واشنطن تتنصل من هجوم القنصلية الإيرانية.. وطهران تتوعد بالانتقام

نيويورك تايمز: تل أبيب نفذت الضربة.. و«كان» العبرية: رسالة إلى نصر الله

إيرانيون يحرقون الأعلام الإسرائيلية والأمريكية في ساحة فلسطين بطهران
إيرانيون يحرقون الأعلام الإسرائيلية والأمريكية في ساحة فلسطين بطهران

أبلغت الولايات المتحدة إيران أمس بأن لا علاقة لها بالهجوم على قنصليتها فى العاصمة السورية دمشق، فيما توعدت إيران إسرائيل بالرد، واستدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لديها لإرسال «رسالة مهمة» إلى واشنطن باعتبارها «حامية» إسرائيل، كما طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى بشأن الهجوم.

وذكر موقع أكسيوس الإلكترونى -نقلا عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه- أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها «ليس لها أى دور أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسى فى سوريا». 

لكن فى وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارين جان بيير إن الرئيس جو بايدن كان «على علم بتقارير عن ضربة إسرائيلية قرب القنصلية الإيرانية فى دمشق». وفى إسرائيل ـ التى أعلنت أنها لن تعلق على الهجوم-  صدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية فى جميع أنحاء العالم لتعزيز إجراءاتها الأمنية. ونقلت صحيفة إيديعوت أحرونوت بيانا تحذيريا للدبلوماسيين الإسرائيليين يقول «نطلب منكم الاستمرار فى اتخاذ تدابير وقائية وإيلاء المزيد من الاهتمام خلال العمليات الروتينية».

فى تلك الأثناء، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 4 مسئولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل هى من نفذت الهجوم على القنصلية الإيرانية فى دمشق. من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إن هذه الضربة «رسالة من الجيش إلى حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصرالله». 

من جهته توعد الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى بالرد المناسب على الهجوم قائلا «على الكيان الصهيونى أن يدرك بأن هذه الجريمة الجبانة لن تبقى دون رد».

وقال المرشد الإيرانى على خامنئي: «سنجعل الكيان الصهيونى الغاصب يندم على هذه الجريمة والجرائم المماثلة». وشدد المستشار السياسى للمرشد، على شمخاني، أن «الكيان الصهيونى ارتكب حماقة بالهجوم على قنصليتنا بدمشق ولا بد أن يدفع الثمن»، مضيفًا: «معرفة أمريكا بنية إسرائيل الهجوم من عدمها لا تؤثر على مسئوليتها المباشرة عنه وعن تداعياته».

فى غضون ذلك، تظاهر مئات الإيرانيين وسط العاصمة طهران وفى عدد من المدن الأخرى تنديدا بالهجوم الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية فى دمشق. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة وطالبوا بالرد بالمثل على هذا الهجوم والثأر للقتلى. كما رفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولى من أجل وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

وعلى الصعيد الدولي، طلبت إيران عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى بشأن الهجوم الذى شنته إسرائيل.  وأفادت وكالة «إرنا» بأن وفد إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، وجه رسالة إلى الرئيس الدورى لمجلس الأمن، وللأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عقب الهجوم.وأوضحت الرسالة أن هذه الهجمات تشكل انتهاكا سافرا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والمبدأ الأساسى لحصانة الأماكن الدبلوماسية والقنصلية، كما هو منصوص عليه فى معاهدة العلاقات الدبلوماسية لعام 1961، واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، وكذلك اتفاقية المعاقبة على الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية، بما فى ذلك الموظفين الدبلوماسيين، لعام 1973.وأدانت وزارتا الخارجية الروسية والصينية الهجوم، محملين إسرائيل مسؤوليته، ومحذرين من تداعيات فى غاية الخطورة على المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين-بين «لا يمكن انتهاك أمن المؤسسات الدبلوماسية ويجب احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها».