بوك

أشطر الساقطين

أحمد عباس
أحمد عباس

 الجلسة كانت ودية جدًا وأنا أحب المسئول لما يكون « مزاجه رايق» ساعتها فقط سيتكلم ويوضح ويشرح ويستطرد من دون ملل ولا نرفزة وربما يضحك أيضًا، المهم ليلتها راح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يصول ويجول فى استراتيجية وزارته التى هى قائمة أساسًا على مصلحة المواطن، الرجل يستعرض خائضاً فى القطاعات المختلفة دون أن يفقد الفكرة.

فى العموم أحب طريقته فى العرض وسلامة ودقة لغته العربية والله لا أظن أمورنا تنصلح من دون تدقيق لغتنا وهويتنا، الوزير ليلتها قال: إنه فى أحد الاختبارات المؤهلة لبرنامج تدريبى يُمنح مجاناً للخريجين فشل كل المتقدمين، وأعُيد الاختبار مرة أخرى ربما تخيب الظنون وينجح أحد لكن والله لم يفعلها طالب وسقط الجميع مع مرتبة الشرف فاضطر القائمون على المنحة الى اختيار « أشطر الساقطين» على حد وصف الوزير وذلك لإلحاقه بالمنحة.

الحدوتة لم تنتهِ هنا ولا يزال لها بقية لكنى اكتفيت منها جداً وأصبت بحزن شديد، شخصياً أعتبر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى هذا الشأن أكبر متلقٍ لخاماتٍ ليست كفؤاً فى الوقت الراهن بما يكفى لتتمكن من كسب فرص عمل، الأهل وأولياء الأمور والقائمون على التعليم يرون أنه ليتخرج الطالب الآن ثم لنعثر له على عمل يليق به وحبذا لو كان رئيساً تنفيذياً لشركة عالمية ويتقاضى بالدولار.. هل هذا حقيقي!

الموضوع لا يُؤخذ بهذه السطحية أبداً.. الحقيقة الوحيدة أن الطالب سيتخرج فعلاً، لكنه سيجد لنفسه مع قرنائه مكاناً على أقرب مقهى وليكمل والداه الإنفاق عليه، هل يُعقل ذلك!

الحل الآخر هو أن تتولى وزارة الاتصالات أمر هذا الطفل والنشء والتلميذ والطالب والخريج وتبدأ معه منذ البداية وهذا حل وحيد لا بديل عنه ليخرج لنا جيل قادر على كسب عيشه وحفظ قيمته وجذب شركات عالمية للعمل على أرض هذا البلد.

لا أقول: إن هذه هى الصورة العامة لكنى أميل للتعميم أحيانًا لحزم الأمور والإشارة لخطورتها، أعرف أن لدينا شباباً قادراً وواعياً وماهراً جداً جداً وأعرف أيضاً أن هذه الفئة لا تنمو إلا تحت سمع وبصر وزارة الاتصالات بجهاتها ومعهدها الذى أوقره ITI.

 اختيار المهندس حسام الجمل رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات السابق - وآسف جداً وأنا أقول السابق- عضواً بمجلس الإبداع الرقمى الدولى هو مدعاة فخر حقيقى حتى إذا كان اختياراً لشخصه لا لمنصبه، لست أتدخل هنا فيما لا يعنينى وما لا أعرفه لكنى أحتفظ بحقى فى السؤال « لماذا»!

 فى شأن الجيل الخامس سألت المهندس محمد نصر الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات عن الجدوى الاقتصادية من إعلان الجيل الخامس، هو وهو يتحدث عن عائد يراه حق رؤية وأنا أحتفظ بحقى فى إعادة السؤال مرات ومرات حتى يرينى أحد ما لا أرى.