأة من أيه حوادث عنف أو تحرش يمكن ان تحدث كما هو الحال في نيويورك.
كما أوضح كوستا باباس أن هذه العربات موجودة في المكسيك واليابان والهند.

وأشار الكاتب إلى أن مصر لم تقف عند هذا الحد بل كانت حريصة على تطوير شبكات مترو الانفاق التي أنُشئت لأول مرة في العام 1987، وبتطوير شبكاته وخطوطه أدى ذلك إلى توفير المزيد من فرص العمل وتوظيف السيدات كسائقات، وهو أمر آخر فشلت مدينة نيويورك في تطبيقه لديها.

وطالب الكاتب عمدة نيويورك الحالي آدامز بالاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها نيويورك خلال السنوات الماضية، من خلال الاعتماد على ثقافة اللامبالاة وعدم الاهتمام بالتطوير والاستمرار في إلقاء اللوم على الآخرين بشكل دائم.

وشدد الكاتب على أن الفارق الأكبر بين القاهرة ونيويورك أو بشكل أوسع وأعم بين مصر كلها والولايات المتحدة الأمريكية هو اعتماد واشنطن دائمًا على أنها إحدى دول العالم الأول، وبالتالي ليس لديها الكثير لتتعلمه من العالم، وهذا ليس أمرًا صحيحًا – وفقًا لما يراه الكاتب-.

فمصر استمرت منذ انشاء خطوط مترو الانفاق لديها في تطويرها والعمل على توسيعها، هذا بالإضافة للعمل على توقيع بروتوكولات لتقديم الخدومات للأشخاص من ذوي الإعاقة، وتوفير مقاعدة مخصصة لكبار السن، ومنع التدخين داخل عربات المترو، وبالتالي مساعدة المجتمع ككل خلال استخدامه لمترو الأنفاق، على العكس تمامًا من مدينة نيويورك التي وفقًا له، لا يبدي مسؤولوها أي اهتمام بالاستثمار في سلامة أو رفاهية مجتمعها.