عاجل

باختصار

صوت العقل

عثمان سالم
عثمان سالم

طالما غابت الموضوعية والشفافية فى التعامل مع القضايا العامة والخاصة يصبح التأويل والشخصية مسرحا للأحداث..

الكشف عن إيجابية عينة تحليل المنشطات لرمضان صبحى تحول من أزمة يجب البحث عن حل لها إلى قضية خلاف حول إعلان أو عدم الإعلان من جانب رئيس اتحاد كرة القدم.. وبدأ نادى بيراميدز إجراءات قانونية لمقاضاة جمال علام..

القضية قديمة ومنذ ثمانية أشهر تقريبا عندما أخذت عينة التحليل من رمضان فى مباراة بيراميدز والاتحاد السكندرى فى الدورى..

ومنذ هذا اليوم ظل الموضوع طى الكتمان إلى جانب وجود خطاب المركز الدولى للمنشطات فى مقر الاتحاد منذ أسبوع دون الإعلان عنه..

ويبدو أن هناك حدثاً كبيراً شهدته الساحة فى الأيام الأخيرة يتطلب التغطية عليه فتم الإسراع فى إعلان الخطاب على الرأى العام ومن خلال رئيس اتحاد الكرة وكأن المسألة مقصودة وبترتيب معين للرد على «الترند» الشهير الذى شغل «السوشيال ميديا» فى الأيام الأخيرة!!

وعلى الرغم من الحديث الكثير عن التحول نحو الاحتراف الكامل فى إدارة المنظومة بكل عناصرها إلا أننا مازلنا ندير اللعبة بمنتهى الهوائية بل وعدم الشفافية والوضوح وكثير من الأهواء إذا تعارضت المصالح..

فمسألة اكتشاف إيجابية تحليل عينة منشطات للاعب ليست نهاية العالم ويقع فيها الكثيرون حتى فى الدول المتقدمة وربما لا يكون الوقوع فيها متعمداً وإنما ربما بسبب تعاطى شخص لأدوية البرد «مثلاً» مدرجة ببند المنشطات دون أن يدرى المتعاطى خطورتها على الرغم من الكلام الكثير والتحذيرات التى تطلقها المنظمات الدولية والقارية والمحلية والنشرات التى تصدر تباعاً وبها الأدوية المحظورة لكن بعض اللاعبين يلجأون لأخذ نوع من الدواء دون استشارة طبيب الفريق أو حتى الصيدلى الذى صرف منه هذا النوع من الدواء فيمكن بسهولة معرفة ما إذا كان منشطاً من عدمه..

وهذا أمر من أمور اللامبالاة التى يقع البعض فيها عن جهل أو عمد على اعتبار أن الموضوع سهل ولا يستحق كل هذه الضجة خاصة أن عينات التحليل تؤخذ عشوائيا من بين اللاعبين وربما مرت الحالة مرور الكرام إذا لم تؤخذ عينة من لاعب متعاطٍ لدواء نشط..

العقبة الأكبر من إمكانية إيقاف اللاعب لمدة قد تكون فى حدود عامين ولكن الأزمة الحقيقية هو حالة الاحتقان وسوء النوايا بين أطراف المنظومة ويوجه الإعلام بطريقة معينة للوصول إلى نتيجة محددة فى القضية كنوع من رد الاعتبار أو التشفى..

لا يوجد ما يعرف بميثاق شرف يحكم المنظومة بالكامل يدفع الجميع للشفافية والاحتكام لصوت العقل والحكمة حتى ونحن نعيش أياماً مفترجة يفترض أن تصفو فيها النفوس وتتسامح بدلا من سياسة تقطيع الأوصال واللجوء للمحاكم رغم التحذير من اللجوء للقضاء المدنى فى القضايا الرياضية.. فهل نحتكم جميعا لصوت العقل وأن نتحلى بكثير من الحكمة فى إدارة كرة القدم المصرية للتركيز على الأهداف النبيلة منها بدلا من أن تكون معول هدم لكل شيء!!