«لاصطياد لقمة عيشهم».. صيادو غزة يخاطرون بحياتهم بين أمواج البحر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعيش الصيادون الغزيون بين مطرقة الجوع وسندان الخطر، بعد رجوعهم للبحث عن لقمة عيشهم في بحر غزة، الذي كان يعتبر ملاذًا لهم في الأيام السابقة قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.

ولكن تزايدت صعوبات صيادو غزة اليوم وبعد نحو ستة أشهر من الحرب بعد إغلاق معظم فرص الصيد أمامهم بسبب حصار الزوارق الإسرائيلية، ما حرم الأهالي من مصدر رزقهم الرئيسي وحرم الغزيين من استغلال خيراته وسط حاجتهم القاتمة.


محاولات صيادين غزة لتأمين لقمة عيشهم

وبالرغم من تدمير إسرائيل لمراكب وأدوات الصيد، إلا أن بعض الصيادين يحاولون التأقلم مع الظروف الراهنة وإصلاح الأدوات المتاحة لهم لإصلاح شباك الصيد، بهدف الخروج بما يمكن الحصول عليه من الأسماك من البحر.

ومع ذلك، يتعرض الصيادون الذين يعتمدون على الصيد كسبيل لتوفير لقمة العيش لهم ولأسرهم، لمخاطر عديدة في البحر، بما في ذلك الهجمات البحرية من البحرية الإسرائيلية، والتي قد تصل إلى حد القتل، ولكن الحاجة الملحة إلى العيش تدفعهم لتحمل هذه المخاطر.

نجح بعض الصيادين في إعادة بعض الطعام إلى عائلاتهم وسكان قطاع غزة، الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء لفترة تقارب الستة أشهر بسبب الحصار الإسرائيلي الراهن والوضع في غزة، وبعد عودة الصيادين من رحلة الصيد في البحر، تتجمع الأسر حول شباك الصيد لاستخراج الأسماك العالقة فيه، بالرغم من قلة الكمية ونوعية الأسماك التي يتم اصطيادها من البحر.

وخلال الأسابيع الماضية، لم تترك الهجمات الإسرائيلية الغاشمة أي بقعة سالمة في قطاع غزة، سوءًا كانت برًا أو حتى بحرًا، حيث قرر العدوان الإسرائيلي بفعل القصف تحويل مياه بحر غزة الزرقاء إلى ساحة معركة، حيث وجهت الضربات الإسرائيلية إلى مباني الواجهة البحرية.

ولم يكتفِ الاحتلال بسيل دماء الأبرياء في هذا القطاع المنكوب، ولا بفرض حصاره الذي قطع الإمدادات الأساسية عن القطاع كالوقود والمياه والكهرباء، بل لجأ أيضًا إلى الجوع كسلاح آخر يُسخره ضد سكان غزة، واستهدف كل مصدر رزق قد يكون الوحيد بالنسبة للسكان، حيث دمر المخابز والمحلات التجارية والأسواق العامة بالإضافة إلى قصف ميناء غزة، تاركًا وراءه خيوطًا مُتشابكة من الحاجة والتشرد.